حصاد 2018: البلديات، إنزلاق الدينار، تمرد الشاهد، الباجي يستحوذ على 12 نائبا

51

طارق عمراني

ساعات قليلة تفصلنا عن إنتهاء سنة 2018 الإدارية و التي كانت سياسية بإمتياز بإعتبارها آخر سنوات العهدة الإنتخابية 2014_2019 ،سنة مليئة بالتطورات السياسية و التي سنحاول الإشارة الی أكثرها أهمية .

غزوة محكمة بن عروس و بوادر تمرد الشاهد

فيفري 2018 نقابة أمنية تقوم بتعبئة نظرائها لمحاصرة المحكمة الابتدائية ببن عروس في مشهد بوليسي لتحرير زملاء لهم تم إيقافهم بشبهة ضلوعهم في تعذيب موقوف.

ليتخذ رئيس الحكومة يوسف للشاهد قرارا بإقالة مدير عام الأمن الوطني توفيق الدبابي و هو قرار لم يستسغه وزير الداخلية آنذاك لطفي براهم و الذي رفض الإقالة قبل أن يتدخل رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي لإحتواء الأزمة في بدايتها …أزمة أكدت بداية تمرّد رئيس الحكومة الشاب الذي كان أشبه بوزير أول يستمد شرعيته و كل قراراته من الديوان الرئاسي.

زيارة لطفي براهم الی السعودية

في شهر مارس 2018 أدی وزير الداخلية السابق زيارة عمل الی المملكة العربية السعودية استغرقت 5 أيام قابل فيها الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وقد أسالت الزيارة المريبة التي ناقضت البروتوكول الديبلوماسي التونسي الكثير من الحبر حول أهدافها لا سيما أنها جاءت في سياق سياسي متحرك و حساس بإعتبار توجس حركة النهضة من الوزير المعادي لها و المفروض من رئاسة الجمهورية علاوة علی مجموعة من التغريدات التي نشرها حساب المغرد السعودي المشهور “مجتهد ” و الذي تحدث عن لقاء وزير الداخلية التونسي ببن علي في منفاه في مدينة جدة . زيارة كان لها ما بعدها حيث تمت إقالة براهم بعد اشهر قليلة من زيارته الغامضة .

بلديات 6 ماي

في 6 ماي 2018 شهدت تونس أول إستحقاق إنتخابي بلدي لتركيز مسار اللامركزية ،نتائج هذه الإنتخابات كانت بمثابة الزلزال السياسي حيث تراجعت أسهم حركة نداء تونس بحلولها ثانية ب20% من الأصوات خلف حركة النهضة التي إسترجعت الصدارة بقرابة 30% من الاصوات كما شهدت الإنتخابات البلدية عزوفا شعبيا ملحوظا وصعودا للمستقلين كقوة سياسية غير منظمة تعكس المزاج الإنتخابي التونسي السائم من المردود الحزبي بعد سنوات من الثورة.

تعليق وثيقة قرطاج

ماي 2018 أعلن رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي رسميا عن تعليق العمل بوثيقة قرطاج 2 بعد وصول المفاوضات حول حكومة يوسف الشاهد الحالية الى طريق مسدود بعد خلاف الحساسيات السياسية حول النقطة 64 من الوثيقة المذكورة و تمسك حركة النهضة بالإستقرار الحكومي و بقاء يوسف الشاهد الذي طالبت حركة نداء تونس برحيله.

خطاب السهرة الرمضانية و تمرد الشاهد

جوان 2018 رئيس الحكومة في خطاب السهرة الرمضانية الشهير المتلفز علی المرفق العمومي يعلن الحرب السياسية علی حافظ قايد السبسي نجل رئيس الجمهورية و المدير التنفيذي لحركة نداء تونس و يحملّه و بطانته مسؤولية الفشل في ادارة الحزب و الهزيمة المدوية في الإستحقاق البلدي علاوة علی نزيف الإنسلاخات الذي لم يتوقف منذ سنوات وقد مثل هذا الخطاب نقطة تحول هامة في المسار السياسي التونسي بتحول يوسف الشاهد من وزير أول مطيع الی رئيس حكومة متمرد علی قرطاج ومن خلفها البحيرة.

فاجعة قرقنة،إقالة لطفي براهم ومقال نيكولا بو

في بلاغ لها مساء يوم 2 جوان 2018 أفادت وزارة الداخلية بتعرض مركب صيد بعرض سواحل قرقنة علی متنه مجموعة من المهاجرين غير النظاميين لتبلغ حصيلة الضحايا اكثر من 70 متوفيا و مفقودا ،لتعلن رئاسة الحكومة بعد يوم واحد إقالة وزير الداخلية لطفي براهم و تعيين غازي الجريبي وزير داخلية بالنيابة ،وهو ما اثار جدل حول أسباب هذه الإقالة حيث إعتبر الصحفي الفرنسي نيكولا مدير موقع موند أفريك في مقال نشر علی الموقع المذكور أن أسباب الإقالة لا تعود الی التقصير الامني في حادثة قرقنة بل تعود الی لقاء مشبوه جمع لطفي براهم برئيس المخابرات الإماراتي في جزيرة جربة للإعداد لمخطط إنقلابي شبيه بإنقلاب 1987’الطبي علی الحبيب بورقيبة .

