عبد المنعم حميدة: الزراعة والإنتاج هما مفتاحا تعافي الاقتصاد

2
عبد المنعم حميدة: الزراعة والإنتاج هما مفتاحا تعافي الاقتصاد
عبد المنعم حميدة: الزراعة والإنتاج هما مفتاحا تعافي الاقتصاد

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أكد الخبير الاقتصادي د. عبد المنعم حميدة في حواره مع “أفريقيا برس” أن الاقتصاد السوداني يعاني تحديات كبيرة زادت حدتها بسبب الحرب، مشددًا على أن المخرج الحقيقي يكمن في تشجيع الإنتاج واستغلال الموارد المتاحة.

وقال حميدة إن الزراعة تمثل الأمل الحقيقي، في ظل الطلب العالمي المتزايد على الغذاء، لافتًا إلى توفر الأراضي الخصبة والعمالة والمياه. وأضاف أن التضخم وارتفاع الأسعار مرتبطان بسعر الصرف، الذي يتأثر بضعف الإنتاج والاعتماد على الواردات.

ودعا إلى رسم سياسات اقتصادية شاملة لمعالجة مؤشرات الاقتصاد الكلي، خاصة في ظل التعويل الشعبي على الحكومة الجديدة برئاسة كامل إدريس.

كيف تصف الوضع الاقتصادي الحالي في السودان من وجهة نظرك؟

لا يخفى على أحد من السودانيين أن الوضع الاقتصادي قبل الحرب لم يكن مستقرًا، وجاءت الحرب لتزيد من تأزّمه. لكن بالعزيمة الإنتاجية، وصدق النوايا، والتخطيط السليم، من الممكن أن يعود الاقتصاد إلى وضع أفضل.

ولكن كيف ينهض الاقتصاد السوداني؟

كلمة السر في النهضة الاقتصادية هي “الإنتاج”، وجميع عناصر الإنتاج موجودة في السودان، متمثلة في الأراضي البكر، والموارد الطبيعية، والعمالة، والعقل الإداري. كل ذلك، إذا اقترن بالعزيمة والإصرار، سيؤدي إلى زيادة الإنتاج، ومن ثم تحقيق الرفاهية الاقتصادية.

ما أبرز التحديات التي تواجه عبد المنعم حميدة اليوم؟

السودان يواجه تحديات كبيرة، فالعالم يتطور على مدار الساعة، وقد قطعت النهضة الاقتصادية في العالم المعاصر مسافات زمنية بعيدة. التكتلات الاقتصادية، سواء الإقليمية أو العالمية، استفادت منها معظم دول العالم الثالث. المشاريع الاقتصادية الضخمة التي تعتمد على الشركات العابرة للقارات ستُظهر ثمراتها في السنوات القليلة القادمة، مثل “طريق الحرير” الذي يربط أفريقيا بآسيا تحت رعاية التنين الصيني، ومشاريع الربط الكهربائي بين الدول والقارات.

مثل هذه الاتفاقيات والمشاريع تمثل تحديًا كبيرًا أمام الإدارة الاقتصادية السودانية العليا، ويجب فتح نوافذ للإطلالة على العالم، وهو ما يتطلب عقلية اقتصادية استراتيجية، واثقة من قدراتها، تؤمن بقوة تنافسية الإنتاج السوداني وحجز مكان مرموق في السوق العالمي. إذًا، يظل التعاون والانفتاح الاقتصادي الخارجي هو التحدي الأكبر، وتجاوزه هو الأمل الذي لا بد من تحقيقه.

هل ترى أن هناك مؤشرات تعافٍ أو تفاؤل في الأفق؟ أم أن الوضع يسير نحو مزيد من التعقيد بعد تكليف رئيس مجلس الوزراء؟

نتمنى التوفيق للدكتور كامل إدريس في مهمته الوطنية الصعبة. بالتأكيد فإن التخطيط الاقتصادي والتنموي في ظل الحرب أو في فترة ما بعد الحرب ليس بالأمر السهل، ولا أستطيع أن أحكم على أدائه (الاقتصادي)، فحكومته لا تزال في بدايتها.

لكن أعتقد أن معظم السودانيين يستبشرون خيرًا بحكومة إدريس. كامل إدريس وجه عالمي مقبول، ومن المؤكد أن لهذا القبول أثرًا إيجابيًا على الاقتصاد، فالمؤسسات الاقتصادية الدولية، ومؤسسات المال العالمية، والبورصات العالمية الشهيرة، تحتاج إلى عقلية شبيهة بعقلية كامل إدريس. ننتظر لنرى.

ما أسباب الارتفاع المستمر في الأسعار؟ وهل هناك حلول مقترحة لكبح التضخم؟

ارتفاع الأسعار هو نفسه التضخم، والتضخم ظاهرة اقتصادية لها علاقة بالاستقرار الأمني والسياسي. في أدبيات الاقتصاد، يُصطلح على نوع من التضخم بـ”تضخم زمن الحرب”، ما يوضح بجلاء أن التضخم في أوقات الحرب ليس أمرًا مستحدثًا، لكنه لا يعني القبول به أو الرضا عنه.

لابد من رسم سياسات تؤدي إلى معالجة جميع مؤشرات الاقتصاد الكلي مثل التضخم، ميزان المدفوعات، الاستثمار الأجنبي، وسعر الصرف، فالتضخم جزء من كل، وبالتالي علاجه يتطلب النظر إلى بقية المؤشرات الاقتصادية الكلية.

كيف أثر تدهور سعر صرف الجنيه السوداني على حياة المواطن اليومية؟ وبماذا تعزي الزيادة الكبيرة مقرونة بتراجع العملة المحلية؟

كما ذكرت سابقًا، فإن سعر الصرف والتضخم هما مؤشرين من مؤشرات الاقتصاد الكلي، ويرتبطان ببعضهما ارتباطًا وثيقًا. وفي الاقتصاد السوداني، الذي يعتمد على استيراد معظم السلع، من الطبيعي أن ترتفع الأسعار وتنخفض قيمة العملة المحلية.

مشكلة ارتفاع سعر العملة الأجنبية مقابل الجنيه تؤدي إلى زيادة أسعار السلع، خاصة أن معظمها مستورد. هذا الوضع يزيد من معاناة المواطن، ولذا يجب تشجيع الإنتاج المحلي وزيادة تنافسيته من حيث الجودة.

هل ترى أن القطاع الزراعي قادر على دعم الاقتصاد وتحقيق الاكتفاء الذاتي في هذه المرحلة؟

بلا شك، الزراعة هي أمل السودانيين في المستقبل، خصوصًا في ظل نقص الغذاء العالمي. انخفاض المساحات المزروعة عالميًا، وزيادة عدد السكان، وقلة المياه، جميعها مؤشرات تستدعي الاهتمام بالزراعة في السودان.

وكما ذكرت سابقًا، فإن عناصر الإنتاج متوفرة، خصوصًا في القطاع الزراعي: ملايين الأفدنة الخصبة، ومئات الآلاف من الأيدي العاملة الجاهزة، ومخزون كبير من المياه الجوفية ومياه الأمطار والأنهار والبحار.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here