قال وزير الخارجية دكتور الدرديري محمد احمد في مؤتمر صحفي الأحد بالوزارة إن بقاء مشار مرتبط بمدة الجولة إذا ما إقتضت الاستمرار لاكثر من اسبوعين بعدها ووفق ما قررت الايقاد سوف يغادر الى الاراضي التي يختارها شريطة أن تكون من بعيدة من دول جوار دولة جنوب السودان .
وقطع الدرديري بصعوبة التكهن بمستقبل العلاقات بين الخرطوم وجوبا بعد هذه الجولة وقال لا يمكننا التاكيد بانها ستكون سمن على عسل الى الابد قاطعا بانه ليس في أجندة التفاوض بند يناقش إعادة وحدة السودان وهذه مجرد تفاؤلات وإلهاب للمشاعر أشاعته دعوة الرئيس لانعقاد الجولة بالخرطوم
وقال إن المرتكزات التي تقوم عليها علاقتنا بالجنوب منذ الانفصال هي حسن الجوار وتبادل المنافع وإحترام الخصوصية التي درجت على الارتباط التاريخي بين البلدين ونحن لانتدخل في مشاكل الجنوب الداخلية .
وكانت قمة الايقاد الـ(32) المنعقدة في ديس ابابا في 21 من الشهر الجاري قد فوضت الرئيس البشير لعقد جولة خاصة
بمفاوضات جنوب السودان تركز على بندين أساسين أولهما حل القضايا العالقة بين فرقاء دولة جنوب السودان المتعلقة بالحكم والترتيبات الامنية .
اما البند الاخر هو مناقشة الاجراءات المطلوبة لانعاش ولاعادة تاهيل اقتصاد الجنوب وذلك بالدخول في ترتيبات ثنائية بين الخرطوم وجوبا.
وقال الدرديري إن التفويض جاء إستنادا للمبادرة التي تقدم بها البشير والتي وافق عليها رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ومن ثم رئيس الوزراء الاثيوبي ابي احمد بصفته رئيسا للايقاد بجانب الرئيس الكيني اوهورو كنياتا والرئيس اليوغندي يوري موسفيني ، بعد اطلاع شركاء الايقاد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج بالمبادرة وتم الحصول بتاكيدات بدعمها ومساندتها
واعربت وزارة الخارجية على لسان السفير الدرديري عن تفاءلها بنجاح جولة مفاوضات ولكنها قالت انها في ذات الوقت لا تملك ضمانات ذلك النجاح.
وقال الدرديري انهم يتطلعون أن تحقق هذه الجولة إختراقا كبيرا ٬واضاف نعتقد ان الظروف التي اتيحت لهذه الجولة افضل من سابقاتها والتي تتمثل في حضور ومشاركة سلفا شخصيا ودكتور رياك مشار وبمباشرة الوساطة من الرئيس البشير لاكثر الرؤساء إحاطة بالملف سيما انه كان يحكم الدولتين من قبل إنفصال الجنوب ايضا .
واعتبر الدرديري ان مبادرة البشير نفخت الروح في مبادرة الايقاد في 23 مايو التي تعثر بسبب تتضمنها اتجاه اقرار بنودا عقابية على مختلف الاطراف بجانب ارتكابها عدد من الخروقات في كافة المستويات مما ادى الى حالة ياس من اعادة التفاهم بينما مبادرة الرئيس تقود مفاوضات مباشرة بين سلفا ومشار في وقت اتفقت دول الاقليم على اقصاء مشار وابعاده الى جنوب افريقيا التي لم يكن معتقلا فيها وانما هو هناك بطلب من دول الايقاد لاكثر من عام اشراك مشار اعطى حيوية وانعش المفاوضات بجانب تناول انعاش
الاقتصاد حتى شركاء الايقاد غير مهتمين بالامر وينصب جل تركيزهم على استصدار عقوبات من مجلس الامن على اطراف الصراع . واشار الدرديري الى انه بعد انقضاء الاسبوعين سوف يغادر الدرديري الى نيروبي بناء على مقرارات قمة الايقاد لاطلاع الرئيس الكيني اوهورو كنياتا بما دار في الجولة والتشاور اذا ما كانت الجولة تمتد لاكثر من الاسبوعين او ان تنتقل مباشرة الى نيروبي . وفيما يتعلق بان تعقد القمة في الخرطوم او جوبا اشار الدرديري الى ان التصريح الذي نسب الى سفير السودان في جوبا لم تكن صحيحة وأن عدم اصدار نفي للحيلولة دون خلق اجواء غير مواتية وخلافية ،
مؤكدا بالقول نحن لسنا في تنافس مع ايا من عواصم الاقليم حول اين تعقد قمم التفوض بقدر ما يهمنا هو التوصل لحل ينهي معانة شعب ودولة الجنوب ونحن نقتقد ان المطلوب هو وحدة الاقليم وليس التنافس بين العواصم وماتفعله الخرطوم ليس خصما على احد .
الدرديري لم ينكر عين السودان على مصالحه في هذه الجولة وقال اننا لانخجل وليس عيبا ان نبحث عن مصالحنا الاقتصادية مشيرا الى انهم سيناقشون ديون السودان لدى الجنوب بجانب تحسين صورة السودان كداعم للسلام في الاقليم مما سيؤثر ايجابا على ملف تفاوض السودان مع امريكا .