تنازل العسكر عن المجلس السيادي.. هل ينهي الأزمة في السودان؟

9
تنازل العسكر عن المجلس السيادي.. هل ينهي الأزمة في السودان؟
تنازل العسكر عن المجلس السيادي.. هل ينهي الأزمة في السودان؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. يبدو أن الأزمة السياسية في السودان قابت قوسين أو أدنى من الحل ، ففي الوقت الذي كانت فيه الاوضاع السياسية في السودان قاتمة والحلول غائبة ، خرج إعلام نائب رئيس مجلس السيادة الفريق ، محمد حمدان “حميدتي ” بتعميم صحفي ، أعلن من خلاله اتفاق البرهان ودقلو على أن يختار المدنيين رئيس مجلس وزراء ، ورئيس مجلس سيادة منهم ، كما جدد التزامهما السابق بخروج المؤسسة العسكرية من السلطة وترك أمر الحكم للمدنيين .. ليبقى السؤال ، هل تعيين رئيس مجلس سيادة من المدنيين يخرج البلاد من أزماتها؟

تصريحات مهمة

عبلة كرار ، قيادية في حزب المؤتمر السوداني وقوى الحرية والتغيير

تقول القيادية بقوى الحرية والتغيير والمؤتمر السوداني ، عبلة كرار ،إن الخروج من الأزمة السياسية لن يأتي فقط بتعيين رئيس الوزراء ورئيس مجلس السيادة من المدنيين وإنما يتطلب حل الأزمة بالتوافق اولا بين المكونات المدنية حول برنامج الفترة الانتقالية وتشكيل حكومة مدنية ذات تمثيل متوافق عليه ، مشددة في حديثها لموقع “أفريقيا برس ” على ضرورة ان يلتزم العسكر بالخروج من العملية السياسية والانصراف للشؤون المتعلقة بالمهام العسكرية حتى الوصول لادماج كل القوات النظامية في جيش وطني واحد ومهني وقومي محترف . وبشأن تصريحات حميدتي حول اتفاقهم على تعيين رئيس مجلس سيادة مدني ، قالت كرار ، إن هذه التصريحات مهمة لكن التعويل الحقيقي على تنفيذ هذه الالتزامات والتخلي فعلا من العسكر عن التدخل في الشأن السياسي وترك ماتبقى من فترة الانتقال ليديرها المدنيين بشكل كامل.

موقف خطأ
اما رئيس حزب دولة القانون والعدالة والتنمية د. محمد علي الجزولي ، يقول إن تصريح حميدتي بشأن – تعيين رئيس مجلس سيادة من المدنين- يكشف أنه لا يقف في مسافة واحدة من كل القوى السياسية وهو إعادة لإنتاج الأزمة التي عالجها الجيش يوم 25 أكتوبر ، كما نبه في تصريحات صحفية إلى أن حديث حميدتي يكشف عن الصف الذي اختار الوقوف معه والمأمول منه غير ذلك ،على اعتبار أن الصف الذي رحب حميدتي بدستوره ويقصر عليه الحق في تشكيل الحكومة- بحسب الجزولي- هو ذات الصف الذي دمر السودان في ثلاث سنوات واستهدف هويته وانتقص سيادته ومزق مجتمعه وأهان القوات النظامية ، وأضاف ، إنه الصف الذي من فروض الأعيان مواجهته وإسقاطه- في إشارة إلى مركزي قحت.

خطوة للحل

اللواء فضل الله برمة ناصر - رئيس حزب الأمة القومي والقيادي في قوى الحرية والتغيير
اللواء فضل الله برمة ناصر، رئيس حزب الأمة القومي

فيما وصف رئيس حزب الأمة القومي برمة ناصر اتفاق البرهان – حميدتي ، على تشكيل مجلس السيادة من المدنيين بالخطوة في سبيل حل الازمة والذي يرى إنها ظلت مستعصية منذ سقوط البشير ، وزاد ، ذهاب مجلس السيادة للمدنيين لن يحل الازمة السياسية فحسب بل تحقق مطالب الجماهير في الشارع خاصة وإنها كانت تطالب بالحكم المدني والديمقراطي مرارا وتكرارا ، وطالب برمة في حديثه لموقع” أفريقيا برس ” القوى السياسية بضرورة التوافق حتى يخرج السودان إلى بر الامان .

واقع ملغوم

كما وصف ، مراقبون تنازل العسكر عن المجلس السيادي للمدنيين بالخطوة العقلانية ، مؤكدين إنه يعكس مدى تفهمهم للوضع الحالي ، وان التنازل منهم من أجل مصلحة البلاد والعباد وذلك حتى لا تنزلق البلاد إلى الفوضى.

فيما قال أخرون ، إن اتفاق حميدتي والبرهان يشير إلى أن القيادة العسكرية لم تعد رئتيها قادرة على التنفس، في ظل واقع شديد الاظلام ومسدود الأفق، و(ملغوم) في كل المسارات المُتاحة ، منوهين إلى أن حميدتي من هذا التصريح أراد أن تبتلع (قحت) الطُعم الدسم لتهرول لتسوية تضمن ذهاب البرهان من السيادي، طالما أن هذا الأمر كان هو سبب الانقلاب المباشر على قحت في 25 أكتوبر ، مستدركين ، لكن حميدتي أخفى عمداً ماذا يكون مصير المؤسسة العسكرية بقياداتها الإنقلابية الحالية، وهو ذات الأمر الذي بحسب المراقبون سيكون خميرة (العكننة) للأيام القادمة، أن لم يكن مالاته هو ساعة (الصفر) التي قُرعت لها الأجراس تمهيدا.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here