أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. على نحو مفاجئ، عاد وزير الداخلية السابق، الفريق عنان حامد، إلى السودان بعد غياب استمر لما يقارب العامين، مما أثار تساؤلات حول أسباب عودته وتوقيتها.
عنان غادر السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، وكان قبلها وزيرًا للداخلية في عام 2021، قبل أن تتم إقالته من قبل البرهان وسط اتهامات بأنه لعب دورًا في تمكين قوات الدعم السريع.
تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورة حديثة لمدير الشرطة السابق، الفريق عنان حامد، وهو يتناول الطعام في مدينة بورتسودان مع وزير الداخلية الحالي. أثارت هذه الصورة غضب السودانيين واستفزازهم، حيث اعتبروا أن الرجل مجرم ويجب محاسبته، وليس استقباله بهذه الطريقة.
أسباب العودة
وفي تعليقه على عودة عنان، قال المحلل السياسي الفاتح محجوب إن عودة الفريق عنان، وزير الداخلية والمدير العام للشرطة السابق، إلى السودان بعد غياب دام قرابة العامين، أثارت موجة انتقادات غير مسبوقة في الرأي العام السوداني، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي. ويرجع ذلك إلى أن البعض يحمّله مسؤولية تمكين قوات الدعم السريع، بينما يراه آخرون مسؤولًا عن الفرار من المعركة، حيث كان في مهمة رسمية خارج السودان عند نشوب الحرب ولم يعد بعدها.
وأضاف الفاتح لموقع “أفريقيا برس” أن زيارة عنان ذات طابع شخصي بحت، بالرغم من حضور قيادات الشرطة مأدبة استقبال الرجل.
ويرى الفاتح أن عنان يسعى لتطبيع وجوده في السودان، خاصة بعد أن اتضح ميل الحرب لصالح الجيش السوداني.
وقائع العودة
قال عبد الله الطيب علي، خبير الحكومة، لموقع “أفريقيا برس” إن وقائع عودة الفريق أول شرطة عنان إلى السودان، تشير إلى حصوله على ضمانات من جهات متنفذة في الدولة السودانية، مما دفعه للعودة رغم الاتهامات الخطيرة التي وجهتها إليه قامات صحفية رفيعة، والتي لم يقم بالرد عليها.
ويرى الطيب أن الفريق أول عنان عاد لأحد سببين: الأول شخصي، حيث يسعى إلى أن تضج الأسافير بالاتهامات التي كانت تلاحقه في منفاه ثم تخبو وينساها الناس وهو داخل السودان. أما السبب الثاني، فقد يكون عودته كمبعوث غير رسمي من الميليشيات، في إطار محاولاتها لإيجاد موطئ قدم لها في المجالات السياسية، العسكرية، والاقتصادية في السودان، والتي وصفها الطيب بأنها “مذلة”.
وشدد الطيب على ضرورة أن يتحرى النائب العام بصورة علنية مع وزير الداخلية السابق في لائحة الاتهامات الموجهة إليه، داعيًا عنان إلى أن يثبتها أو ينفيها.
وطالب الطيب بضرورة محاكمته محاكمة عادلة، مضيفًا أنه بعد ذلك، على المتهم إما أن ينفي التهم الموجهة إليه ويبرئ ساحته بالكامل، وهذا هو المطلوب.
ماذا قالت الشرطة؟
بدورها، سارعت الشرطة السودانية إلى إصدار بيان توضح فيه ملابسات عودة وزير الداخلية السابق، حيث قالت: “ليس لدينا أي علاقة بزيارة الفريق عنّان للمدير العام للشرطة أو أي اجتماعات أخرى تم تنظيمها أثناء تواجده في بورتسودان أو أي مدينة سودانية أخرى”.
وأشار البيان إلى أن الصورة المتداولة تعود لدعوة تقدم بها مدير عام الشرطة وعدد من القادة في الشرطة على مأدبة غداء بمقر إقامتهم في بورتسودان. وأوضح أن الدعوة جاءت ضمن تقليد راسخ في الشرطة السودانية.
وأكد البيان أن الشرطة اعتادت على تكريم الوزراء السابقين وقادة الشرطة الذين تولوا المناصب القيادية في الماضي، وأن الترحيب بالفريق عنّان جاء في إطار هذا التقليد، الذي يهدف إلى تكريم الشخصيات التي خدمت في السلك الأمني.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس