بقلم: مرتجى محجوب
رئيس الجمهورية الذي يتحدث عن صفقات و مناورات ، هو أول من يتحمل مسؤولية فشل تشكيل حكومة جديدة عبر اختياره الغريب و اللامنطقي لشخصية الياس الفخفاخ الحائز على نتيجة هزيلة في الرئاسيات الفارطة و المقترح من حزب صغير واحد .
رئيس الجمهورية و أقولها و بكل مسؤولية ، هو من حدد الخط المنهجي و خيارات و استراتيجيات و أهداف المشاورات الحكومية ، فالفخفاخ كما عرفناه بعد الثورة بطبيعة الحال ، لا علاقة له لا بثورية مزعومة و لا محاربة و كره للفساد .
فليتحمل اذا رئيس الجمهورية مسؤولية خياراته العبثية عوض ممارسة الضغوط المعنوية و اقحام المنظمات الوطنية في معارك الأجدر أن تنأى بنفسها عنها .
سي الفخفاخ ، المسألة واضحة منذ البداية و كذلك الفشل متوقع و منتظر ، فشكر الله سعيكم و لا فائدة كما نقول بلغتنا العامية البليغة في ” التلكليك” أو محاولة توتير الأجواء و تأجيج الفتن .
المطلوب الآن …
بعد الفشل الذريع و الغير قابل للتدارك من طرف المكلف من رئيس الجمهورية بتشكيل الحكومة و بالنظر لغياب محكمة دستورية منتخبة و اعتمادا على ما يتيحه الدستور و استنادا للمصلحة العليا للوطن قبل أي شيء آخر ،
فلا مفر من اعتراف رئيس الجمهورية بخطأه الفادح المتعلق بتكليفه للسيد الياس الفخفاخ ،و اذا رمنا في نفس الوقت تجنب سيناريو اعادة الانتخابات ، فعلى السيد رئيس الجمهورية كذلك أن يقبل تكليف شخصية مقترحة من طرف أغلبية برلمانية من أجل تشكيل حكومة خلال المدة المتبقية التي لا يجب أن تتجاوز 4 أشهر منذ التكليف الأول ، بعيدا عن القراءات الدستورية المحنطة و الحرفية و بعيدا أيضا عن مواقفه المزاجية .
الحكومة يا سيادة الرئيس ،و حسب ما ينص عليه نظامنا السياسي و دستورنا الحاليان ، هي شأن برلماني محض الا وزارتي الدفاع و الخارجية و مسألة التكليف ، و تبعا لذلك فرجاءا لا تقحموا أنفسكم في صراعات لا تعنيكم و كونوا من الميسرين و ليس من المعسرين ، خصوصاً بعد تلقيكم للرد الساحق من الأحزاب على تكليفكم المفخخ و العجيب و الغريب . هذا الأخير الذي ندعوه كذلك لارجاع الأمانة في أقرب وقت ممكن و تجنيبنا خسارة مزيدا من الوقت الثمين .