أفريقيا برس – الجزائر. وصف أطباء أمراض الغدد والسكري، عملية إنتاج دواء الأنسولين بأنواعه محليا بالنقلة التكنولوجية في مجال صناعة الدواء بالجزائر، والتي ستساهم في تحقيق أمن صحي ودوائي، كما تنعكس العملية إيجابا على مهنة الطبيب وصحة المريض، وعلى سوق الدواء الجزائرية وعلى الخزينة العمومية إجمالا.
وفي هذا السياق، أكدت الجمعية الجزائرية لأطباء الغدد الصماء والسكري، أنّ دواء الأنسولين بأنواعه الثلاثة المنتج في الجزائر، لقي تقبّلا “جسديا” من طرف مرضى السكري وإشادة من طرف الأطباء، وترحيبا من الجمعيات الخاصة بمرضى السكري، وهو ما يعدّ تشجيعا لسوق الدواء المحلية، وتحفيزا لإنتاج أدوية أخرى مهمة مستقبلا، خاصة مضادات السرطان.
وكشفت ذات الجمعية، أن الأنسولين الجزائري، أثبت فعّاليته وأعطى نفس النتيجة مع نظيره المستورد، وغطى احتياجات الجزائر بنسبة شبه كلية.
وفي الموضوع، أكد رئيس الجمعية، البروفيسور ضياء الدين بواب، أن الجزائر باتت تنتج الأنواع الثلاثة للأنسولين، وهي الأنسولين السريع والذي يعطى للمريض قبل الوجبات، لحماية الجسم من ارتفاع نسبة السكري بعد الأكل، وأيضا الأنسولين البطيء والذي يحمي الجسم بين الوجبات. والنوع الثالث هي أقلام الأنسولين الخليط، وهو مزيج بين النوعين الأوّلين، والذي يمكن أن يأخذه الشخص بين 2 إلى 3 مرات في اليوم.
التحكّم في مرض السكري يحمي المرضى من المضاعفات
وقال البروفيسور بواب، بأن إنتاج أقلام الأنسولين في الجزائر، ولأول مرّة منذ 2023، يعتبر “نقلة نوعية في إنتاج الأنسولين بالجزائر، وتطورا تكنولوجيا كبيرا جدا في مجال الصناعات الصيدلانية بفضل الكفاءات الوطنية، كما يحسب هذا الإنجاز لسياسة الجزائر في مجال الأمن الصحي أو الدوائي، خاصة وأن استيراد الأنسولين كان يكلف الخزينة العمومية أكثر من 150 مليون دولار سنويا”، حيث تعد الجزائر قرابة 4 مليون مريض سكري، الذين يستعملون من 20 إلى 30 بالمئة على الأقل، نوعا واحدا من أقلام الأنسولين، على حد قول محدثنا.
وأضاف المتحدث، بأن صندوق الضمان الاجتماعي للأجراء بين سنتي 2018 و2019، قام بتعويض مقداره 1550 مليار سنتيم لتعويض دواء الأنسولين فقط، ومع عملية إنتاجه محليا، ستنخفض نفقات قطاع الصحة، بحيث يُوجّه الفائض نحو مجالات صحية أخرى.
وأضاف بواب بأن “التحكّم في مرض السكري معناه التحكّم في أعراضه الخطيرة، ومنها مختلف الجلطات، أمراض القلب والكلى، أمراض العينين والروماتيزم والتي تحتاج بدورها إلى أدوية كثيرة، ما يعتبر نفقات وتعويضات إضافية من طرف صناديق الضمان الاجتماعي، والتي يمكن توجيهها حاليا لتعويض أدوية أخرى”.
ويشار إلى أن الجزائر احتضنت المؤتمر الـ11 لأطباء الغدد والسكري مؤخرا، بحضور 500 مشارك، بحيث تركّزت النقاشات حول موضوع مضخات الأنسولين حاضرها ومستقبلها، إضافة إلى التطرق لمواضيع متعلقة بمرض السكري ومضاعفاته الصحية على جسم المريض، وتطورات مجال الغدد الصماء، مع التركيز على تكلفة علاج مضاعفات مرض السكري التي باتت أكثر من كلفة علاج المرض الأصلي.
وطرح الأطباء المشاركون في المؤتمر، انشغال عدم تعويض بعض الأدوية، والتي تجعل الطبيب لا ينوّع في الأدوية الموصوفة لمريض السكري، خاصة الذي يعاني من مضاعفات السكري.
وخرج المؤتمر بفكرة، أن الطبيب الجزائري بات في نفس المستوى مع أطباء أجانب، من ناحية توفّر الأدوية وطرق علاج مرض السكري والغدد الصماء.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس