من يسعى لتدمير السودان؟

529
البرهان وأفورقي

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أثار حديث الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، عن مخططات أجنبية تهدف لتدمير السودان وتفتيته وإضعافه، أثار إستفهامات واسعة، أهمها؛ من يسعى لتدمير السودان؟ وما وراء الاستهداف؟ وكيف يمكن التصدي لهذه المخططات؟

ماذا قال أفورقي؟

وكشف الرئيس الإريتري أسياس أفورقي أبراهام عن مخططات أجنبية وصفها بالضخمة تهدف لتدمير السودان والسعي إلى تفتيته وإضعافه وذلك بغرض نهب ثرواته واستنزافه بشتى الوسائل. وقال أفورقي في تصريح لـصحيفة”الصيحة السودانية”؛ “لدينا من الأدلة الواقعية التي تكشف خطورة هذه المخططات التي ظلت تنشط منذ نجاح ثورة ديسمبر”، وأضاف “طيلة الفترة الماضية فضلنا الصمت وظللنا نتابع ونرصد باهتمام دقيق ما يدور في السودان بحكم أنه شأن داخلي يخص السودانيين ولا يسمح لنا التدخل فيه إلا أن أمننا القومي المشترك بين البلدين يحتم علينا التدخل لصالح السودان”. وأكد أن “أمن وسلامة السودان خط أحمر لا يمكن التهاون به بأي حال من الأحوال وعلاقتنا مع السودان مثل الجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”. وأشار أفورقي إلى أن شعب إريتريا والسودان شعب واحد بين دولتين لا تقيدهم الحدود الوهمية التي صنعها المستعمر من أجل تحقيق أجندته. وحمل أفورقي الأحزاب السودانية التي حكمت البلاد منذ استقلال السودان مسؤولية الفشل في تقديم رؤية وطنية وخارطة طريق واضحة المعالم في استغلال موارد السودان الاقتصادية الضخمة والتي كان من شأنها النهوض والتطور والعبور به إلى بر الأمان، وأفصح أفورقي عن مجهودات دبلوماسية وسياسية سيقوم بها خلال الفترة القادمة وبالتنسيق بين البلدين تهدف إلى تعرية وفضح المخططات ضد السودان.

تفتيت السودان

الفاتح محجوب، أستاذ في العلاقات الدولية ومحلل سياسي

المحلل السياسي الفاتح محجوب يقول لموقع “أفريقيا برس”؛ إن “حديث السيد رئيس جمهورية إريتريا عن وجود مخططات أجنبية ضخمة لتفتيت السودان وإعلانه أنه سيقود مجهودات دبلوماسية وسياسية لتعرية تلك المخططات وفضحها سيظل مجرد حديث سياسي إلى ان يفصح السيد افورقي عن تلك المخططات كما قال”، مستدركا “لكن بغض النظر عن صحة كلام رئيس إريتريا من عدمه فإن ما هو مؤكد هو أن غياب القيادة السياسية التي تمتلك رؤية نهضوية للدولة السودانية هو ما جعل السودان يقع في حالة الأزمة السياسية والاقتصادية والأمنية، وفريسة للمخططات الأجنبية وإن كل جهود العالم لن تنفع ما لم يتحصل السودان على هذا النوع من القيادة السياسية”.

تعطيل الثورة

جعفر خضر، عضو مبادرة القضارف للخلاص والقيادي السابق بقوى الحرية والتغيير

أما العضو التنفيذي لحركة بلدنا جعفر خضر يقول لموقع “أفريقيا برس”؛ “الملاحظ في الكلام المنسوب لأفورقي أنه انتقد الأحزاب وصمت عن الانقلابيين الحاكمين، إن صح هذا الكلام فإنه يضع أفورقي نفسه ضمن الذين توجهاتهم ضد الشعب السوداني”، ويضيف “إن جميع الدول التي تقف ضد إرادة الشعب السوداني في تحقيق الدولة المدنية الديمقراطية فإنها تعمل على تدمير السودان، وكل من يساند انقلاب البرهان – حميدتي، فهو ضد الشعب السوداني”، وكشف جعفر بأن هنالك ثلاثة أنظمة تعمل على إضعاف السودان لامتصاص خيراته، وهنا يقول “لقد تابعنا تهريب الذهب إلى الإمارات وروسيا بإشراف الانقلابيين وتهريب الثروة الحيوانية وغيرها إلى مصر، وإهلاك الشباب السوداني في حرب اليمن”، مشيرا إلى أن أنظمة هذه الدول عملت على تعطيل الثورة السودانية.

