أفريقيا برس – السودان. كشف اللواء أبوعاقلة كيكل، قائد قوات “درع السودان”، عن تفاصيل اتصال هاتفي قال إنه تلقاه من القيادي في تحالف “صمود” خالد عمر يوسف المعروف بـ”خالد سلك”، عقب دخول قوات الدعم السريع إلى مدينة مدني بولاية الجزيرة. غير أن سلك نفى الأمر بشدة ووصف كيكل بأنه “كاذب”.
وقال كيكل إن خالد عمر اتصل به “مباركاً دخول التمرد إلى مدني”، على حد تعبيره، وأضاف أن خالد خاطبه قائلاً: “أنت الآن مستقبل الوسط”، مشيراً إلى أن الاتصال جرى من هاتف شخص يدعى صالح عيسى، مؤكداً أن “كل الرسائل والتسجيلات موجودة وسيتم نشرها”.
وأضاف كيكل موجهاً خطابه لخالد عمر: “اتصلت وقلت لي ألحق أهلك في فداسي، دخلوها شفشافة وبشوهو سمعة هذه القوات وهي سندنا الحقيقي، وأعمل لي ارتكازات في فداسي”. وأوضح أنه تحرك بالفعل إلى فداسي واجتمع مع الأهالي داخل المسجد، لافتاً إلى أن الهاتف كان على مكبر الصوت وأن كل الحاضرين سمعوا صوت خالد. وتابع: “وضعنا لهم خمس عربات تأمين، والآن يأتي سلك ليشتم كيكل، لكن أبشركم أن كل هذه المراسلات سيتم نشرها في الميديا ليعرف الناس حقيقة خالد سلك”.
في المقابل، نفى خالد عمر يوسف رواية كيكل، وقال: “شاهدت مقطع فيديو هذا الصباح لأبو عاقلة كيكل يقول فيه بأنني قد اتصلت عليه مهنئاً باجتياح قواته للجزيرة، وأنه هو مستقبل الوسط، وأن قوات الدعم السريع هي سندنا الحقيقي! كيكل يكذب ويعلم أنه يكذب”. وأضاف: “ولو كنت أنا ممن يقول مثل هذا الحديث، لما انتظر أمثال كيكل يوماً واحداً لنشره كما ادعى، وعليه الآن لكي يحفظ ماء وجهه أن يستنجد بغرف ضلالهم الإعلامي لتعينه على فبركة كذبة جديدة مما اعتادوا على فعله باستمرار”.
وأشار خالد إلى أن كيكل “كان يقود قواته التي قتلت إنسان الجزيرة وأذلت كرامته ونهبت ماله وهتكت عرضه”، بينما كان هو -بحسب قوله- يعمل على وقف هذا الإجرام بكل الوسائل الممكنة.
وقال: “سعيت لرفع الظلم والمعاناة لا عن أهلي في الجزيرة فحسب، بل في كل أرجاء السودان، ويشهد على ذلك قادة الجيش السوداني والدعم السريع الذين لم تنقطع اتصالاتي بهم أبداً، ما جمعنا اتصال إلا وكان فحواه كيفية وقف الحرب، ورفع المعاناة عن كاهل الناس، وإخراج بلادنا من هذا المأزق”.
ووصف خالد عمر كيكل بأنه “نموذج صغير لإجرام الحركة الإسلامية وعدم اتساقها فعلاً وقولاً”.
وأضاف أن تلك الجماعة سلحت مجموعات قبلية منذ اندلاع حرب دارفور عام 2003، وأسست قوات حرس الحدود، ثم أنشأت الدعم السريع عام 2013 وقننت وجوده بقانون عام 2017.
وأردف: “كان جزاء من يتحدث ضد هذه الممارسات هو السجن، والآن بعدما اختلفوا معه وخرج عن طوعهم، امتهنوا المزايدة على الآخرين لينسبوا إلينا ما صنعت أيديهم هم”، واصفاً ذلك بـ”المفارقة التي لا يصدقها إلا مخبول أو صاحب غرض”.
وأضاف خالد: “المدهش أنهم يكررون ذات القصة عبر كيكل وغيره من الجماعات المسلحة. فكيكل الذي قتل الناس في الجزيرة ونهب مالهم صار خالد بن الوليد حسب تعبير أحد قادة المؤتمر الوطني المحلول، والمليشيات التي تتناسل كل يوم صارت هي الدولة وسيادتها، ومن يقف ضد هذا العبث هو العميل والخائن”.
وأكد أن معركته ليست مع كيكل، واصفاً إياه بـ”بيدق صغير في رقعة تديرها جماعة المؤتمر الوطني وحركته الإسلامية الإرهابية التي اختطفت السودان لثلاثة عقود فمزقته”.
واتهم خالد ما سماها “غرف التضليل الإعلامي” بالسعي لتشويه صورة القوى المناهضة للحرب بعد أن هُزم مشروعها، قائلاً: “كل يوم يخرجون بالكذبة ونقيضها. بالأمس قالوا إن المؤتمر السوداني يدير حواراً مع حزبهم المنبوذ، وحين انكشفت كذبتهم عادوا الآن إلى اسطوانة التحالف مع الدعم السريع”.
وختم خالد عمر بالقول: “نقول لهم قولاً واحداً: لن نعود من منتصف طريق مواجهة حربكم الإجرامية هذه مهما فعلتم. وكل يوم نزداد قناعة بأن فجر الخلاص قد اقترب، وأن المكر السيء الذي دبرتم له سيرتد عليكم لا محالة”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس





