التيار الديمقراطي، بين البراغماتية السياسية و المبدئية الحزبية..

34

كتبه: توفيق الزعفوري

منذ الإعلان عن نتائج الانتخابات التشريعية، أطلق التيار الديمقراطي بالونات الإختبار، أو هكذا خُيّلَ إلينا، لم تكن مواقفه مجرد اِختبار نوايا، أو مناوات سياسية، يراد منها جس نبض الأحزاب أو دغدغة النهضة، ففي كل اللقاءات التي أعقبت الإنتخابات و في المناسبات، تمسك التيار الديمقراطي بنفس المطلبية و بنفس أوراق اللعب، و لم يتنازل، بل هو ربما ذهب إلى ليّ ذراع النهضة أكثر فأكثر خاصة مع تحالفه مع حركة الشعب، أو تقارب المواقف كما صرح بذلك محمد الحامدي منذ أيام..

التيار الديمقراطي تمسك و تماسك في كل مراحل المشاورات، و كان وفيّا لمبادئه و لناخبيه و منسجما مع رؤيته للعمل الحكومي و لبرامجه، و هو ما يفسر تمسكه بالوزارات التي طلبها..

غدا الجلسة الافتتاحية البرلمانية للمدة النيابة الثانية 2019-2024، و هي أيضا جلسة إنتخابية ، لرئيس المجلس، فإذا كان رئيس حركة النهضة بالأمس في اجتماع مع التيار الديمقراطي للمرة الثالثة، فهو يدرك جيدا أهمية التصويت، تصويت التيار لفائدته، و إذا هو حصل على أصوات التيار فهذا يعني أن التيار حصل على الوزارات التي يريدها… فهل توضحت الصورة أكثر بالنسبة للتيار و حركة الشعب، و النهضة، ام ان في الأمر مناورة..؟؟

العجبوني، القيادي في التيار الديمقراطي، يدرك جيدا مناورات رئيس الحركة، و هو لا يبدو أنه يعطيه صكًّا على بياض، و لا هو يثق في راشد الغنوشي، تدوينته اليوم على جداره الفيسبوكي أكثر من واضحة ، و هي ليست من قبيل donnant, donnant فإن لم يحصل التيار على ما طلبه، فلا راشد رئيس المجلس النيابي، و لا حركة الشعب، و لا التيار في الحكومة، و إذا كان رئيس شورى النهضة عبد الكريم الهاروني، يصرح بأن النهضة ستتحمل مسؤوليتها و ستحكم، ستكون في القصبة و في باردو، فلسنا ندري بأي حسابات حسمها شورى النهضة إذا اعتبرنا أن التيار و حركة الشعب، و الحزب الحر الدستوري و قلب تونس لن يصوتوا لا للحكومة و لا لرئيس النهضة غدا!!؟؟؟.

دعوة النواب المنتخبون إلى جلسة الافتتاح غدا تحت قبة باردو، وهي جلسة سنتأكد فيها من نتائج الزيارات المكوكية لرئيس حركة النهضة، و سنرى فيها تكتلات جديدة، و تموقعات حزبية على الساحة السياسية.. غدا لوحة فسيفساء جديدة، في اِنتظار الفعل السياسي الجاد .

أن غدا لناظره قريب..ننتظر و نرى..

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here