أفريقيا برس – الجزائر. تعرف أسعار البيض انخفاضا محسوسا، خلال الأسبوع الأخير لرمضان، بينما يُنتظر أن يتهاوى سعر الدواجن قريبا، ليستمر هذا الانخفاض طيلة السنة، بحسب مهنيّين بشعبة اللحوم البيضاء، الذين ثمنوا الإجراءات المتخذة من الدولة لضمان الاستقرار في أسعار اللحوم البيضاء وجعلها في متناول المستهلكين.
شهدت أسعار البيض انخفاضا محسوسا خلال الأيام المنصرمة، بحيث تراوح سعر الصفيحة بين 430 دج و450 دج، بينما كانت تفوق سعر 650 دج للصفيحة خلال الأشهر المنصرمة. فحبة البيض أصبحت تباع بـ15 دج وليس 25 دج.
ورحّب المستهلكون بهذا الانخفاض، بحيث رصدنا ولأول مرة منذ أشهر مواطنين يشترون البيض بالصفائح، بعدما كانوا يكتفون بشراء 5 حبّات على أقصى تقدير بسبب غلائه.
وفي هذا الصّدد، أكد رئيس الفدرالية الوطنية لمُربّي الدّواجن، علي بن شايبة، في تصريح لـ”الشروق” أن انخفاض أسعار البيض راجع بدرجة أولى إلى نقص الطلب على هذا المنتج خلال شهر رمضان، في ظل غلق المطاعم ومحلات الأكل السريع والإقامات الجامعية في الشهر الفضيل.
مُربو الدواجن يستأنفون نشاطهم
والعامل الثاني، بحسب محدثنا، هو ترخيص السّلطات لعملية استيراد صيصان أمّهات الدجاج البيوض وبكميات كبيرة، وهو ما ساهم في استئناف مربي الدواجن لنشاطهم المعتاد وما انجر عنه من تسجيل وفرة في منتج البيض. ليؤكد محدثنا أن هذا الانخفاض الملحوظ في أسعار البيض سيستمرّ طيلة السنة الجارية بسبب الوفرة.
وفسر مصدرنا ظاهرة استمرار ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء، بكثرة الإقبال عليها من طرف الجزائريين خلال شهر رمضان، وقال: “الجزائريون يفرطون في تناول اللحوم البيضاء خلال رمضان، لأنها تدخل في تكوين غالبية الأطباق الرمضانية، وأيضا بسبب غلاء اللحوم الحمراء فيعوضونها بالدواجن. والإفراط في الاستهلاك يتبعه حتما ندرة وغلاء في الأسعار”.
الأمراض الفيروسية أكبر تهديد للدواجن
ويتوقع بن شايبة أن تتراجع أسعار اللحوم البيضاء بعد شهر رمضان، بسب الوفرة المنتظرة، “ولكن يبقى الأمر مرهونا بالوضعية الصحيّة، لأن أكبر مشكل تواجهه شعبة الدواجن، هو انتشار الأمراض الفيروسية التي تتسبّب في نفوق أعداد كبيرة من الدواجن، ما يؤثّر مباشرة على الأسعار”، على حدّ قوله.
وأضاف، من غير المشاكل الصحية التي تؤثر في شعبة الدّواجن، فإننا نتوقع أن تكون سنة 2024 أفضل من السّنة المنصرمة، من ناحية الأسعار، بسبب وجود وفرة ناتجة عن القرارات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة، التي كان لها، بحسب تأكيد رئيس فدرالية مُربّي الدواجن “تأثير إيجابي على وفرة المنتج وعلى استئناف نشاط المُربّين”.
ومن بين قرارات الحكومة، إلغاء الرسم على القيمة المضافة للأعلاف المركبة والذرة، ما ساهم في تراجع أسعار الأعلاف، بسبب انخفاض التكلفة عند المُنتج، ولجوء وزارة الفلاحة إلى استيراد الموادّ الأوّلية من صوجا وذرة بكميات كبيرة. فبالنسبة إلى مادة الذرة، تم استيراد أكثر من مليون طن منها في 2023، وهو ما أدّى إلى وفرة كبيرة في المواد الأولية وبأسعار تنافسية.
وأضاف مُحدثنا: “كما ساهم قرار السّلطات إعادة فتح الاستيراد من دولة إسبانيا، وجلب صيصان أمهات الدّواجن، في تعزيز المنتج المحلي وتحقيق وفرة في الأسواق من جهة وضمان استمرارية نشاط المنتجين من جهة أخرى”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس
