البشير والسيسي يتعهدان بوضع حد للتصعيد بين البلدين

19

عقد الرئيسان السوداني عمر البشير ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي، السبت، قمة ثنائية بمقر إقامة الرئيس السوداني، على هامش مشاركتهما في قمة الاتحاد الأفريقي بأديس أبابا كأول لقاء يجمع الرجلين بعد موجة توتر بائنة شابت العلاقات على مدى أسابيع طويلة.

وأمر الرئيسان السوداني والمصري وزيرا الخارجية ومديري جهاز الأمن في البلدين بعقد لقاء عاجل لوضع خارطة طريق تعيد علاقات الدولتين المتوترة الى مسارها الصحيح وتحصينها من أي مشكلات مستقبلية.

وقال وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور في تصريح صحفي إن الرئيسين اتفقا في بداية اللقاء على ان العلاقة بين البلدين ” ازلية ولا فكاك منها”.

ووصف الوزير اللقاء بالتاريخي وقال انه يأتي بعد فترة شهدت فيها العلاقات اشكالات.

وأفاد ان الرئيسين ناقشا كل القضايا التي تمثل اشكالات ووضعا النقاط فوق الحروف وطالبا بالعمل معا لتقوية العلاقات وتمتينها وان تتجاوز كل العقبات.

وحول التوتر على الحدود مع ارتريا قال غندور ان اللقاء تركز حول العلاقات الثنائية ولم يتطرق لأية علاقة مع دولة ثالثة.

وفي وقت سابق من هذا الشهر قال مساعد الرئيس ونائبه في حزب المؤتمر الوطني إبراهيم محمود، السودان يتحسب لتهديدات أمنية محتملة من مصر واريتريا على حدوده الشرقية.

وقبل يوم من لقاء الرئيسين ناقش وزيرا خارجية السودان ومصر بأديس أبابا، وضع العلاقات بين البلدين بعد موجة من التوتر دفعت الخرطوم لسحب سفيرها لدى القاهرة، كما بحثا انزلاق الإعلام المصري المتواصل للإساءة الى السودان وقياداته السياسية.

وأوضح غندور أن البشير والسيسي وجها الاعلام في البلدين بالالتزام وبالا يتجاوز الحدود وان يتعامل مع هذه العلاقة باعتبارها علاقة مقدسة ويجب الا تخضع لأية مزايدات اعلامية.

ونقل موقع (البوابة) المصري أن البشير أبلغ نظيره المصري أن ما يجمع شعبي وادي النيل من تاريخ مشترك ووحدة المصير، أكبر من أي خلافات، مؤكدًا حرص بلاده على تطوير التعاون الثنائي مع مصر على كافة الأصعدة.

وقال الموقع إن الرئيس السوداني عبر عن تقديره لحرص مصر على التشاور مع السودان، مؤكدًا ما يعكسه ذلك من عمق العلاقات التاريخية الخاصة التي تربط بين البلدين.

وأوضح أن التحديات الناتجة عن الأوضاع الإقليمية الراهنة تحتم على البلدين مواصلة التنسيق المكثف بينهما، بما يساهم في تحقيق مصالحهما المشتركة.

وكان وزير الخارجية المصري، سامح شكري، توقع عودة سفير السودان لدى القاهرة إلى عمله قريبا جدا.

وقال شكري، في حوار مع صحيفة “المصري اليوم”، عقب لقائه وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، في اديس ابابا الجمعة، ردا على سؤال حول ما إذا تطرقت المحادثات بينهما إلى قضية السفير: “بالتأكيد. ونحن نتوقع أن يعود للقاهرة في وقت قريب جدا، لأن العلاقات تحتاج لوجود سفيرين للبلدين للمساهمة في إدارة هذه العلاقات”.

وأشار شكري إلى أن “اللقاء كان فرصة طيبة للمكاشفة والمصارحة وطرح كافة المواضيع التي أدت لخروج العلاقات عن مسارها الطبيعي” بين مصر والسودان.

وأضاف: “كان هناك تأكيد من الجانبين على العمل المشترك لعودة العلاقات لطبيعتها، ونحن نسعى من خلال هذه اللقاءات لأن تكون العلاقة من الأهمية بحيث تجعلنا دائما نعمل على إزالة أي سوء فهم، والعمل على أن تكون هناك إجراءات ملموسة وعملية من قبل البلدين توضح استمرار العمل لتحقيق المصالح والدعم المتبادل واتخاذ مواقف واضح في مسار للعلاقة، وهذا ما سوف ما نعمل عليه في الفترة المقبلة”.

وبين السودان ومصر عدة ملفات عالقة منها الموقف حيال سد النهضة الإثيوبي والنزاع الحدودي على مثلث حلايب المشاطئ للبحر الأحمر والذي تسيطر عليه مصر منذ 1995.

وزادت حدة التوتر بين البلدين عقب شن الإعلام المصري هجوما شرسا على السودان بسبب زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ديسمبر الماضي.

 

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here