هل تندلع الحرب بين السودان وإثيوبيا؟

85
هل تندلع الحرب بين السودان وإثيوبيا ؟
هل تندلع الحرب بين السودان وإثيوبيا ؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أثارت إتهامات السودان والتي وجهها للجيش الاثيوبي بشأن إعدامه لجنود سودانيين، أثارت تساؤلات واسعة، أبرزها؛ كيف يمكن أن يرد السودان على إثيوبيا؟ وكيف ستمضي العلاقة بين البلدين؟ وما احتمالية نشوب حرب شاملة بين البلدين؟

البرهان في الفشقة

ما إن أُعدم الجنود السودانيين، حتى ساد غضب شعبي ورسمي عارم في السودان، فعلى المستوى الرسمي حطت طائرة رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان رحالها في الفشقة المحاذية لإثيوبيا، وهنالك أطلق البرهان تصريحات ساخنة للجانب الإثيوبي، إذ قال إن “ردنا على مقتل جنودنا في منطقة الفشقة سيكون واقعا ملموسا على الأرض”، مؤكدا عزم قيادة القوات المسلحة على “إسناد القوات وتمكينها من أداء واجبها المقدس في حماية الأرض والعرض” وجزم بأن أفراد القوات المسلحة لن تضعف عزيمتهم وأنهم ماضون في طريق الفداء والاستشهاد في سبيل البلاد”.

ماذا قالت إثيوبيا؟

وردا على اتهامات السودان لإثيوبيا، سارعت الأخيرة ببيان تأسفت فيه لما حدث، وذكرت أنها “علمت بالحادثة المأساوية التي وقعت على الحدود الاثيوبية السودانية المشتركة في 22 يونيو الحالي، داخل الأراضي الإثيوبية بعد توغل وحدة من الجيش النظامي السوداني تدعمها “عناصر إرهابية من الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي”. كما أكدت رفض الحكومة الإثيوبية تحريف هذه الحقائق من قبل القوات المسلحة السودانية التي ألقت اللوم ظلماً على إثيوبيا، نافية صلتها بالحادثة، ومؤكدة وقوفها مع السودان في معرفة مرتكب الجريمة.

وشهدت منطقة الفشقة التي- تتبع للسودان ويتنازع عليها البلدين- اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات مسلحة إثيوبية، وترى إثيوبيا أن الفشقة ملك لها ، بينما يتمسك السودان بها متخذا عددا من الوسائل القانوية والعسكرية في أحقية ملكيته للمنطقة.

سياسات تهدئة

الفاتح محجوب، أستاذ في العلاقات الدولية ومحلل سياسي

يقول المحلل السياسي الفاتح محجوب لموقع “أفريقيا برس”؛ إنه ووفق البيان الإثيوبي ما تم من اعدامات للجنود السودانيين تم بأيدي مليشيات متفلتة وان الجيش الاثيوبي لا يد له في هذا الامر، وأضاف، لذلك البيان يشي بان اثيوبيا تبنت سياسات تهدئة وترغب في وقف التصعيد للحيلولة دون تحول الامر الي مواجهة شاملة بين البلدين، مستدركا، لكن بالمقابل لم تقدم اثيوبيا علي تنفيذ ما يثبت انها غير متورطة اي لم تقبض علي المتورطين في هذا الامر وتقدمهم لمحاكمة لكي تثبت ان جيشها بريء من ذلك العمل المشين المخالف للقانون الدولي خاصة بعد التصعيد السوداني الكبير الذي شمل كافة الاصعدة سواء التصعيد الدبلوماسي عبر استدعاء السفير الاثيوبي او سحب السفير السوداني او تقديم شكوي رسمية الي مجلس الامن والتصعيد العسكري عبر التعبئة العسكرية والتعبئة الشعبية اضافة لوقوف القائد العام لقوات الجيش السوداني بنفسه علي الاوضاع في الجبهة في منطقة الفشقة مع رفع جاهزية الجيش والاعلان الرسمي عن التزام الجيش السوداني بالرد المناسب علي الاعتداء الاثيوبي، وتابع، كذلك اعلنت مصر عن تعازيها الرسمية للقيادة السودانية وادانت الاعتداء الاثيوبي، وبحسب الفاتح يبدو ان الجانب الاثيوبي الذي ارتكب حادثة اعدام الجنود السودانيين قد اختارت النكوص عن التصعيد وهي تبحث الان عن التهدئة مع السودان ولهذا قد تسمح بتحمل ردة فعل سودانية بدون الرد عليها كما فعلت ابان استعادة السودان للفشقة ، وعليه يقول الفاتح ان الطرفين غير راغبين حاليا في حرب شاملة وسيتحملان الاستفزازات لتجنب الحرب لان اثيوبيا يبدو انها لم تتحسب بشكل جيد لقوة الرد السوداني علي كافة المستويات ولهذا تبحث عن حل تتجنب به الحرب الشاملة وفي ذات الوقت يقول الفاتح إن السودان نفسه غير راغب وغير قادر على تحمل التكلفة الاقتصادية الباهظة لحرب شاملة مع اثيوبيا.

خيار صعب

فؤاد عثمان، أمين العلاقات الخارجية في حزب المؤتمر السوداني وقيادي بقوى الحرية والتغيير

ويرى أمين العلاقات الخارجية بحزب المؤتمر السوداني فؤاد عثمان أن الذهاب للحرب هو خيار صعب ويحتاج ميزان دقيق يراعي حسابات دقيقة تصب في صالح الامن القومي للدولة، كما قال فؤاد إن قرار الحرب يحتاج لقرار سياسي وطني لايتلاعب بمقدرات الدولة ولايرتهن لإرادة اشخاص بغرض اطالة امد وجودهم بالسلطة اطول فترة ممكنة ، وذلك في نظر عثمان ان السلطة الانقلابية ترغب فيه ككرت اخير تستخدمه كفزاعة ، واكد لموقع “أفريقيا برس” إنهم وفي حال سقوط انقلاب ال25من اكتوبر ستستعيد الحكومة الانتقالية علاقاتها مع دول الجوار ، لافتا إلى إنهم سيعملون علي ان تتكامل المصالح وان لا يتدخلون في شؤون الدول الاخرى ، مؤكدا إنهم سيكونون مع الاخرين وعاملين للإستقرار بالمنطقة لاعامل مهدد للسلم والامن الاقليمي والدولي.

هشاشة أمنية

عبدالقادر محمود صالح، باحث سياسي

ويتفق الباحث السياسي عبدالقادر محمود صالح مع سابقيه ، إذ يرى في حديثه لموقع “أفريقيا برس” أن كلا البلدين ليس في حالة من الإستعداد للدخول في حرب، سيما في الوقت الراهن وذلك لعدة أسباب ، ابرزها بحسب محمود ، أن كلا البلدين في حالة أشبه ما تكون بالهشاشة الأمنية وعدم التماسك الداخلي والذي يصعب مع غيابه الإستعداد للدخول في حرب مفتوحة وشاملة ، فاثيوبيا يقول عنها عبدالقادر تعاني من عدم الإستقرار السياسي جراء الحرب الأهلية في شمالها مع الجبهة الشعبية لتحرير شعوب تقراي وفي شرقها مع قوات تحرير الاورومو(OLA)، وهو الامر الذي قال عنه صالح أن الدخول في حرب مفتوحة مع السودان ليس في مصلحتها على اعتبار انها تسعي لترتيب أوضاعها الأمنية حتى يتسنى لها الإنخراط في البناء الوطني والتنمية المستدامة ، وأضاف ، اما الجانب الآخر، السودان ليس بأفضل حالا في أوضاعه الداخلية نتيجة للصراع السياسي المحتدم بين القوى السياسية الثورية من ناحية ومع المكون العسكري من ناحية أخرى ، وتابع ، لذلك دخول البلدين في حرب شاملة في الوقت الرهن، امر مستبعد تماما، لما له من تكلفة باهظة قد ترقى للإنهيار الشامل لكلا البلدين، بجانب أن الحرب تمتد تأثيرها على منطقة القرن الإفريقي ككل.

حرب خاطفة

مجدي عبدالقيوم كنب
مجدي عبدالقيوم كنب، الأمين السياسي لحركة “حق” وقيادي في قوى الحرية والتغيير

بالنسبة للقيادي بحركة “حق” مجدي عبدالقيوم كنب فإن الحروب بين الدول لا تقوم لمجرد حادثة منفردة وان كانت بمستوى ما جاء فى بيان الجيش السوداني ، جازما بأنه لا اثيوبيا ولا السودان مستعدان للدخول فى حرب ولا حتى حرب خاطفة ، فاثيوبيا يقول عنها كنب لها فى جبهة التغراى ما هو كفيل ان يجعلها تركز مجهوداتها على هذه الجبهة ، وبالنسبة للسودان فما يمر به من انسداد سياسى وصراع بين المدنيين والعسكر افرز وضعا مزريا لما يمكن ان نسميه الجبهة الداخلية ، فليس هناك جيش بحسب كنب يحارب بلا ظهير مجتمعي ، منوها إلى ان العلاقة بين الشعب السوداني وقيادة الجيش غاية فى التوتر ، فاغلب الشعب السودانى الان بحسب كنب يتخذ موقفا سلبيا من الجيش رغم الادعاء بضرورة الفصل بين الموقف السياسي من السلطة الانقلابية والقضية الوطنية ، وأضاف كنب لموقع “أفريقيا برس” : ايضا من ناحية اخرى الموقع الدولي وحتى الاقليمي لن يسمح بهكذا حرب والذي قال إنها يمكن ان تمتد اثارها لكل الدول المحيطة وبالتالى تهدد الاستقرار فى افريقيا برمتها بالنظر للموقع الجيوسياسي للدولتين الجارتين ، بجانب المصالح المشتركة التى تتطلب علاقة طبيعية على الاقل لن لم تكن مميزة بينهما.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here