فض التوافق بين النهضة و النداء ونهاية زواج المتعة السياسي

بعد صيف ساخن سياسيا تميز بتصلب موقف حركة النهضة من الإستقرار الحكومي و تمسكها برئيس الحكومة يوسف الشاهد ورفض الإنسياق وراء نزوات قيادات حركة نداء تونس،أعلن رئيس الجمهورية في لقاء تلفزي علی قناة الحوار التونسي في 24 سبتمبر 2018 إنهاء التوافق الذي يجمعه بحركة النهضة بعد أن فضلت تكوين إئتلاف مع يوسف الشاهد معتبرا أن التوافق قد حقق لتونس إستقرارا نسبيا غير أن هذه التجربة قد انتهت ، و قد وصفت الصحافة العالمية هذا التطور بنهاية زواج المتعة السياسي.

الغرفة السوداء و التنظيم السري

أكتوبر 2018 : مباشرة و بعد ايام من إنتهاء التوافق بين حركة النهضة و رئيس الجمهورية تعقد هيئة الدفاع عن الشهيدين بلعيد و البراهمي ندوة صحفية اتهمت فيها حركة النهضة بتكوين جهاز سري خلال فترة حكمها خطّط للإغتيالات السياسية مشيرة الی وجود غرفة سوداء في وزارة الداخلية توثّق هذا.

النداء في المعارضة و إنصهار الوطني الحر

خلال مؤتمره المنعقد بتاريخ 14 اكتوبر أعلن سليم الرياحي عن إنصهار حزبه في حركة نداء تونس في محاولة من رئيس الجمهورية لإستمالة اكبر طيف سياسي ممكن لعرقلة المصادقة البرلمانية علی حكومة يوسف الشاهد،غير أن هذه المحاولات باءت بالفشل بعد تحصل حكومة الشاهد علی التزكية تحت قبة البرلمان ب130 صوتا بدعم كتلة الإئتلاف الوطني و حركة النهضة و كتلة الحرة التابعة لحركة مشروع تونس و بالتالي تموقع حركة نداء تونس في المعارضة في ظاهرة سياسية غريبة بإعتباره الحزب الفائز في إنتخابات 2014.

إتحاد الشغل و الخطوط الحمراء

مباشرة بعد خروجه من وثيقة قرطاج في جوان 2018 وتمسكه بالنقطة 64 المتعلقة بإقصاء رئيس الحكومة ،تحول الإتحاد التونسي للشغل الی السرعة القصوی في الترفيع من سقف المطالب الإجتماعية و التهديد بالتصعيد الشعبي و النقابي و رسم مجموعة من الخطوط الحمراء أمام الحكومة علی غرار التفويت في المؤسسات العمومية و تجميد الأجور .

زيارة ساويرس وولي العهد السعودي

بعد إنهاء التوافق مع حركة النهضة سعی رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي الی إحراج حركة النهضة من خلال مجموعة من التحركات السياسية و الديبلوماسية داخليا بتبني ملف الإغتيالات السياسية و خارجيا بإستقبال أكثر من شخصية معروفة بعدائها لحركات الإسلام السياسي علی غرار رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس عراب الإنقلاب العسكري في مصر صيف 2013، و إستقبال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

الإحتجاجات الإجتماعية و مبادرة قايد السبسي

مع إرتفاع وتيرة الإحتجاجات الإجتماعية و إستفحال الأزمة السياسية و التهديدات الجدية التي تعترض المسار الديمقراطي التونسي ،إجتمع رئيس الجمهورية بوم الجمعة 28 ديسمبر في قصر قرطاج برئيس الحكومة يوسف الشاهد و امين عام اتحاد الشغل نور الدين الطبوبي و رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي و رؤساء الكتل والاحزاب الداعمة للحكومة، اللقاء لم يبح بكل اسراره و مخرجاته غير ان عديد التسريبات و المؤشرات تفيد بعودة الحوار الوطني مع بداية سنة 2019.

إنزلاق الدينار

مع نهاية سنة 2018 شهد الدينار التونسي إنزلاقا حادا حيث بلغ صرف الأورو الواحد 3.5 دينار مع توقعات بتواصل هذا الإنحدار ليتجاوز عتبة ال4 دينار في سنة 2019 حسب عديد التقارير الإقتصادية العالمية…

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here