الأسواق الشعبية ساحة جاذبة للتعريف ببرامج القائمات المترشحة للتشريعية

73

مثّلت الأسواق الأسبوعية واليومية في مختلف مناطق ولاية المهدية ساحة جاذبة للقائمات المترشحة للانتخابات التشريعية 2019 باعتبار توفّر فرصة هامة للاتصال المباشر بالمواطنين وتقديم البرامج الانتخابية وفتح النقاش معهم، في بعض الأحيان.

يقول حمزة، أحد شباب الدعاية لقائمة حزبية، إن الأسواق وخاصة السوقين الأسبوعيتين ليومي الخميس والجمعة بمدينة المهدية “تخفف على فرق الدعاية تعب التنقل إلى المناطق الداخلية لا سيما وأن أغلب سكان هذه المناطق يزورون هذه الأسواق لقضاء شؤونهم.

ويضيف حمزة، في حوار مع (وات) الجمعة، أن جميع الفئات الاجتماعية موجودة في الأسواق لذلك فتقديم البرنامج الانتخابي للقائمة المترشحة يفتح عادة نقاشا مع المواطنين ويوفّر مساحة لفريق الدعاية لتبسيط البنود الواردة في البرنامج وإقناع الناخب بها”.

وبيّنت أسماء، التي رصدها صحفي (وات) توزّع مطويات إحدى القائمات المستقلّة رفقة مجموعة من الشباب، أن فريقها قسّم ولاية المهدية إلى ثلاثة محاور يضمّ الأول مدينة المهدية ورجيش وقصور الساف وشيبة والسعد في حين يضمّ المحور الثالث معتمديات السواسي، أولاد الشامخ، هبيرة وشربان ، مع ضبط مواعيد الأسواق فيها للقاء أكبر عدد من المواطنين.

ويشمل المحور الثالث، وفق أسماء، معتمديات الشابة وملولش وسيدي علوان والجم ويتم زيارتها أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء والتي تصادف أسواقا أسبوعية فيما يضمّ المحور الثالث بقية المعتمديات كالسواسي وشربان وأولاد الشامخ وشربان.

وتوضّح المتحدثة أن فرق الدعاية متوزعة إلى مجموعات منها المكلف بزيارة المناطق الريفية، وهو ما يتطلب مجهودات لوجستية ومعرفة جغرافية كبيرة، ومجموعة أخرى مكلّفة بالاتصال بالمواطنين في المقاهي والمحلات التجارية والفريق الثالث يزور الأسواق والتجمعات الكبرى.

وترى راضية قاسم منصور عضو جمعية “عتيد” أن ما يميّز الحملة الانتخابية للقائمات المترشحة للاستحقاق التشريعي 2019 هو ضعفها واقتصارها على الأرياف والأسواق وتهميش مراكز المدن الكبرى.

وتعتبر قاسم أن عددا من القائمات غائبة تماما عن المشهد الدعائي فلم تعلق بياناتها في الأماكن المخصّصة لها ولم تقم بأي مجهود للتعريف ببرنامجها الانتخابي ولم تلتق المواطنين سواء في الأرياف أو المدن.

واستغربت المتحدثة من وجود المعلقات الخاصة بالانتخابات الرئاسية، التي لم يتم رفعها إلى حد اليوم، وعدم ابتكار طرق جديدة في أنشطة الحملة وغياب الاجتماعات الشعبية وحلقات النقاش والقرب من الناخب على مستوى الانتظارات وطرق تحقيق الوعود الانتخابية.

ولاحظت أن اختيار الأسواق الأسبوعية واليومية يسهل عمليّة الاتصال المباشر بالمواطن ولكنها طريقة غير مقنعة للناخب فالأفضل أن تتكبد القائمة عناء التنقّل إليه في موطنه لنقل صورة ايجابية عن ممثّليه المستقبليين في البرلمان.

وشبّهت قاسم الحملة الانتخابية في دائرة المهدية “بالصمت الانتخابي” لغياب الحركية المنتظرة من 48 قائمة مترشحة عن الجهة في مجال التسويق لبرامجها وفي ظل تنامي الوعي السياسي لدى المواطن التونسي الذي بات يميّز بين الوهم والواقع.

يشار إلى أن عدد القائمات المترشحة للانتخابات التشريعية 2019 عن ولاية المهدية، والتي تعمل على الفوز بثمانية مقاعد بالبرلمان، بلغ 48 قائمة منها 23 حزبية و15 مستقلة و10 قائمات ائتلافية فيما ناهز عدد المنتخبين المسجلين 247 ألفا و464 ناخب سيختارون من يمثلهم في ثمانية مقاعد بالبرلمان من خلال الاقتراع في 195 مركز و508 مكتب انتخاب وفرتها الهيئة الفرعية للانتخابات بالمهدية.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here