أفريقيا برس – الجزائر. جدد مندوب الجزائر الدائم بالأمم المتحدة عمار بن جامع، الأحد، رفض بلاده لقرار إسرائيل احتلال كامل قطاع غزة، قائلا إن ذلك يوضح أن قتل الجيش الإسرائيلي 18 ألف طفل فلسطيني بالقطاع “ليس كافيا” ضمن قائمة جرائمهم.
جاء ذلك في كلمة لمندوب الجزائر خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في الشرق الأوسط، وخاصة قضية فلسطين.
وأكد بن جامع، إدانة الجزائر بأشد العبارة قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر (الكابينت) “تشريد كامل سكان مدينة غزة وشمالها وفرض سيطرة كاملة على القطاع”.
وقال: “بعد 22 شهرا من التهجير والتجويع والتطهير العرقي، فإن العملية المقررة لن تقوم فقط بزيادة الخراب بل ستقضي على كامل ما تبقى في غزة”.
وأضاف بن جامع، أن “غزة تواجه الجحيم، وهي بين أيدي قوة محتلة تهدد السلم والأمن الدوليين”.
والجمعة، أقر “الكابينت” خطة تبدأ باحتلال مدينة غزة (شمال)، عبر تهجير سكانها البالغ عددهم نحو مليون نسمة إلى الجنوب، ثم تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية.
ويلي ذلك مرحلة ثانية تشمل احتلال مخيمات اللاجئين وسط قطاع غزة، والتي دمرت إسرائيل أجزاء واسعة منها، ضمن حرب متواصلة بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأشار مندوب الجزائر إلى أن قرار إسرائيل “بإعادة احتلال غزة جاء كما لو أنها أصلا ليست تحت الاحتلال وتعاني من حصار غير إنساني”.
وأوضح أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي “مستمرة بتكتيكاتها التي تتصل بالإبادة الجماعية وتنوي القيام بالمزيد”.
وتابع مندوب الجزائر متسائلا: “هل يمكن أن نتخيل ما سيحصل لو نفذت هذه الخطة (إعادة احتلال غزة)؟!”.
وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي “يريد أن يدفع بسكان غزة بالكامل خارج وطنهم، حتى لا يبق لهم دولة أو علم أو أي مستقبل أو أمل في وطنهم”.
وجدد بن جامع، التأكيد على أن ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي في غزة “جرائم حرب، ومن يرسم خريطته بالدماء يجب أن ألا يفلت من العقاب ويجب أن تكون هناك مساءلة”.
ومستهجنا اعتزام السلطات الإسرائيلية السيطرة الكاملة على قطاع غزة، قال إن ذلك يأتي “كما لو أن التجويع حتى الموت لأكثر من 200 إنسان لم يكن كافيا، وكما لو أن قتل 18 ألف طفل، و12 ألف امرأة لم يكن كافيا ضمن قائمة الجرائم التي تطول”.
وأردف: “نؤمن بقدرة الفلسطينيين على الصمود، كما نؤمن بأن غزة على الرغم من جروحها ستعود وتنهض من جديد في يوم من الأيام”.
وقبل أيام، نشرت وزارة الصحة بقطاع غزة قائمة أسماء 18 ألفا و430 طفلا فلسطينيا قتلهم الجيش الإسرائيلي منذ بدئه حرب الإبادة على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وحتى 30 يوليو/ تموز 2025.
وقال بن جامع، بأن الحكومة الإسرائيلية “لا تأبه للقانون الدولي ولا لمجلس الأمن، وتتحرك بوحشية وقساوة وتعتبر الفلسطينيين حيوانات بشرية”.
وأضاف: “أجل، هي تعتبر الفلسطينيين حيوانات بشرية، وبالتالي تخطط لمقتل الفلسطينيين وتستخدم لذلك كل أداة من التجويع والعطش والأسلحة والذل”.
وجدد بن جامع، دعواته الملحة لمجلس الأمن للتحرك ضد الخطط الإسرائيلية قائلا: “لا نسمع شيئا من المجلس سوى الصمت، والصمت ليس محايدا، فهو يقتل”.
وقال: “لا بد أن ينهض مجلس الأمن للدفاع عن الطفل الفلسطيني الجائع، وعن الأم الفلسطينية التي تبحث عن ابنها تحت الأنقاض، وعن الأب الفلسطيني الذي أُبيد وهو يبحث عن الطعام لأبنائه”.
والسبت، أدانت دول عربية وإسلامية خطة إسرائيل لاحتلال قطاع غزة واعتبرتها تصعيدا خطيرا ومرفوضا وانتهاكا للقانون الدولي.
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة دخول أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في حالة مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده، والسماح بدخول كميات محدودة لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المواطنين.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و258 قتيلا و152 ألفا و45 مصابا من الفلسطينيين، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس