موند أفريك: الإعلام يعود لتحميل النهضة مسؤولية العمليات الإرهابية

33

ميشال العياري ،محلل سياسي من اصول تونسية يعمل في مجموعة الأزمات الدولية crisis group تحدث في حوار مطول مع موقع موند افريك الفرنسي حول تداعيات التفجير الإرهابي الذي عرفه شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة يوم الإثنين 29 اكتوبر 2018 ،الحوار نشر تحت عنوان:
Tunisie, l’attentat suicide fragilise la transition démocratique ، واعتبر فيه العياري ان هذا الهجوم الإنتحاري يعتبر الأخطر منذ 2015 نظرا لرمزية الشارع المستهدف و نوعية العملية فتونس مازالت لم تتخلص نهائيا من معضلة الإرهاب لا سيما انها تمثل مصدرا لالاف الإرهابيين نحو بؤر التوتر في المشرق.

و اضاف ميشال العياري ان خطورة هذا الهجوم لا تكمن في حجم الخسائر حيث لم يتسسب التفجير في إستشهاد احد من الامنيين او المارة بل تكمن في الرسالة السياسية حيث تعيش تونس اليوم ازمة صراع علی السلطة و عودة للإستقطاب السياسي بين الإسلاميبن والعلمانيين لاسيما بعد انتهاء التوافق بينهما حيث من الغريب ان تقوم وسائل الإعلام مباشرة بعد العملية الإرهابية بتحميل حركة النهضة مسؤولية التفجير و الحال ان هذا الحزب شريك اساسي في الحكم منذ سنوات، تصريح الباجي قايد السبسي رئيس الجمهورية مباشرة بعد العملية لم يخرج عن هذا الإطار حيث ظهر متشائما وكأنه يريد تسجيل اهداف سياسية في شباك خصومه السياسيين اذا ما علمنا ان قايد السبسي في قطيعة سياسية مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد و قد سعی الی الاطاحة به في اكثر من مناسبة لكنه فشل بسبب دعم النهضة.

و اعتبر العياري ان هذه العملية الارهابية تضر بالإنتقال الديمقراطي التونسي خاصة انها تتزامن مع ازمات بالجملة و اهمها انتهاء التوافق الذي كان ضمانة منذ 2014 لتحقيق الإستقرار في تونس اضافة الی ازمة اقتصادية خانقة و تعطل تركيز المؤسسات الدستورية، كما تعالت الأصوات مجددا بضرورة المصادقة علی قانون زجر الإعتداء علی الامنيين و هو ما يمكن ان يعزز القبضة الأمنية و يعيد تونس الی مربع الدولة البوليسية.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here