هل يعيد المجتمع الدولي الأوضاع في السودان إلى ما قبل الانقلاب؟

73
رئيس يونيتامس :اتفقت مع البرهان على ضرورة التركيز على المهام الإنتقالية والتقدم في المسار الإنتقالي
رئيس يونيتامس :اتفقت مع البرهان على ضرورة التركيز على المهام الإنتقالية والتقدم في المسار الإنتقالي

بقلم: أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. ضغوط وتسويات يمارسها المجتمع الدولي على القائد العام للجيش السوداني الفريق عبدالفتاح البرهان والذي أطاح بحكومة المدنيين عبر انقلاب أعلن من خلاله حل الحكومة وإعلان حالة الطوارئ في البلاد، فضلا عن الزج بالوزراء وقيادات سياسية في المعتقلات والسجون. فهل ينجح المجتمع الدولي في إعادة الأوضاع إلى نصابها؟ أم سيستمر البرهان في قراراته؟

شكوك وقلق

الدكتور عبده مختار موسى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة أم درمان الإسلامية

ويرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة أمدرمان الاسلامية عبده مختار في حوار مع “أفريقيا برس”؛ أن المجتمع الدولي لن يعيد الأوضاع إلى ما قبل الانقلاب على اعتبار أنه يدرك التفاصيل الدقيقة في المشهد السياسي، ويعتبر أنه كان يعلم أن الحكومة المدنية السابقة كانت تعاني انقسامات وصراعات حزبية أدت إلى ضعف الحكومة، كما أن صراعاتها كانت خصما عليها، وفتح الثغرات للثورة المضادة، وهو الأمر الذي أدى إلى تخوف العسكر الذين قاموا بالاجراءات الأخيرة، لذلك وبحسب مختار؛ فإن المجتمع الدولي يهمه فقط أن تشكل حكومة مدنية تكنوقراط بقيادة حمدوك، مشددا على ضرورة أن يعطي المجتمع الدولي فرصة للعسكر بأن يوفوا بما وعدوا به على اعتبار أنهم أكدوا على تشكيل حكومة مدنية مستقلة من كفاءات، وأن ما قاموا به يمثل تصحيحاً لمسار الثورة، وأضاف مختار: “طريقة الحكومة السابقة والتي كانت تسير بها لن توصل البلاد إلى المدنية المنشودة سيما وإنها لم تضع ترتيبات للانتخابات ولم تتحدث عنها وهو الأمر الذي أثار الشكوك والقلق من أن من يقودون الحكومة سينفردوا بالسلطة إلى أوقات أطول”.

رؤية مختلفة

قرشي عوض، صحفي ومحلل سياسي

الكاتب الصحفي والمحلل السياسي قرشي عوض لديه رؤية مختلفة عن مختار، إذ يقول في إفادته لـ”افريقيا برس” : “إن المجتمع الدولي يرى أن استمرار العسكر في السلطة لن يحقق استقراراً في السودان على اعتبار الرفض الواسع الذي وجده الانقلاب في مليونية 30 أكتوبر” ، وعليه وبحسب قرشي، فإن أي تجاوز لقوى الحرية والتغيير التي تقود الشارع فإن الأوضاع في السودان ستكون مضطربة وهو الأمر الذي يهدد مصالح المجتمع الدولي سيما وأن له برامج إصلاحية يريد أن ينفذها ومساعدات قدمها للحكومة المدنية والتي قال إنها تتناسب مع ذات طرح الحكومة المدنية وليس الحكم العسكري، ونوه عوض إلى أن المجتمع الدولي مع مصالحه في السودان والتي يرى أن العسكر لم يفرضوا الامر الواقع في السودان كما حدث في أفغانستان، كما إنهم فشلوا في السيطرة على الشارع لذلك بحسب قرشي فإن الحكومة المدنية مهمة للمجتمع الدولي حيث تعني له استقرار الاوضاع في السودان ، وأردف: “إن كان المجتمع الدولي يرغب في حمدوك فقط فإن الشارع ايضا لن يهدئ له بال حتى يحقق الدولة المدنية الكاملة”، منوها إلى أن حمدوك من غير قوى الحرية والتغيير يعد لا شيء ولا تأثير له، مستدلا بتمترس حمدوك في مواقفه الداعية إلى ضرورة عودة الأوضاع إلى ماقبل الانقلاب، والعودة للحكم بكامل طاقمه من الوزراء السابقين وهي ذات المواقف التي ترفعها قوى الحرية والتغيير – بحسب قرشي.

موقف متغير

بشرى الصائم، عضو آلية تنفيذ مبادرة حمدوك

بينما يؤكد القيادي السابق بقوى الحرية والتغيير بشرى الصائم لـ”افريقيا برس”؛ أن المجتمع الدولي ينظر للسودان وفقا لمصالحه، كما إن تحقيق الدولة المدنية في السودان بالنسبة له هدف ثانوي، ونوه إلى أن المجتمع الدولي تحكمه شركات رسمالية لذلك، بحسب الصائم، فإن موقفه من الدولة المدنية موقف متغير وغير ثابت، مستدلا بموقف روسيا والصين اتجاه الانقلاب حيث اعتبرتا ماجرى في السودان ليس بانقلاب، وذلك للحفاظ على مصالحهم في السودان، مؤكداً في حال شعرت أمريكا بأن مصالحها في السودان تضاربت مع روسيا ستذهب في ذات اتجاه روسيا والصين، وأستبعد الصائم أن يكون للمجتمع الدولي دور في إعادة الأوضاع إلى ماقبل الانقلاب، مستدركاً؛ لكن رغم ذلك فإنه يضغط ويطرح تسويات لإعادة الحكومة المدنية بيد إنه يعتبرها هدفاً ثانوياً، مشيرا إلى أن الغرب يملك مصالح كثيرة في السودان لذلك يفضل استقرار الأوضاع فيه بغض النظر عن شكل الحكم ومن يحكم.

عودة جزئية

الفريق حنفي عبدالله خبير أمني ومحلل سياسي

الخبير العسكري حنفي عبدالله يرى في حديثه لـ”أفريقيا برس”؛ أن البرهان سيستمر في الحكم وأن الضغوطات الخارجية على البرهان ستزول بمجرد تشكيل حكومة كفاءات مستقلة، كما يعتبر أنه – المجتمع الدولي – مايجري في السودان شأن داخلي، لذلك فإن استمرار البرهان في الحكومة وارد وبقوة.
في الصدد، توقع أستاذ العلاقات الدولية، بالجامعات السودانية صلاح الدين الدومة، أن يعيد المجتمع الدولي الأوضاع في السودان جزئياً لما قبل الانقلاب، مشيرا في حديثه لـ”أفريقيا برس” إلى أن المجتمع الدولي يريد حمدوك، والذي قال عنه الدومة إنه سيكون أكثر تحركا من البرهان في الحكومة القادمة في حال تمت إعادته، داعيا البرهان إلى تحويل الانقلاب من نكسة إلى إضاءة مشرفة وذلك من خلال استكمال هياكل السلطة وحسم التفلتات الأمنية وإنهاء حالة الصراع بين مكونات قحت، مشيرا إلى أن كل ذلك سيتم بالاتفاق مع حمدوك.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here