أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. يبدو أن الساحة السياسية بصدد الدخول في مسرح التصفيات والاغتيالات، وهذا يقرأ من خلال تجارب وشواهد طفت على السطح مجددا. فخلال الاسبوع الجاري هاجمت مجموعة مسلحة منزل القيادي بقوى الحرية والتغيير وجدي صالح وقامت بتكسير زجاج منزله وأرهبت أسرته ولاذت بالفرار . ولم يكن وجدي الوحيد الذي تم استهدافه ، فقد كشف الحزب الشيوعي عن جهات ملثمة تترصد وتتابع سكرتيره السياسي محمد مختار الخطيب ، في وقت وجه فيه الحزب هيئات الحماية الخاصة بالحزب بضرورة اتخاذ تدابير الحماية اللازمة والتصدي لمثل هكذا تهديدات.. فيما يبرز السؤال، ما مدى حدوث اغتيالات سياسية بالسودان؟
حوادث مجهولة
تقول أستاذة العلوم السياسية والدراسات الاستراتيجية بجامعة الزعيم الازهري سهير أحمد صلاح لموقع “أفريقيا برس ” إن السودان لا يعرف الاغتيالات السياسية في الصراع السياسي ، وإذا حدثت فلن يكون الهدف منها الاغتيال بقدر ما هو اثارة الفوضى والحرب الأهلية وإثارة مشاعر الناس للانتقام من عدو مجهول ربما يستخدم هؤلاء المجرمين، مشددة على ضرورة أن لا يكون السياسيين ضحية لهذه المخططات والتي في نظر سهير اذا بدأت لن تنتهي إلا بسفك مزيد من الدماء. وتضيف ، ان مثل هذه الحوادث مهما كانت قوة المؤسسات الأمنية قد تحدث، وهذه فتنة يجب منعها واخمادها قبل أن تندلع ، مشيرة إلى أن غالب الحروب الأهلية كانت بداياتها بمثل هذه الأحداث المنسوبة لمجهولين.
هلاك وزوال
ويتفق مع ذات الطرح الباحث السياسي عبدالقادر محمود صالح ، إذ يرى أن حادثة اقتحام منزل وجدي صالح وترصد جهات ملثمة لسكرتير الحزب الشيوعي السوداني مختار الخطيب ليس مؤشرا لبداية تصفيات واغتيالات سياسية وذلك لعدة اعتبارات منها أن مسألة الاغتيال السياسي في الأدب السياسي السوداني غير موجودة منذ أن بدأ الصراع السياسي بين القوى السياسية غداة الإستقلال السياسي للسودان حيث يقول صالح شهدت الساحة السياسية موجات من الخصومة السياسية المتطرفة ، مستدركا ، لكن لم تتطرق البتة إلى الاغتيالات أو التصفيات الا في حالات نادرة حدثت إبان حكم النظام البائد بشكل يحمل غطاء الإجراءات الأمنية والقانونية. وأضاف في تصريح لموقع ” أفريقيا برس” ما حدث لبعض السياسيين من تهديد ومتابعة لا يمكن أن يتطور إلى درجة الاغتيالات السياسية والتصفية الجسدية لأن ذلك ستكون كلفته باهظة على أمن واستقرار البلاد، وأردف ، إن حدثت الاغتيالات أتوقع أن تكون هنالك ردات فعل أكثر عنفا، وهنا يمكن الإشارة إلى بروز حركات التمرد والعصيان المسلح وهي تمظهر وردة فعل عنيفة لبطش وقمع النظم الاستبدادية التي مرت على السودان منذ استقلاله ، ويرى صالح أن المجتمع السوداني على عكس المجتمعات الأخرى عرف عنه بسماحته وعفويته وجذوره الضاربة في التصوف والزهد، لذلك بحسب صالح فإن مسألة الاغتيالات السياسية والتصفية الجسدية للخصوم السياسيين مستبعدة بالمطلق خاصة وأن البلاد تمر بأحلك ظروفها الأمنية والسياسية والاقتصادية والتي هي في أمس الحاجة إلى تضميد الجراح والمصالحة الوطنية أكثر من الولوج في مستنقع الفعل العنيف ورد الفعل الأعنف منه واللذين حتما سوف يقودان البلاد إلى مزيد من الهلاك والزوال.
خصومة عالية
وإن كان صالح وسهير اتفقا على عدم وقوع اغتيالات سياسية ، فإن القيادي بحزب الامة القومي عروة الصادق ، يتوقع في حديثه لموقع “أفريقيا برس” حدوث اغتيالات لرموز السياسة السودانية ، معللا بدرجة الخصومة الشديدة بين القوى السياسية ، فضلا عن حالة الاحتقان السياسي التي تشهدها البلاد ، مشيرا إلى كل هذه مؤشرات لحدوث التصفيات والاغتيالات السياسية .
وكان القيادي بحزب الأمة القومي عروة الصادق قد كشف في وقت سابق عن وجود قائمة تشمل أسماء سياسيين في تحالف قوى الحرية والتغيير وأعضاء في اللجنة، تشمل وجدي صالح وصلاح منّاع، كمستهدفين بعمليات اغتيال، قائلاً: “هذه القائمة ليست الأولى وسبق أن تلقينا قائمة بأسماء شخصيات بارزة مستهدفة بعمليات اغتيال”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس