أفريقيا برس – الجزائر. لن تتوقف المساعي الجزائرية من أجل منح عضوية كاملة لدول فلسطين في الأمم المتحدة، حيث تفكر الجزائر في إيجاد صيغة قانونية للتحرك وفقها في الأيام المقبلة، وفق ما صرح به وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف خلال لقائه يوم الخميس، مع ممثلي بعض الصحف الوطنية بمقر الوزارة.
عطاف قال إن متابعة ملف العضوية لازال مستمرا ، ولا تستبعد الجزائر طرح هذا الملف على طاول الجمعية العمة المقبلة للأمم المتحدة. خاصة أن أكثر من ثلثي الأعضاء يدعمون مشروع منح العضوية الكاملة لفلسطين، يقول عطاف. مؤكدا أن هذه الخطوة ستمكّن من طرح القضية من جديد في الأمم المتحدة لكسب تأييد دولي أوسع.
وبالعودة إلى التصويت على اللائحة التي تقدمت بها الجزائر في مجلس الأمن في هذا الموضوع، قال عطاف، إنن الجزائر تعدّ البلد الوحيد الذي تمكن من طرح المشروع على مجلس الأمن منذ 14 سنة.
حيث يعود آخر طلب إلى سنة 2011، دون عرضها على التصويت. لأن التقييمات خلصت، آنذاك، إلى أن اللائحة لن تتحصل على أكثر من 7 أصوات، فيما تمكنت الجزائر، 14 سنة فيما بعد، من جمع 12 صوتا مؤيدا للائحة، وهو إنجاز لم يسبق لأي دولة أن حققته.
وردّا على سؤال حول اللقاء التشاوري الأول المنعقد الأسبوع الماضي بتونس، بين الرئيس عبد المجيد تبون والرئيس التونسي قيس السعيد، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد يونس المنفي، أكد عطاف أن اللقاء لم يكون وليد ظرف معيّن، إذ فرضته عدة معطيات، بهدف مناقشة ملفات حيوية ذات الاهتمام المشترك.
وهذا لكون المنطقة المغاربية هي الوحيدة التي تفتقر إلى فضاء تشاوري منتظم، كما تعتبر المنطقة الوحيدة التي لا تملك صوتا واحدا يتحدث باسمها في اللقاءات القارية. وهوما دفع بالرئيس تبون إلى إحداث آلية لسدّ هذا الفراغ الضار، يقول الوزير.
كما شدد الوزير أحمد عطاف على أن هذا الفضاء ليس بديلا للإتحاد المغرب العربي. الذي يبقى، حسب تعبيره، مشروعا وهدفا تاريخيا. بل هو فضاء مؤقت يرمي إلى سد الفراغ الموجود، قناعة من القادة الثلاثة بوجود ضرورة لاستحداث آلية تشاور تجتمع بطريقة منتظمة و دورية، مؤكدا أن هذا التكتل الجديد غير موجه ضد أي جهة. عكس ذلك يبقى مفتوحا للجميع بشرط توفر الإرادة السياسية والنية الصادقة قبل الانضمام.
الوضع في منطقة الساحل، كان ملفا آخر تطرق إليه الوزير خلال هذا اللقاء، نظرا لتدهور الأوضاع في هذه المنطقة الحدودية مع الجزائر، التي تتابع الوضع، للمساهمة في إيجاد الحلول السياسية اللازمة، لأن الأمر يتعلق بأمن و استقرار الجزائر، حسب حديث الوزير.
وفي رده على سؤال حول تواجد قوات فاغنر في الساحل، كشف الوزير عطاف أن الجزائر فتحت الموضوع مع روسيا، و أنه ناقش الأمر شخصيا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.
كما تم إنشاء آلية مشتركة بين البلدين، تضم دبلوماسيين وأمنيين، برئاسة الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية لوناس مقرمان، ونائب وزير الخارجية الروسي المبعوث الشخصي للرئيس فلاديمير بوتين ميخائيل بوغدانوف، وستجتمع مرة أخرى في المستقبل القريب، حسب ما كشف عنه عطاف.
أما فيما يخص العلاقات الجزائرية الأمريكية، فقد وصفها الدبلوماسي الجزائري، بالعلاقات الإيجابية بكل خلافاتها. بعد بلوغها مرحلة طرح كل الملفات على طاولة النقاش.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس