وفاة الفنان عبد القادر سالم وشيعه حشد كبير

3
وفاة الفنان عبد القادر سالم وشيعه حشد كبير
وفاة الفنان عبد القادر سالم وشيعه حشد كبير

أفريقيا برس – السودان. الفنان السوداني عبد القادر سالم أبرز رموز الأغنية الشعبية والتراثية في السودان، وصاحب الإسهام الأبرز في حفظ وتقديم موروث كردفان ودارفور الغنائي.

أم درمان – متابعات تاق برس- فجعت الساحة الفنية والثقافية والأكاديمية في السودان برحيل أحد أعمدتها الكبار، الفنان القدير الموسيقار الدكتور عبد القادر سالم، “عندليب كردفان” فجر اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر عن بمنزله بحي بانت بأم درمان، عن عمر ناهز 79 عامًا في مدينة أم درمان التي لم يغادرها منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.

وأعلن نجل الراحل خبر وفاة والده عبد القادر سالم عبر مقطع مصوّر، وقال إن مراسم الدفن ستقام بمقابر حمد النيل في أم درمان وسط حضور واسع من محبيه.

وشيعت جموع غفيرة من المواطنين عبد القادر سالم إلى مثواه الأخير بمقابر حمد النيل بأم درمان وسط حضور مهيب ودعوات المشيعين له بالرحمة والمغفرة.

لم يقتصر عطاء عبد القادر سالم على الأداء الفني، بل برز أيضًا كباحث أكاديمي في الموسيقى الشعبية، مقدّمًا دراسات وندوات وأوراقًا علمية أسهمت في توثيق التراث السوداني. وحصل خلال مسيرته على عدد من الأوسمة والجوائز، أبرزها وسام العلوم والآداب الفضي عام 1976 وجائزة الدولة التشجيعية عام 1983.

الراحل، عضو مجلس أبحاث كلية الموسيقى والدراما بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، كان غيثارة السلام والأرض والتراث السوداني، خاصةً إيقاعات إقليم كردفان، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا وأكاديميًا مميزًا.

وقد نعته قيادات جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، وكلية الموسيقى والدراما، كما نعاه رفيقه الموسيقار الدكتور يوسف الموصلي بعبارة “يا الله يا الله.. إلى جنات النعيم مع الخالدين بإذن الكريم… ركن ركين في تاريخنا الموسيقي”.

وُلد عبد القادر سالم عام 1946 في مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان، حيث بدأ حياته المهنية كمعلم، ثم اتجه إلى صقل موهبته الأكاديمية والفنية.

التحق الراحل بالمعهد العالي للموسيقى والمسرح عام 1970 وحصل على درجة البكالوريوس.

واستكمل دراساته العليا في جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، حيث نال درجة الماجستير عام 2002 عن أطروحته حول “الغناء والموسيقى لدى قبيلة الهبانية بجنوب كردفان”، ثم حاز الدكتوراه عام 2005 عن بحثه حول “الأنماط الغنائية في إقليم كردفان ودور المؤثرات البيئية في تشكيلها”.

إلى جانب مسيرته الفنية، كان الدكتور عبد القادر سالم باحثًا متخصصًا في التراث الموسيقي السوداني، وقدم العديد من المحاضرات والندوات والأوراق العلمية حول التراث الغنائي.

وكان الراحل رائدًا في تحويل المخزون الشعبي لإقليم كردفان إلى مشروع غنائي متكامل، محافظًا على الأصالة مع انفتاح واعٍ على التجديد.

وتجاوز عدد أغانيه المسجلة للإذاعة السودانية الأربعين عملًا، إضافة إلى نحو 10 أغنيات مصورة، ركز في معظمها على منطقة كردفان غربي السودان.

من أبرز أعماله الفردية التي ارتبطت بالوجدان الشعبي “مقتول هواك يا كردفان”، “عمري ما بنسى”، جافاني”، “بسامة”، و”المريود”. لعب دورًا بارزًا في نشر الموسيقى السودانية دوليًا، وشارك في مهرجانات غنائية في دول أوروبية عدة منذ عام 1984.

أسهم في أعمال عالمية مثل ألبوم “أصوات السودان”، وألبوم “نجوم الليل”. كما قدّم تجارب متفردة، مثل ألبوم “ملوك المردوم يعزفون أغاني الحب” الذي قدم فيه إيقاع المردوم الكردفاني بقالب حديث، وألبوم “بلوز الخرطوم” (Le Blues de Khartoum) الصادر عام 1999، الذي مزج فيه بين البلوز الغربي والنغم السوداني الأصيل.

كما شارك في مشروع “وقف إطلاق النار” الذي حمل رسائل السلام والتعايش.

حظي الدكتور عبد القادر سالم بتقدير كبير على مسيرته الفنية والعلمية، وحصل على عدة جوائز وتكريمات، أبرزها وسام العلوم والآداب الفضي عام 1976، وجائزة الدولة التشجيعية عام 1983. بوفاة عبدالقادر سالم، خسرت الساحة الفنية السودانية فنانًا أسهم بفاعلية في إبراز ثقافات السلام و الهامش في المشهد القومي، وترك بصمة عميقة في جيل الفنانين الشباب الذين اتخذوا من مسيرته نموذجًا للالتزام الفني والصدق الإنساني.

وامتد حضور عبد القادر سالم إلى الساحة العالمية، حيث شارك في مهرجانات دولية منذ عام 1984 في أوروبا وآسيا وإفريقيا، ممثلاً السودان في محافل موسيقية مرموقة.

برحيل عبد القادر سالم، يفقد السودان صوتًا شكل جزءًا من هويته الموسيقية الحديثة، وباحثًا أسهم في حفظ تراثه الغنائي. ويبقى إرثه الفني والأكاديمي حاضرًا في ذاكرة الأجيال ووجدان محبيه.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here