أمراض خطيرة تتربص بممارسي نشاط جمع البلاستيك

3
أمراض خطيرة تتربص بممارسي نشاط جمع البلاستيك
أمراض خطيرة تتربص بممارسي نشاط جمع البلاستيك

أفريقيا برس – الجزائر. حذر الدكتور “أمحمد كواش”، طبيب مختص في الصحة العمومية بولاية تيارت، من ظاهرة ممارسة مهنة جمع المواد البلاستيكية من دون ألبسة تضمن الوقاية وقفازات مخصصة لهذا الغرض، لما لها من أضرار مباشرة على صحة الإنسان، حيث أكد أن جمع المواد البلاستيكية وبخاصة في فصل الصيف، يسبب العديد من الأمراض ويهدد سلامة ممارسي هذه المهنة، بسبب الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة وتفاعل المواد الكيميائية التي يحتويها البلاستيك.

الدكتور أمحمد كواش، أضاف أن مهنة جمع البلاستيك تعرض حياة ممارسيها للخطر من دون أدنى شك، فهم يخاطرون بحياتهم، بحيث يتوجهون إلى أماكن وعرة ومختلفة، لكون القارورات البلاستيكية تكون مرمية بأماكن قذرة وملوثة، وتتحول، بالتالي، إلى مصدر للإصابة بأمراض مختلفة كالتسممات الغذائية، بسبب لمس هذه المواد من قبل المجمعين، والأكل مباشرة بعد عمليات الجمع دون التقيد بشروط النظافة، وهي إضافة إلى ذلك مواد مسرطنة للعين والجلد وأيضا للدّم.

وأكد محدثنا، أن أصحاب هذه المهن يبحثون عن هذه المواد البلاستيكية من قارورات وعلب بالأماكن القذرة وخاصة بأماكن رمي النفايات المنزلية، وبالتالي، فهم معرضون للعديد من الأمراض المعدية، مثل التيفوئيد والكوليرا والأمراض الجلدية والحساسية، فضلا عن حالات الإرهاق الشديد، وإصابتهم بأمراض جلدية خطيرة جدا، وأمراض أخرى مختلفة مثل أمراض الكلى والأمعاء.

“عبد القادر” يمارس مهنة جمع البلاستيك بقلب مدينة تيارت، مستعملا عربته الصغيرة التي صنعها بيديه لتساعده في حمل أكبر كمية من المواد البلاستيكية، فبعدما تغلق المحلات أبوابها وتتوقف حركة المرور، يخرج ليلا ويعمل حتى ساعات الفجر في جمع القارورات المرمية بالشوارع والأحياء، ثم يخزنها ببيته لبيعها لتجار الجملة، يقول عبد القادر، مهمتي هي جمع القارورات بواسطة عربتي التي أجرها يدويا، ومن ثمة أنقلها إلى المنزل في انتظار تجار الجملة المختصين في جمع هذا النوع من مادة البلاستيك، فيقوم التاجر بجلب ميزان يدوي محمول بعد وضع القارورات في أكياس كبيرة، وبعدها يتلقى الشاب مقابلا ماليا بحسب الكمية التي قام بتجميعها.

يضيف عبد القادر، أن عملية جمع البلاستيك متعبة وشاقة، خاصة مع الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة نهارا، ما يدفعه للخروج ليلا، في حين إن بعض زملائه يخاطرون بالعمل نهارا، غير عابئين بمخاطر الحرارة وتعرضهم لأشعة الشمس، لجمع ما يمكن جمعه من هذه المادة التي تدر عليهم أرباحا جيدة بحسب تعبيره، إذ تمكنهم من إعالة عائلاتهم.

كما التقينا بـ “ناصر”، شاب طموح يعمل بمجال جمع البلاستيك لإكمال دراسته الجامعية، وهو متفائل، كونه اقتحم هذا المجال لمساعدة عائلته وتوفير تكاليف الدراسة، وهو يدرك أن هذا العمل ظرفي فقط، وليس دائما، وهذا في انتظار إكمال مسيرته الجامعية وحصوله على منصب عمل لائق.

ما بين 15 و30 دج للكيلوغرام

بعد تجميع المواد البلاستيكية من قبل ممارسي هذه المهنة الشاقة، يتم ضغطها يدويا ووضعها بأكياس كبيرة ومن ثمة نقلها إلى مراكز الشراء والتجميع، وغالبا ما تكون بأماكن بعيدة عن المدن، يتم وزن الكمية المُجمعة وبيعها بسعر يتراوح ما بين 15 إلى 30 دج للكلغ الواحد، متناسين المخاطر التي تهددهم من الأمراض المتنوعة والتي تكون في غالبية الأحيان أمراضا سرطانية خطيرة.

أحد المجمعين، أكد لنا أن بعض المؤسسات المختصة بالرسكلة تستقبل هذه المواد البلاستيكية المجمعة بأسعار مختلفة انطلاقا من 15 دج وتختلف بحسب كل مؤسسة، مضيفا أن جمع البلاستيك يساهم في نظافة الطرقات والشوارع، وحماية البيئة، داعياً الشباب إلى الحذر خلال ممارسة هذا النوع من الأعمال والتقيد بشروط السلامة والمداومة على النظافة الجسدية، كما دعاهم إلى الانخراط بالمؤسسات التي تختص في جمع المواد البلاستيكية، لما لها من خبرة وما توفره من ملابس وقائية وقفازات تحمي عمالها من الأمراض، وأكثر من ذلك، فإن العاملين بالمؤسسات المتخصصة، ملزمون بزيارة طبيب العمل الذي يرخص لهم بمزاولة هذا النشاط، ويتابعهم بصفة دورية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here