قيس سعيد رئيسا لتونس: لوموند تحذّر، الغارديان متوجسة و الواشنطن بوست تثمّن

70

طارق عمراني – مثل فوز الأستاذ قيس سعيد في الانتخابات الرئاسية التونسية السابقة لأوانها و التي جرت في دورها الثاني يوم الأحد 13 اكتوبر مادة دسمة للصحافة العالمية خاصة أن الفوز كان بفارق مريح لصالح سعيد ب72% من اجمالي الأصوات مقابل 28 بالمائة لمنافسه نبيل القروي، علاوة على الرمزية الشعبية و السياسية لفوز أستاذ القانون الدستوري.

فرانس 24، اعتبرت ان الفئة الأكبر التي صوتت للرئيس التونسي هي الشباب، الذين هبّوا إلى دعمه بسبب التصاقه الشديد بهم منذ ثورة 2011. فساحات الاحتجاج والاعتصام ومعارض الكتب والأسواق جمعته بشبان كثر من كلّ أنحاء الجمهورية التونسية.

ففوز سعيد في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية بنتيجة 18.4 بالمائة من الأصوات، كان بمثابة المفاجأة لهؤلاء الشباب، ما زادهم إصرارًا على تحدّي المنظومة السائدة ومقاومة مخططاتها وماكيناتها بموارد محدودة تعتمد على التطوع أساسًا، وبمجهودات بسيطة،

إذاعة دويتش فيله الألمانية اعتبرت ان الكثير من الشعب التونسي رأى في قيس سعيد، السياسي الثوري والاجتماعي المحافظ

من جهتها، وصفت صحيفة “لوموند” الفرنسيّة في مقالها:

La victoire du conservateur Kaïs Saïed à la présidence tunisienne est lourde d’interrogations

الرئيس التونسي الجديد، بالرجل الذي يجمع بين تفكير ديني محافظ، وديمقراطية هزمت هرم الدولة، في الدولة الوليدة الديمقراطية.

وأضافت الصحيفة الفرنسيّة، أن سعيد سيصطدم بالغرب، بسبب ميله إلى السيادة المفرطة، ورؤيته بتكوين مجتمع تونسيّ محافظ.

فالرئيس التونسي الجديد، قال في أحد وعوده الانتخابية للشعب التونسي، إنه سيكون حاكما على شاكلة الخليفة عمر بن الخطاب، بعدله وحبه للرعيّة.

من جهتها، توقعت صحيفة “الغارديان” البريطانية في مقالها المنشور تحت عنوان:

Tunisia election: ‘Robocop’ Kais Saied wins presidential runoff

، أن فوز قيس سعيد يجعله منعزلا ببلده في ظل آرائه المحافظة بشأن تونس، وسعيه إلى إلغاء النظام البرلماني ومعتقداته ضد المثلية الجنسية وموافقته على قانون الإعدام وتصريحاته بشأن قانون ميراث المرأة.

حيث اعتبر أستاذ القانون الدستوري و رئيس الجمهورية المنتخب بشكل صريح انه ضد مصطلح “التطبيع” قائلا بأن هذا المصطلح خاطئ ابتدع في سبعينات القرن الماضي و أن الكلمة الأصلية هي “الخيانة العظمى” مكررا هذه العبارة أكثر من مرة في المناظرة التلفزيونية التي جمعته بمنافسه و بثت على الهواء مباشرة، مستدركا بالفصل بين اليهودية كدين و بين الصهيونية الاسرائيلية كمنهج سياسي و توجه فاشي مؤكدا أن لليهود مكانة خاصة في تونس فـ “القضية ليست مع اليهود، ونحن نتعامل مع اليهود الزائرين لمعبد الغريبة جنوب تونس وليس مع إسرائيل”، منوهاً إلى أن تونس احتضنت وحمت اليهود من النازيين خلال الحرب العالمية الثانية

أمّا صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية فعنونت:

In a blow to its political elites, a modest law professor is set to become Tunisia’s next president

ورأت أن فوز قيس سعيد، ضرب الأحزاب والنخب السياسيّة التي سيطرت على المشهد في تونس منذ ثورة 2011 في مقتل.

وأضافت الصحيفة أن، فوز قيس سعيد، أعاد تونس مرة أخرى إلى الواجهة في منطقة يحكمها الملوك والعائلات والحكام المستبدون.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here