ماذا بعد عودة إيلا؟

42
ماذا بعد عودة إيلا ؟
ماذا بعد عودة إيلا ؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. عاد رئيس الوزراء في حكومة نظام عمر البشير القيادي بالمؤتمر الوطني “المنحل” محمد طاهر إيلا إلى السودان بعد منفاه الاختياري الذي أعقب سقوط النظام السابق، ولاقى الرجل استقبالا حاشدا من أنصاره، الأمر الذي طرح تساؤلات عدة، هل عودة إيلا ستشكل واقعا سياسيا جديدا لصالح الإسلاميين؟ وماذا بعد عودة إيلا؟

رمزية الرجل

الفاتح محجوب، أستاذ في العلاقات الدولية ومحلل سياسي

يقول المحلل السياسي الفاتح محجوب لموقع “أفريقيا برس”؛ إن عودة رئيس مجلس الوزراء السابق محمد طاهر إيلا إلى السودان عبر مطار بورتسودان وتدفق حشود غفيرة من أبناء شرق السودان ووسطه وشماله لاستقباله عكست حنين جمع كبير من المواطنين إلى فترة الاستقرار السياسي والتنمية التي كان السيد إيلا أبرز ممثليها إبان فترته كوالي للبحر الأحمر، اذ كانت الولاية في عهده بحسب الفاتح رمزا للتنمية والجمال ومقصدا سياحيا كاد ينسي السودانيين مصر وسوريا. وأضاف محجوب، “لذلك فإن حشود أهل الشرق في احتفالهم بعودة إيلا تميزت بأنها جمعت مختلف قبائل الشرق متخطية خصوماتها وخلافاتها وهذا يعني ان الشرق ستكون له كلمة في مجريات الأحداث في السودان ولن تكون لأهل الخرطوم وحدهم حق رسم مستقبل السودان وهذا هو المغزى الحقيقي لاستقبال أهل الشرق لقائدهم الفذ الذي يفاخرون به بقية أقاليم السودان”. واستدرك “لكن بالطبع لا تخلو عودة إيلا والاستقبال الجماهيري الضخم له من رمزية مهمة للاسلاميين هي انهم سيكونون قريبا ضمن مستقبل السودان السياسي بحكم ضعف جماهيرية معظم مكونات “قحت” وهذا ما سيجعلها غير راغبة في الانتخابات”، مشددا “على الجميع بمن فيهم الاسلاميين ان ينظروا إلى الحدث بمنظور مختلف لأن الحدث في حقيقته ارتبط بشيئين؛ الأول هو الاحتفاء بالرجل الناجح والثاني الاحتفاء بزعيم الشرق المتفق عليه من كل قبائل الشرق”، وبالتالي الحشد بحسب الفاتح أراد أن يقول لابناء بقية الاقاليم “نحن أيضا حاضرون وزعيمنا المعروف بأنه رمز للنجاح والتنمية. ويضيف “كذلك مجيء إيلا رسالة أيضا لقحت مفادها؛ إن التصالح مع رموز النظام السابق خاصة من لديهم انتماء جهوي، مهم جدا جدا لاستقرار السودان وإن اي تفكير في تجاوز هؤلاء وأقاليمهم سيكون موغلا في الخطأ وقد يعني عدم عودة قحت المجلس المركزي للحكم مرة أخرى”. ويرى الفاتح أن عودة إيلا أكدت على ضرورة الاستماع لنصيحة السيد ابراهيم الشيخ بالتصالح مع كل مكونات السودان حتى أنصار النظام السابق كشرط لاستقرار البلاد.

اختلافات جذرية

مجدي عبدالقيوم كنب، الأمين السياسي لحركة “حق” وقيادي في قوى الحرية والتغيير

“ربما كانت عودة إيلا مقروئة مع جزئيات أخرى كأحد المؤشرات على اقتراب الجهود للوصول للتسوية بين العسكر والقوى السياسية”، بهذه العبارات بدأ عضو المكتب السياسي لحركة حق مجدي عبدالقيوم كنب حديثه مع “أفريقيا برس”؛ وأضاف “أرى أن العودة تفسر ضمن التسوية وقطعا اذا كنت تتحدث عن تسوية فهذا يعنى بالضرورة اشراك كل ألوان الطيف السياسى ومن بينهم الاسلاميين كتيار فكري ولا أعني بالطبع المؤتمر الوطني” فهذا يقول كنب مستثنى قانونا وإيلا نفسه رغم ارتباطه التاريخى بالحركة الاسلامية إلا أنه معروف ببراغماتيته السياسية ولعل المتابع لمسيرة الرجل يلاحظ بوضوح اختلافات جذرية بينه وبين الحركة الاسلامية أثناء فترات توليه عدة مواقع في الجهاز التنفيذي وأحيانا اتخذ الخلاف منحا عميقا يمكن وصفه بالصراع الشرس ومعارك كسر العظم سواء في البحر الأحمر أو الجزيرة ، وأردف “لا أعتقد أن الاسلاميين سيعودون بعودة إيلا ولا أرى انهم يعتبرون ذلك مكسبا لهم بل ربما يرون ذلك خصما عليهم”.

عودة الروح

قيادي إسلامي بارز فضل عدم ذكر إسمه، قال لموقع “أفريقيا برس”؛ إن عودة إيلا للسودان بمثابة عودة الروح للإسلاميين مستشهدا بالاستقبال الذي وجده الرجل، وهو الأمر الذي فسره القيادي الاسلامي بأن “الاسلاميين مازالوا في مخيلة الشعب السوداني ووجدانهم بالرغم مما تعرضوا له من تشويه للسمعة وتنكيل إبان حكومة قحت”، ويرى القيادي الاسلامي أن عودة إيلا تعني إن الإسلاميين سيلعبون أدوار سياسية كبيرة في المشهد السياسي سيما في الاستحقاق الدستوري القادم على اعتبار أن الحشد غير المسبوق والذي وجده إيلا يعد بمثابة استفتاء حقيقي للاسلاميين في الانتخابات القادمة.

كذلك، ينظر مراقبون للحشود التي هبت لاستقبال الدكتور محمد طاهر ايلا في بورتسودان بأنها كبيرة وغير مسبوقة ومن شأنها فتح الباب أمام دور سياسي قادم للرجل، مؤكدين ان أي تقليل لهذا الحشد يعني تفكير خارج عن الصندوق، وقال المراقبون، إن عودة إيلا صاحب الثقل السياسي الكبير والانجازات التنموية، خلال هذه المرحلة المعقدة والحرجة من تاريخ شرق السودان يصب في مصلحة البلد ومن شأنه ترجيح الكفة لمنحى الوعي والعقلانية والتعامل الحكيم مع أزمات توشك أن تعرض الجغرافيا السودانية لانقسامات جديدة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here