أفريقيا برس – الجزائر. بدد سليماني عبد العزيز الأخصائي في علم الأوبئة والطب الوقائي بمستشفى تيجاني ديمارجي في تلمسان، شكوك الجزائريين، التي تحوم بشأن احتمال دخول متحور جديد من فيروس كورونا، الجزائر، الذي يطلق عليه تسمية “إيه واي.2.4” أو “دلتا بلوس”، لكونه ينتشر بسرعة على غرار متحور “دلتا”، الذي أرعب العالم وحصد العديد من الأرواح في بعض البلدان ويعرف انحسارا بارزا في الجزائر، بدليل أن معدل الوفيات اليومي في الجزائر تراجع من 10 إلى 3 حالات في اليوم الواحد منذ خمسة أسابيع.
في هذا الإطار، أكد الأخصائي سليماني عبد العزيز في حديث لـ”الشروق”، أن المتحور الجديد الذي ظهر في 19 دولة إلى حد الساعة وأعطى إشارة ميلاد موجة جديدة، والمسمى “دلتا بلوس”، ليس أكثر فتكا، بل ربما أكثر انتشارا، مشيرا إلى أن بعض الخبراء قدروا أن المتحور الجديد “أكثر انتشارا بنسبة 10 بالمائة، وإلى حد الساعة لا يوجد أي شيء مضبوط، بل هناك توقعات تشير إلى أنه ليس أكثر شراسة ولا يؤثر على فعاليات اللقاحات”. الأخصائي ذاته، أبرز أنه “ليس هناك أي إجراء في العالم يمكنه منع دخول المتحورات إلى أي دولة، بل يمكن اتخاذ تدابير لتأخيره، والتقليص من انتشاره، وفي حال انتقاله إلى الجزائر يتوجب التعامل معه بنوع من الحيطة والحذر، من خلال التقيد بالإجراءات الاحترازية” واستمرار فرض قواعد السلامة الصحية.
وفي سياق متصل، أوضح سليماني، أن المتحور السائد في عدد من الدول الأوروبية على غرار بريطانيا، يضم النوع “إيه واي.2.4″، الذي يسميه خبراء منظمة الصحة العالمية بـ”دلتا بلوس”، يحوي تحورات قد تساعد الفيروس في البقاء، لافتا إلى أن الخبراء يعكفون على اختبارات عالية المستوى، تهدف إلى فهم حجم التهديد الذي قد يشكله هذا المتحور، ويقول الخبراء إنه من غير المرجح أن ينتشر على نطاق واسع أو يتغلب على الحماية التي توفرها اللقاحات الحالية.
وأقر الأخصائي، أنه رغم تحسن المؤشرات الوبائية في البلاد، فإن الجزائر لم تقض نهائيا على الفيروس التاجي كوفيد 19 وهذا راجع إلى استمرار حالات الإماتة والإنعاش، فضلا عن تخوفات من انطلاق موجة جديدة بسبب تغير الأحوال الجوية وتأثرا بما يحدث على الصعيد العالمي، مبرزا أن الجزائر نجحت في الانتقال التدريجي إلى “المنطقة الخضراء” منذ أسابيع مع اقتراب نهاية الموجة التي ضربت البلاد منذ فصل الصيف. وأورد محدثنا، بأن الموجة لم تنته لسببين أساسيين هما استمرار توافد حالات على قاعات الإنعاش بمعدل 5 إلى 15 حالة في اليوم واستمرار حالات الإماتة ما بين 2 إلى 4 حالات خلال اليوم الواحد، في أوساط الفئات الأكبر سنا، الأمراض المزمنة، السمنة بالإضافة إلى النساء الحوامل.
وخلص محدثنا وهو عضو لجنة التلقيح في آن واحد، إلى أن “فيروس كورونا مازال لم يقل كلمته الأخيرة، إذ إنه بين الفينة والأخرى يفاجئنا بمتحور جديد، والسبيل الوحيد للتقليص من حدة “دلتا بلوس” هو تسريع عملية التلقيح الوطنية، التي دعت إليها السلطات الصحية في البلاد، من أجل تحقيق مناعة جماعية أي فوق 70 بالمائة من الجزائريين الملقحين، مع مواصلة التقيد بالتدابير الاحترازية، من تباعد وارتداء الكمامات”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس