عودة رموز النظام السابق.. هل باتت وشيكة؟

331
عودة رموز النظام السابق.. هل باتت وشيكة؟
عودة رموز النظام السابق.. هل باتت وشيكة؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أثارت قرارات أصدرتها الحكومة في الأيام الماضية، والتي قضت بعودة عدد من المفصولين – يتبعون لنظام عمر البشير- للخدمة المدنية، أثارت جملة من الإستفهامات حول مدى إمكانية عودة رموز النظام السابق لمفاصل الدولة؟ وهل العودة باتت وشيكة؟

قرارات العودة

أصدرت دائرة الطعون بالمحكمة العليا بالسودان في الأيام الماضية “11” قرارا نص على إعادة مواطنين لوظائفهم، كان قد تم فصلهم بوقت سابق بموجب قرارات صادرة عن “لجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد واسترداد الأموال” المجمدة. وكانت لجنة إزالة التمكين تسعى إلى إزالة ما يُعرف بـ”التمكين” خلال فترة حكم نظام البشير، الذي يقصد به وفقا لقانون تفكيك نظام الإنقاذ “أي طريقة أو أسلوب أو عمل أو تخطيط أو اتفاق للحصول على الوظيفة العامة أو الخاصة إنفاذا لسياسات نظام الإنقاذ سواء بالفصل من الخدمة تحت مظلة الصالح العام أو بتعيين منسوبي نظام الإنقاذ أو إحلالهم ليتولوا بأي وسيلة أو يسيطروا على الوظائف أو المصالح أو المؤسسات القائمة”، وقد أقر هذا القانون مجلس السيادة الانتقالي ومجلس الوزراء في السودان، وفقا للوثيقة الدستورية التي وقعها المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير .

ثورة عظيمة

أحمد حضرة، عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير

يقول عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، أحمد حضرة في إفادته لموقع “أفريقيا برس”: “واضح بصورة جلية إن برنامج الإنقلابيين لعودة رموز النظام السابق الذين أزاحهم قيام الثورة ولجنة إزالة التمكين في عملها ومهامها حادث بالفعل”، مضيفا أن الثورة جاءت لتفكيك المؤتمر الوطني وإزاحة كوادر تمكينه من مفاصل الخدمة المدنية واسترداد ما نهبوه من أموال وممتلكات الدولة بغير وجه حق، ونوه إلى أن عودة النظام السابق يتسارع بشدة ولم يتبقى إلا عودة البشير.

وأضاف حضرة: “كذلك ما يؤكد العودة هو تبرئة بعض رموز النظام السابق ومعلوم أنهم ضالعون وبشدة في فساد كبير، وأكد حضرة أن ما اتوا بهم في المؤسسات العدلية ايضا لخدمة برنامجهم بإعادة تمكين نظام البشير والكيزان، وأعلن حضره عن موقفهم الرافض للانقلاب والذي قال إنه يعيد مؤسسات النظام البائد ورموز فساده وتمكينه كل يوم، فثورة الشعب السوداني العظيمة بتضحياتها الكبيرة- بحسب حضرة- قامت ضد ذلك النظام ورموزه التي يعيد الانقلابيون الآن في إنتاجها وتمكينها من جديد من أجل استمرار مصالح فئة قليلة سرقت واستنزفت موارد الوطن والتي -بحسب حضرة- ايضا لا يهمها مصالح الشعب ومصالح الوطن ولا تعرف ما هو الانتماء الوطني وما هي الوطنية”.

عودة.. غير واردة

مجدي عبدالقيوم كنب، الأمين السياسي لحركة “حق” وقيادي في قوى الحرية والتغيير

لكن الأمين السياسي لحركة “حق” مجدي عبد القيوم كنب، يرى في إفادته لموقع “أفريقيا برس”؛ إن عودة عناصر قيادية من النظام السابق للسيطرة على مفاصل الدولة غير وارد، وأضاف: “كذلك بالنسبة لنا العودة لا تعني لنا شيئ وحتى لو عادوا أم لا، فالعبرة بالسياسات وتأثيرهم على مسار الانتقال الديمقراطي وهذا في عداد المستحيلات”. وفيما يتصل بإلغاء قرارات لجنة التفكيك، يقول كنب: “إن الاحكام القضائية يمكن تقدح فى استقلالية القضاء مثلا او نزاهته ولكن من ناحية مبدئية لا أحد يرفض ذلك خاصة وان أحد اهم شعارات الثورة العدالة”، ويضيف: “ما يرتبط بإلغاء قرارات لجنة تفكيك التمكين، اذا كانت الوقائع والحيثيات سليمة فمن الطبيعي أن تقبل استئنافات المتضررين”.

مؤشرات العودة

صلاح الدين الدومة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة أمدرمان الإسلامية

ويتفق أستاذ العلوم السياسية صلاح الدومة مع سابقيه، إذ يرى في حديثه لموقع “أفريقيا برس”؛ إن بقايا النظام السابق عادوا وبقوة، مستدلا بمؤشرات كثيرة أبرزها؛ عودة هيئات العمليات في جهاز أمن المخلوع، بجانب تعيين عدد من رموز النظام السابق في مجلس السيادة الانتقالي، وأضاف: “عناصر النظام السابق هم الآن في سدة الحكم والبرهان مصرّ على وجودهم حتى لو تمت إبادة الشعب السوداني بأكمله”.

لماذا العودة؟

وجدي صالح: لجنة التفكيك أصبحت تعتمد هيكلة إدارية مُحكمة في تقصي الحقائق
وجدي صالح ، مقرر لجنة إزالة التمكين، وقيادي في قوى الحرية والتغيير

كذلك قال عضو لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو المجمدة؛ وجدي صالح؛ إن الاتجاه العام يسير بشكل غير قانوني، وأوضح وجدي في تغريدتين على تويتر: “إن إعادة كل الذين تم تفكيكهم بواسطة لجنة التفكيك داخل مؤسسات الخدمة المدنية تصب في غرض واضح و هو استعانة القوى الانقلابية بحاضنة هي نفس الحاضنة السياسية لنظام المؤتمر الوطني المخلوع” ، وأضاف وجدي: “إعادة الذين فصلتهم اللجنة من وزارة العدل، يعتبر إعادة لرموز النظام البائد للسلطة، و لا تتعلق فقط بعودة مستشارين مفصولين لوزارة العدل”. وتابع: “ستعود رموز و كوادر النظام السابق لاسـتـلام مـؤسـسـات الــدولــة و على المجتمع أن يعي ذلك”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here