مهددات عديدة

عبدالقادر محمود صالح، باحث في العلوم السياسية

يقول الباحث في العلوم السياسية عبدالقادر محمود صالح لموقع “أفريقيا برس”؛ إنه وبسبب سيولة الوضع الأمني الداخلي في السودان وتدهور الأوضاع الإقتصادية جراء الأزمة الراهنة وانسداد الأفق السياسي، برزت مهددات عديدة من شأنها أن تعصف بالسودان، وهذه المهددات يقول عنها صالح تقف على مستويات مختلفة، منها المحلي الذي يرتبط بتعنت القوى السياسية من جهة، والمكون العسكري من جهة أخرى، وهو الأمر الذي عبر عنه الرئيس الإريتيري اسياس أفورقي بخوفه من حدوث تدمير للسودان من قبل قوى محلية تتمثل في الأحزاب السياسية كما أشار في تصريحه، وأيضا هنالك قوى إقليمية بحسب صالح تتمثل في الإمارات والسعودية ومصر واسرائيل والتي قال إنها تسعى هي الأخرى إلى إيجاد وضع سياسي يتلاءم مع مصالحها الجيواستراتيجية، بالإضافة إلى المستوى الدولي الذي تمثله الدول الكبرى؛ مثل الولايات المتحدة الأمريكية ودول غرب أوربا وروسيا، كل هذه الدول بحسب سياق تصريح افورقي، قال عنها صالح تسعى إلى تقويض الأمن والاستقرار السياسي في السودان، الأمر الذي جعل افورقي ان يجرؤ بالقول “أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي حيال ما يحدث من تدمير للسودان وسوف نقوم بالاتصالات الدبلوماسية لمساعدة السودان في تجاوز هذه المؤامرات”، وأضاف صالح “أعتقد أن أفورقي قد عبر عن مخاوف دولته مما يحدث في السودان وتأثير ذلك على الأمن القومي لكلا البلدين”، مستدركا “لكن ووفق نظريات العلاقات الدولية، أي تحرك من دولة تجاه الدولة الأخرى يعبر وبشكل صريح المحافظة على مصالحها السياسية والأمنية والاقتصادية ولا شيء غير ذلك”. ويرى صالح أن كل هذه الدول وبما في ذلك اللاعبيين الداخليين “قوى سياسية ومكونات عسكرية ومسلحة” يعملون على تدمير السودان وتقسيمه إلى عدة دول، هذا الحديث قال صالح تعضده إفرازات الواقع السياسي الراهن التي تظهر بجلاء في الاقتتال الأهلي في أنحاء متفرقة من البلاد والذي انفجر عقب إتفاق المسارات الذي تمت هندسته وفقا لاستراتيجية تقسيم السودان التي وضعتها إسرائيل. وقال صالح إن المستفيد الأول من تدمير وتقسيم السودان هو الكيان الصهيوني الذي لا يريد للسودان بوضعه الحالي أن يكون دولة مستقرة ذات توجه نحو التنمية والتقدم وبناء دولة قوية في منطقة الشرق الأوسط الكبير. وفي رده على سؤال كيفية التصدي لهذه المخططات؟ يقول صالح “التصدي لكل هذه المؤامرات لا يمكن أن يحدث ما لم يكن هناك تماسك داخلي يقوم على التوافق الوطني وتأجيل حمى الصراع السياسي لتجنيب البلاد شبح الدمار والزوال.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here