إصرار على الهجرة للعمل في أوربا رغم كورونا!

30

كورونا، هذا الفيروس المستجد، الذي قلب موازين العالم، وغير جانبا من السلوك والتفكير لدى البشر، لم يثن رغبة وطموح الكثير من الجزائريين، في الهجرة إلى أوروبا. فالغريب. حسب، بعض المترجمين الرسميين، أن الهجرة للعمل في الدول الأوربية والأمريكية، من طرف خريجي الجامعات والمعاهد الجزائرية، خطوة صارمة، اتخذها هؤلاء رغم انتشار الوباء في هذه الدول!

وبمجرد العودة المحتشمة لنشاط مكاتب المترجمين، ورفع الحجر الكلي عن بعض الولايات، وعودة الكثير من النشاطات إلى الحياة العادية، هب أصحاب الشهادات الجامعية وخريجو المعاهد، ومراكز التكوين، إلى ترجمة وثائقهم المتعلقة بالدراسة وبالحالة المدنية، وزاد إصرارهم على الهروب إلى الخارج، في ظل أزمة كورونا، وتداعياتها الاجتماعية والاقتصادية.

“نزيف”.. هكذا عبر المترجم الرسمي، المحلف لدى المحاكم، مصطفى بلجودي، عن حجم الطلبات على ترجمة الشهادات والوثائق الخاصة بالحالة المدنية، من طلبة الطلبة وخريجي الجامعات والمعاهد، قائلا: “حتى تلاميذ الثانويات يريدون الذهاب للدراسة في أوربا.. من له عمة أو خالة أو معارف هناك، يجدهم منفذ للهروب”.

وأكد بلجودي أن الحجر الصحي، رغم تسببه في تعطل النشاط، وغلق بعض مكاتب المترجمين الرسميين، وعودة محتشمة لهؤلاء، إلا أنه بعد رفع القيود عن الكثير من النشاطات وتقليص ساعات حظر التجول، جاء المواطنون الذين كانت لديهم ملفات محل ترجمة، لأخذها، وهي ملفات تتعلق بالعمل في الخارج. وهب شباب من حاملي الشهادات لترجمتها إلى لغة البلد الأجنبي الراغبين في الذهاب إليه للعمل.

وقال مصطفى بلجودي: “إحباط نفسي واضح لدى هؤلاء الشباب الذين يأتون إلينا لترجمة الوثائق والشهادات.. إنهم كشفوا لنا عن شعورهم بالخطر من مستقبل غامض”.

مواطنون جاؤوا لترجمة وثائقهم في العاصمة بعد رفع الحظر عن ولاياتهم
جاؤوا من قسنطينة ووهران ومن الصحراء لترجمة ملفاتهم الخاصة بالعمل في دول أوروبية، وكلهم عزيمة وإصرار على الهجرة، في انتظار تحسن الأوضاع مع فيروس كورونا، يحملون شهادات في مختلف الاختصاصات، منها شهادات من معاهد التكوين المهني، هم تقنيون سامون في الإلكترونيك، والميكانيك، وتكرير البترول، وأطباء، وحاملو شهادة شبه الطبي، وطلبة في الجامعات والثانويات.وتأتي ألمانيا وكندا في مقدمة البلدان التي يرغم فيها هؤلاء ويريدون العمل في مؤسساتها.

قال المترجم الرسمي، الذي يملك مكتبا في حسين داي، السيد يوسف أعراب، إن شابين جاءا إليه، أمس من ولايتين رفع عنهما حظر التجول كليا، أحدهما تقني سام، والآخر مهندس في الإعلام الآلي، يريدان ترجمة شهاداتهما ووثائقهما، إلى الألمانية، وهما مصران على الهجرة إلى ألمانيا.

خريجو شبه الطبي في هجرة جماعية!
وكشف يوسف أعراب عن ارتفاع عدد الطلبات على ترجمة الوثائق الخاصة بالهجرة، من طرف حاملي شهادات شبه الطبي، والعاملين في هذا القطاع. وهي الظاهرة التي بدأت تبرز في مكاتب الترجمة الرسمية.

وأوضح أعراب أن لديه 30 ملفا محل ترجمة إلى اللغة الألمانية والإنجليزية، النسبة الأكبر تعود إلى اختصاص شبه الطبي، وهم الراغبون في العمل بألمانيا، حيث لا يشترط هذا البلد سوى إتقان لغته.

وتتضمن الطلبات على ترجمة الشهادات، والوثائق، ملفات لطلبة الجامعة والثانوية، وخريجي التكوين المهني وشبه الطبي، واختصاصات الإعلام الآلي، وهم الذين يحضرون للهجرة إلى ألمانيا وكندا والنمسا.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here