أفريقيا برس – السودان. واصل منتخب السودان بقيادة المدير الفني الغاني، جيمس كواسي أبياه (64 عاماً)، مسلسل نزيف النقاط، في التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026، المقرر إقامتها في أميركا وكندا والمكسيك، وذلك بعد تعادله السلبي مع منتخب السنغال يوم السبت الماضي في الجولة الخامسة، ثم تعادله المخيّب أمام جنوب السودان بهدفٍ لكل منتخب، الثلاثاء، ليخسر بذلك “صقور الجديان” صدارة المجموعة الثانية، مما يهدّد فرصه في تحقيق حلم التأهل إلى المونديال لأول مرة في تاريخه.
وأظهر المنتخب السوداني صلابة دفاعية في المباراة الأولى أمام السنغال، وكان قريباً من التسجيل في أكثر من مناسبة، وخطف النقاط الثلاث من أمام رفاق ساديو ماني. وكانت تشكيلة المدرب كواسي أبياه، تستعد للاحتفال بتحقيق الفوز على منتخب جنوب السودان بفضل الهدف، الذي سجله المهاجم البديل محمد عيسى في الدقيقة 76، بعدما استغل تسديدة صلاح عادل، التي تصدى لها حارس مرمى المنافس، قبل أن يتمكن منتخب جنوب السودان من تعديل النتيجة في الدقيقة الثامنة من الوقت بدل الضائع، قبل ثوانٍ قليلة من إعلان الحكم نهاية اللقاء. واجتمعت العديد من الأسباب وراء تعثر منتخب السودان في هاتين المباراتين، إذ لم يستغل أفضلية عاملي الأرض والجمهور لتحقيق انتصارين مهمين على السنغال وجنوب السودان، من أجل الحفاظ على صدارة المجموعة، وحتى توسيع الفارق أكثر عن “أسود التيرانغا”، وقرّر الاتحاد السوداني لكرة القدم، استقبال منافسيه على ملعب شهداء بنينا في مدينة بنغازي الليبية، والذي شهد حضوراً جماهيرياً كبيراً من الجالية السودانية في ليبيا، التي لم تقصر في مساندة رفاق أبو بكر عيسى في المباراتين، وحضرت بالآلاف.
ومن جانبه، واجه المنتخب السوداني صعوبات كبيرة في التسجيل، فرغم تقديم أداء دفاعي منظم أمام السنغال، كان العجز الهجومي واضحاً في المباراتين، بعدما أضاع مهاجمو “صقور الجديان” فرصاً محققة للتسجيل، رغم سهولة بعضها، ما انعكس سلباً على نتيجة المواجهة، وفي مباراة جنوب السودان، بدا المنتخب السوداني عاجزاً عن استغلال السيطرة الميدانية، مما أتاح الفرصة للمنافس لخطف هدف التعادل في اللحظات الحاسمة. وتعكس هذه النتائج مشكلة واضحة في إضاعة الفرص السهلة أمام المرمى، وهو ما يطرح تساؤلات حول قدرة الفريق على التعامل مع الضغط في المباريات الحاسمة. وتعرّض المنتخب السوداني لصدمة قوية بإصابة حارسه الأساسي، محمد مصطفى، مع بداية الشوط الثاني من مباراة جنوب السودان، ورغم الخبرة التي يتمتع بها الحارس البديل علي أبو عشرين، فإن خطأه في تقدير إحدى الكرات كلّف منتخب بلاده هدف التعادل، وتكرر هذا السيناريو بعد أشهر قليلة من إصابة مصطفى في مباراة أنغولا ضمن التصفيات المؤهلة إلى بطولة أمم أفريقيا 2025، إذ شارك أبو عشرين مكانه وارتكب أخطاءً عديدة كلفت “صقور الجديان”، خسارة ذلك اللقاء بنتيجة هدفين مقابل هدف.
كما واجه منتخب السودان واحدة من أبرز المشكلات، التي ظهرت في اللقاء الأخير أمام جنوب السودان، فبعد الأداء القوي أمام السنغال، دخل اللاعبون مباراة جنوب السودان بثقة زائدة واستهتار واضح، مما سمح للمنافس الأقل تصنيفاً بفرض إيقاعه وانتزاع نقطة ثمينة، ويشير هذا الأمر إلى غياب الذهنية الاحترافية المطلوبة للتعامل مع جميع المباريات بجدية، على الرغم من أن منتخب جنوب السودان يُعد من المنتخبات الحديثة العهد على الساحة الأفريقية، وقد نجحت تشكيلة كواسي أبياه في التفوق عليه ذهاباً في جوبا، بثلاثية نظيفة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس