أفريقيا برس – الجزائر. وصف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الخميس، قرار اعتماد اللغة الإنجليزية في تدريس تخصص الطب بدلاً من الفرنسية، بـ “الصائب”.
وأشار تبون، إلى أنّ هذا التوجّه يعكس التحولات الجارية في منظومة التعليم العالي بالبلاد.
جاء ذلك خلال زيارة أجراها تبون إلى محافظة بشار (جنوب غرب)، حيث التقى عددا من طلبة وأساتذة كلية الطب، بحسب ما بثه التلفزيون الرسمي.
وفي 3 أبريل/ نيسان الجاري، أصدرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تعليمات موجهة إلى عمداء كليات الطب، تدعوهم إلى الشروع في تدريس التخصصات الطبية باللغة الإنجليزية ابتداءً من الموسم الجامعي المقبل، وذلك “وفق مقاربة تدريجية” تشمل السنة الأولى من تخصصات الطب، الصيدلة، وطب الأسنان.
وخلال حواره مع الطلبة، طرح الرئيس تبون سؤالاً قال فيه: “هل وافق جميع الطلبة على قرار التدريس باللغة الإنجليزية؟” ليجيبه أحد الأساتذة قائلاً: “لا يخفى عليكم سيدي الرئيس، أننا ومنذ عام 2022 نعتمد في التدريس على مجلدات باللغة الإنجليزية، ولم يعد أمامنا خيار سوى التحول الكامل إليها”.
وعقّب تبون على الإجابة قائلاً: “إذاً، فهو قرار صائب”.
وأشار إلى “وجود بعض الآراء التي تحدثت عن صعوبة الانتقال من الفرنسية إلى الإنجليزية في دراسة الطب”.
وفي السياق ذاته، أكد أحد ممثلي الأساتذة وجود “تنظيمات وخطط طريق تهدف إلى إعادة المسار التعليمي نحو اللغة الإنجليزية”.
ويأتي تعميم تدريس الطب بالإنجليزية في الجزائر بدل الفرنسية، في سياق أزمة غير مسبوقة مع باريس، وصلت حد سحب السفراء، في وقت يربط مراقبون الخطوة بإنهاء النفوذ الثقافي الفرنسي في الجزائر.
وفي 16 أبريل/ نيسان الجاري، أعلنت باريس، أنها ستطرد 12 دبلوماسيا جزائريا، وأنها استدعت سفيرها لدى الجزائر، ردا على قرار الأخيرة طرد 12 موظفاً قنصلياً فرنسياً.
ودعا بيان للرئاسة الفرنسية الرئيس عبد المجيد تبون إلى الحوار، مبيناً أن “استئناف الحوار هو في مصلحة البلدين”.
وسحبت الجزائر في يوليو/ تموز 2024، سفيرها من باريس على خلفية تبني الأخيرة مقترح حكم ذاتي لحل النزاع في إقليم الصحراء المتنازع عليه بين المغرب وجبهة البوليساريو.
ومنذ عقود يتنازع المغرب وجبهة البوليساريو بشأن السيادة على إقليم الصحراء، وبينما تقترح الرباط حكما ذاتيا موسعا في الإقليم تحت سيادتها، تدعو الجبهة إلى استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر.
وتفاقمت الأزمة بين الجزائر وباريس بعد اعتقال السلطات الجزائرية للكاتب الجزائري- الفرنسي بوعلام صنصال، بعد تصريحاته التي اعتبرت مساسا بالسيادة الجزائرية.
بالتزامن مع ذلك، شنت السلطات الفرنسية حملة اعتقالات بحق مؤثرين جزائريين في باريس وحاولت ترحيلهم.
وإضافة إلى ملف إقليم الصحراء، لا تكاد تحدث انفراجة في العلاقات بين الجزائر وفرنسا حتى تتعرض لانتكاسة، على خلفية تداعيات الاستعمار الفرنسي للبلد العربي لمدة 132 سنة (1830-1962).
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس