افريقيا برس – السودان. هدد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، “بتجاوز الأحزاب السياسية والقوى المشاركة في الحكومة وتشكيل حكومة طوارئ برئاسة رئيس الوزراء الحالي عبد الله حمدوك”.
وبدا البرهان، خلال اجتماع لمجلس شركاء الفترة الانتقالية، غاضبا بشدة من حالة التنازع، التي عطلت تكوين الحكومة، مؤكدا أنه “لا يملك خيارا سوى الخروج للشعب وإطلاعه بيانا على الفشل في التوافق على تشكيل الحكومة، والتلويح باحتمال تشكيل حكومة طوارئ برئاسة عبد الله حمدوك في حال عدم التزام الشركاء بتكوين الحكومة بسرعة”، وذلك حسب صحيفة “اليوم التالي” السودانية،
وأفادت الصحيفة، بأن “البرهان أشار إلى أن أوضاع البلاد لا تحتمل المزيد من التلكؤ”. وذكرت أن “بعض قادة قوى الحرية والتغيير- الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية – طلبوا من البرهان، عدم الإقدام على خطوة تشكيل حكومة طوارئ، ووعدوه بالإسراع في إنجاز المهمة، وفق المصفوفة الزمنية، التي اعتمدها مجلس الشركاء”.
يأتي ذلك بسبب ما أسماه رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، تلكؤ قوى الحرية والتغيير والجبهة الثورية، في تقديم ترشيحات للحكومة الجديدة، المقرر إعلانها في الرابع من فبراير/ شباط المقبل.
وأكدت مصادر في الحكومة الانتقالية، أن “وزراء الحكومة سيقدمون استقالاتهم خلال 72 ساعة لرئيس الوزراء عبدالله حمدوك”، مضيفة أن جميع الوزراء سيقدمون استقالاتهم لرئيس الوزراء، للشروع مباشرة في اختيار طاقمه الوزاري الجديد، من دون حرج وبحرية كاملة.
وذهب متابعون إلى أن توقيت تهديد البرهان، والفترة الزمنية القصيرة التي حددها مجلس الشركاء لتشكيل الحكومة، يوحيان بأن هناك ما يجري ترتيبه في الخفاء لصالح إحكام المكون العسكري قبضته على زمام الأمور، وعدم إتاحة الفرصة لانفلات الأوضاع بشكل يؤدي للعودة إلى نقطة الصفر.
ويبرهن تهديد رئيس مجلس السيادة على أن الجيش يجد الفرصة سانحة أمامه للمزيد من الهيمنة على السلطة، لأن هناك جراحا غائرة في أكثر من ملف ومنطقة، بينها الأزمة المتصاعدة على الحدود مع إثيوبيا وعدم قدرة الأجهزة الأمنية على تثبيت الأوضاع في ولايات الهامش، مثل غرب دارفور، مع حاجة مجلس السيادة لإعادة التموقع إقليميا ودوليا عقب رفع اسم السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب.
في المقابل، قد يأتي التصعيد لمواجهة القوى المدنية بنتائج عكسية لرغبة المكون العسكري، فمن المتوقع أن يسهم الإعلان عن تشكيل حكومة طوارئ في تسريع لحركة الشارع والدفع باتجاه اندلاع موجة ثانية لتصحيح الأوضاع بدلا من حل الأزمة.
وقلّل المحلل السياسي مرتضى الغالي، من إمكانية تنفيذ تهديد البرهان، لأن الشارع السوداني ما زالت لديه هواجس عديدة من وجود العسكريين على رأس السلطة، فضلا عن وجود معطيات تتشكل حاليا، وتدعم اندلاع موجة ثورية جديدة لتصويب أخطاء أطراف السلطة الانتقالية.