أفريقيا برس – الجزائر. يرى رئيس المجلس الأعلى للغة العربية الدكتور بلعيد، أن خدمة اللغة العربية توجب علينا تطبيق ما يسمى بالأتمتة، فاللغات الآن تتقدم يوميا عن طريق هذه الأتمتة وثمّن الدكتور بلعيد ما قامت به جامعة أم البواقي بمبادرتها إلى مناقشة الذكاء الصناعي من خلال ملتقى جمع عدد من الأساتذة والباحثين والمختصين، الذي تمحور حول إشكالية إعداد أرضية معرفية لخوض اللغة العربية هذا الغمار.
وحسب المتحدث، فإن الأساتذة والباحثين، الذين لبوا النداء لهم مستوى جيد وهذه المبادرة تستحق التشجيع كونها تمهد الطريق الأول للعمل بهذه التقنية، وهذا لا يعني أننا نبقى مكتوفي الأيدي أمام المشاكل التي تعيشها اللغة العربية والمضايقات التقنية التي تواجهها، وجامعة أم البواقي وضعت الأساس في العمل بهذه التقنية، وسوف تتلوها مبادرات أخرى، ونحن – كما قال – راضون عما نقدمه لخدمة اللغة العربية وراضون في ما نصنع خدمة لها، واعتبر المهمة ليست بالسهلة، بل تحتاج إلى فريق عمل لا إلى عمل شخص واحد. فالخليل بن أحمد رحمه الله لم يمت لأنه ترك سيبويه وعبد الرحمان حاج صالح وطلبته وغيرهم، كما أن البنيوية لدوسوسير كانت فكرة فأصبح بها رمزا بعد موته، وكذا شوم سكي صاحب النظرية التحويلية التوليدية، فمريديه أخذوا نظريته وطوروها إلى أشياء أخرى ما كان يدري بأنها تصل إلى ما وصلت إليه نظريته في البنية النحوية التحويلية التوليدية التي أصبحت تستخدم في كل اللغات، وخلص إلى أن اللغة العربية غنية بمفرداتها وتمتلك اثني عشر مليونا وثلاث مائة وخمس وثلاثين كلمة، بينما الإنجليزية لا يزيد عدد كلماتها عن مليون كلمة.
وأضاف بأنه خلال عشر سنوات عرفت العربية طفرة كبيرة لم تصلها اللغة الإنجليزية، بحيث قفز استعمال الشبكة من خمسة آلاف إلى اثنين وأربعين مليون، وحسبه فالرهان لربح العمل بالتقنية الأتمتة هو السبيل لأن تكون سنة 2026، التي تنزل فيها اللغة العربية من النافذة الخامسة إلى النافذة الرابعة إن لم نقل الثالثة عالميا حسب ما ذهب إليه، واستدل بما قامت به الدراسات الإستراتيجية المستقبلية، فألمانيا الآن تقوم بترجمة منجزاتها إلى اللغة العربية باعتبارها اللغة التي تبقى قائمة بفضل زخمها اللغوي وهي أوسع اللغات، ولها من الإمكانات لان تستعمل في دراسة الطب وعلى مريديها أن يبادروا إلى الاستثمار في استخدام التكنولوجيا والتقنيات الحديثة التي لا محيد عنها.
وفي حديثه عن انجازات مجمع اللغة العربية، ذكر بإسهام العالم الألماني فيسشتر الذي حمله هم تطوير اللغة العربية واستطاع أن ينجز بعض المجلدات عن طريق أبجد، غير أنه توفي ولم يستكمل ذلك العمل الذي كان ينوي إنجازه، مضيفا: إننا منذ نهاية 2016 الى 2019 قد انهينا المخزون اللغوي التقني الذي يقرأ كل هذا المخزون بما يتجاوز عشرين ألف كتاب، وهناك بعض الكتب فيها أكثر من خمسين مجلدا بالإضافة إلى مائة وخمسين معجما، وبعض المعاجم بها ثمانية وأربعين مجلدا ومكتبة شاملة ومجموعة من الكتب خزنت بذكاء صناعي متميز، وقد استطعنا – يضيف – حصر هذه المادة وأخرجنا ثمانية مجلدات العام الماضي بالإضافة إلى سبعة عشرة مجلدا ستخرج بمناسبة العيد الوطني للغة العربية في السنة القادمة، وما تم برمجته هو ستة عشر ألفا وثماني مائة مجلد أنجز منه ثلاثة آلاف وثمانية وخمسون مجلد، وهذا العمل يتطلب فريقا كبيرا لإنجازه، وهذه النقلة النوعية نشتغل بها بصفر ورق مؤكدا أن هذا الذكاء الخارق يمكنه قراءة أربعة تريليون كلمة في دقيقة بمواصفاتها اللغوية والصرفية والتاريخية وما إلى ذلك، فهو شيء مذهل، ويبقى الرهان معقودا على استعمال هذا الذكاء الصناعي، وهذه البرمجية التي استعملها المقدونيون ونحن أدخلنا عليها ما يخدم اللغة العربية، والذين يقومون بإنجاز هذا العمل الذي يشرف عليه المجمع اللغوي الجزائري الذي سيعمل على إخراج ثلاثين مجلدا بمناسبة العيد العالمي للغة العربية في السنة القادمة، وإذا استغلت كل الإمكانيات التقنية والبرمجيات ومواصلة الإنجاز على باقي الأحرف فستنزل اللغة العربية من النافذة الخامسة إلى النافذة الرابعة وحتى الثالثة خلال سنة 2026.
ج. ل
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس