ناشطة بيئية تجوب 8 ولايات على دراجة هوائية دعما لفلسطين

7
ناشطة بيئية تجوب 8 ولايات على دراجة هوائية دعما لفلسطين
ناشطة بيئية تجوب 8 ولايات على دراجة هوائية دعما لفلسطين

أفريقيا برس – تونس. على الطريق الرابط بين ولايتي سوسة وزغوان شمالي تونس، وجد مراسل الأناضول الناشطة البيئية نادرة الرياحي وسط غبار شاحنات تنقل مواد صخرية إلى مصنع أسمنت قريب.

الرياحي (36 عاما)، وهي متحصلة على درجة الماجستير في اللغة الفرنسية، كانت تكابد لإنهاء رحلة على متن دراجتها الهوائية قادتها إلى ولايات عدة في شمال ووسط البلاد، حاملة حزمة رسائل بينها دعم لكل من البيئة وقضية فلسطين.

وقالت الرياحي، خلال الرحلة: “على مدى 11 يوما وأنا أقود الدراجة في رحلتي هذه”.

إجمالا، تضمنت الرحلة 8 ولايات من أصل 24، إذ انطلقت من أريانة إلى تونس ومنوبة وباجة وسليانة والقيروان وسوسة وزغوان.

الرياحي أضافت: “في أول يوم قمت برحلة، وسط أجواء ماطرة، من تونس العاصمة إلى مدينة تستور (ولاية باجة- شمال غرب) مرورا بولاية منوبة (غرب العاصمة) ثم مدينة الكريب (ولاية سليانة- شمال غرب)”.

ومعبَّرة عن سعادتها بتجاوب السكان معها، قالت الرياحي: “في مدينة الكريب استضافني الناس، وذهبت معهم لجني الزيتون في المزارع وكان يوما رائعا”.

وتابعت: “في سليانة زرت جبل السرج (ارتفاعه 1357) ودخلت عدة مغاور بهذا الجبل، ثم قصدت الوسلاتية (60 كل غرب القيروان) وعين جلولة ثم القيروان ( وسط) وسوسة (شرق) والنفيضة، وآخر الرحلة هو مدينة زغوان (شمال) لأعود إلى العاصمة”.

البيئة وفلسطين

والوعي بالبيئة وحمايتها من أهم أهداف رحلة الرياحي، إذ قالت “خلال الرحلة كنت أتعرف على الخصائص البيئية للمناطق ونشاط الفلاحين”.

وزادت: “في رحلتي على متن الدراجة الهوائية كل هذه المسافات رسالة بيئية ورسالة إلى الشباب للتعرّف على بلادهم”.

وأردفت: “أردت التجول في تونس لأكشف للناس كثيرا من الأماكن التي لم أكن أعرفها، وأبيّن أن لنّا جبال وبحار ومناطق أثرية تستحق أن نكتشفها، وذهبت إلى أماكن باردة وأخرى حارة”.

لكن للرحلة هدف ذاتي أيضا كشفت عنه بقولها إن “هذه المغامرة، حيث السير في طرقات تشق الجبال والأودية والقرى والمداشر (قرى صغيرة)، أهديتها لنفسي.. أردت، أولا، اختبار نفسي: هل أنا شجاعة أم لا.. وتحديت خوفي”.

وبعلمي تونس وفلسطين، توشح الرياحي دراجتها التي تحمل عليها بعض أمتعة السفر، وهذا هو ثاني أهداف رحلتها.

وقالت عنه: “أما الثانية (ضمن الأهداف) فهي التجول بعلمي تونس وفلسطين.. كما تعلمون قضية فلسطين تشغلنا جميعا”.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، وبموازاتها يكثف عمليات اقتحام واعتقال وقتل في الضفة الغربية المحتلة.

التمسك بالحلم

مؤكدة أهمية التفاؤل والمثابرة لتحقيق الأهداف، قالت الرياحي: “أريد إبلاغ رسالة إلى الشباب أن مَن له حلما معينا وإن طالت الأيام لابد أن يحقق حلمه، والإنسان عليه التمسك بالحلم”.

وتابعت: “من بين رسائل رحلتي أن الدراجة وسيلة نقل بديلة لوسائل نقل أخرى، وأنا منذ 10 سنوات اخترت الدراجة للتنقل وسط مدينة تونس (العاصمة)”.

و”عندما يسألني الناس كيف ذلك أقول لهم يمكن أن تغيروا وممكن أن تذهبوا للعمل بالدراجة، وهي وسيلة صديقة جدا للطبيعة ويحصل ارتباط جديد مع الأشجار وكل ما في الطبيعة”، كما زادت الرياحي.

ولم تخلو الرحلة من بواعث قلق كما قالت الرياحي: “قطعت إلى حد الآن أكثر من 400 كلم وأكثر ما أقلني (أقلقني) في مرحلة النفيضة- زغوان هو مرور الشاحنات الكبيرة التي تكاد تعصف بي وتدفعني خارج الطريق”.

وأضافت: “لأول مرة أخوض تجربة قيادة الدراجة الهوائية على أكثر من ولاية”.

وعن خططها المستقبلية، قالت الرياحي: “أعتزم التجول مستقبلا حول المدارس لتشجيع الأطفال على قيادة الدرجات الهوائية واعتمادها في التنقل في المسافات القريبة والبعيدة وسأنقل التجربة للجمعيات”.

وختمت بأنه “مع اقتراب نهاية هذه الرحلة، أحس كأنني أصبحت مدمنة دراجات هوائية”.

دعم في زغوان

قبل 20 كلم من بلوغ مدينة زغوان، وصل محمد ياسين كريم (35 عاما)، وهو صديق الرياحي ومغرم أيضا بالدراجة الهوائية، وذلك ليساندها ويرافقها إلى مدينته زغوان.

وقال كريم: “أعمل دليلا سياحيا. وصديق نادية، قمنا بعدة أنشطة مع بعض وربطتنا العام الماضي قمتي جبل زغوان وجبل الرصاص (جنوب العاصمة تونس) في رحلة بالدراجات، وأتيت هنا لمعاضدة نادية في رحلتها”.

و”أنا مؤمن بدور الدراجة البيئي، وأعمل على تنظيم جولات ايكولوجية (للتعرف على البيئة) بالدراجة الهوائية في زغوان”، كما ختم كريم.

المصدر: وكالة الأناضول

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here