طالب زعيم حزب الأمة القومي المعارض في السودان الصادق المهدي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتراجع عن تبني الخط السياسي للإخوان المسلمين وعدم تقديم الدعم لهم.
وقال خلال مناسبة إحتفاله بعيد ميلاده الثاني والثمانين والذي أقامه بمنزله بامدرمان إن تبني اردوغان لفكر الاخوان المسلمين ومحاولة فتح محور جديد سيجر المنطقة الى صراعات جديدة.
واضاف ” اردوغان يتبني مشروع الاخوان المسلمين وهو امر مؤسف ويرفع شعارات رابعة وهو يبشر بمحور جديد وهذا أمر يشكل خطرا على المنطقة وموقفه خاطئ ونحن ننصحه بالتراجع والدين النصيحة”
ويزور الرئيس التركي السودان هذه الايام بمعيّة عدد كبير من رجال الاعمال والصحافيين في زيارة هي الاولى لرئيس تركي للبلاد منذ الاستقلال.
وفي السياق قال المهدي إنه حكم البلاد وفقا لتعاليم الدين الاسلامي عندما كان رئيساً للوزارء قبل إنقلاب الرئيس عمر البشير على الحكم في العام 1989, مشيرا الى انهم كانوا ملتزمين في الديمقراطية الثالثة بأسلمة تقوم على التراضي القومي وتطمئن الأخوة في الجنوب قبل الانفصال.
وأوضح “ولقد أكد بعض الدراسين اننا خلال تلك التجربة قدمنا تجربة إسلامية جيدة”.
واعتبر ان الوضع الاقتصادي في البلاد يمضي نحو الأسوأ بالرغم من رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية عنها.
وتابع “الوضع الاقتصادي حاليا أسوأ مما كان عليه قبل رفع العقوبات وفقد الجنيه السوداني نحو 10 قروش من قيمته منذ رفع العقوبات”.
واكد انهم يرتبون لعقد اجتماع شامل لقوى نداء السودان الشهر المقبل لبحث كيفية إقامة نظام جديد في البلاد.
وكانت القيادية بحزب الأمة مريم الصادق المهدي قد طالبت الرئيس التركي بالاعتذار للسودانيين عن «الإرث السيئ» للدولة العثمانية وما سببته من أذى في السودان على حد قولها وذلك قبل ساعات من وصوله الى العاصمة الخرطوم .
وقالت مريم نائب رئيس حزب الأمة، إن «التاريخ العثماني مليء بسيئات (خلفها) في أنحاء العالم الإسلامي»، وتساءلت: «هل ينكر أردوغان ذلك؟».
يأتي ذلك غداة سجال بين تركيا ودولة الإمارات على خلفية تنديد الأخيرة بممارسات العثمانيين في الخليج مطالع القرن الماضي. وفي ما بدا امعاناً في التحدي، اعلنت وكالة انباء الأناضول التركية ، ان انقرة تعتزم إطلاق اسم القائد العثماني فخر الدين باشا على الشارع الذي توجد فيه سفارة الإمارات في العاصمة التركية، وذلك بعدما تحول الجدل حول الدور التاريخي لهذا القائد خلافاً ديبلوماسياً.
وأضافت مريم المهدي: «نحن أحفاد الذين طردوهم (العثمانيون) من السودان، حققنا الدولة الإسلامية بثورة لا تزال ترفع رأس كل سوداني».
واتهمت المهدي الدولة العثمانية بإهداء العالم الإسلامي إلى دول الاستعمار بأبخس الأثمان، وقالت: «ما له الرئيس أردوغان وارث أواخر الدولة العثمانية الفاشلة والفاسدة التي قدمت العالم الإسلامي بكامله إلى دول الاستعمار الغربية بأبخس الأثمان وهو في أضعف الحالات؟».
وزادت :» كنّا نود أن نحترم الرئيس أردوغان ونرحب به في وطننا كقائد مسلم مستنير وناجح، لكننا نطالبه قبل أن يطأ أرض بلادنا بأن يعتذر عن إرث العثمانيين السيئ وما تسبب فيه من أذى».
وتعد الزيارة الأولى التي يقوم بها رئيس تركي للسودان منذ استقلاله عام 1956، فيما كانت زيارة جعفر النميري تركيا عام 1981 هي الأولى من نوعها لرئيس سوداني.