التلقيح الوقائي إجباري للقضاء على داء الكلب في الجزائر!

1
التلقيح الوقائي إجباري للقضاء على داء الكلب في الجزائر!
التلقيح الوقائي إجباري للقضاء على داء الكلب في الجزائر!

أفريقيا برس – الجزائر. رغم الجهود المبذولة حاليا في مجال الطب الوقائي، إلا أن داء الكلب لا يزال يسجل وفيات من حين لآخر في عدد من مناطق الجزائر، مهدّدا حياة الأطفال والكبار على حد سواء، خاصة خلال فصل الربيع الذي يعد فترة خصبة لتكاثر الحيوانات وانتشارها، أين تعود مخاوف الجزائريين من هذا المرض الفيروسي القاتل الذي لا علاج له، إلا من خلال الوقاية عبر التطعيم، وعدم التهاون في تلقيح الحيوانات الأليفة.

ورغم الحملات التحسيسية التي أطلقتها الجهات الصحية مؤخرا من أجل تلقيح الحيوانات، خاصة الكلاب، لا يزال الوعي الصحي بأهمية التلقيح والتدخل المبكّر بعد التعرض لخدش أو عضّة من حيوان أليف أو ضال ضعيفا في بعض المناطق الريفية والنائية، وهو ما يتسبّب في تسجيل حالات وفيات بهذا الداء خاصة في المناطق التي تفتقر للتغطية الصحية المستعجلة أو التوعية الوقائية، خاصة بعد تسجيل حالة وفاة بولاية ميلة مؤخرا.

داء الكلب… مرض فيروسي قاتل لا علاج له

وفي هذا السياق، كشف المختص في الصحة العمومية، أمحمد كواش، عن استمرار تسجيل حالات إصابة بداء الكلب في حال عدم الامتثال لشروط وإجراءات الوقاية اللازمة، مؤكدا أن هذا المرض الفيروسي قاتل ولا علاج له، وأن الوقاية عبر التلقيح وأخذ المصل المضاد تبقى الحل الوحيد المتوفر حاليا، خاصة عند تعرض الإنسان لعضة أو خدش من كلاب أو قطط أو حتى حمير، وهي حيوانات قد تبدو غير خطيرة ولكنها ناقلة محتملة للفيروس، بحسب المتحدث.

وأوضح كواش، أن داء الكلب ينتشر بكثرة في فصل الربيع، بفعل تكاثر الحيوانات وخروجها من فترة السبات، حيث تتسبّب الشجارات بينها في انتقال العدوى بشكل أسرع عن طريق العض أو الخدش، وأضاف أن الفيروس ينتقل إلى الإنسان من خلال الاحتكاك بالحيوانات المصابة في البداية عبر الدم بعد حدوث جروح نتيجة العض أو الخدوش، كما يمكن احتواؤه خلال مدة لا تتعدى 45 يوما، لكن إذا لم يتلق المصاب اللقاح والمصل في الوقت المناسب، فإن الفيروس ينتقل إلى الأعصاب ويؤدي إلى الوفاة في ظرف 24 ساعة فقط بعد ظهور الأعراض، بحسب محدّثنا.

وحرص المتحدث على تقديم شهادة حية حول حالات وقف عليها شخصيا، من بينها حالة مأساوية لطفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات، تقطن في منطقة نائية، تعرضت لعضة كلب ولم تنقل إلى الطبيب، لتظهر عليها لاحقا أعراض خطيرة كالصراخ، وتصرفات تشبه الكلاب، والخوف من الضوء والماء، وهي إشارات متقدمة لداء الكلب في مراحله الأخيرة، بحسب المتحدث، كما أنها ذات الأعراض التي أصيبت بها باقي الحالات الأخرى.

وشدّد كواش على أن الحماية والوقاية من هذا الداء تبدأ من تلقيح الحيوانات التي يتم تربيتها داخل البيوت، مؤكدا أن الشخص المصاب يجب أن يقوم مباشرة، بعد التعرض للعض أو الخدش، بتنظيف مكان الإصابة بالماء والصابون، ثم تعقيمه بمحلول مطهّر، والتوجّه على وجه السرعة إلى المستشفى لتلقي العلاج المناسب.

أغلب حالات الإصابة مصدرها الحيوانات البرية

من جهته، تأسّف الطبيب البيطري، محمد أمين باي، من التهويل الذي يرافق كل حالة وفاة بداء الكلب، خصوصا عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث يتم نشر معلومات وتوجيهات تفتقر إلى الدقة العلمية، على حد قوله، وتحمّل مسؤولية نقل العدوى إلى القطط المنزلية بشكل مبالغ فيه، وأردف قائلا إن الغالبية الساحقة من حالات الإصابة بداء الكلب المسجلة في الجزائر مصدرها الحيوانات الضالة أو البرية، مثل الكلاب والثعالب وغيرها، وذلك لأنها لا تتلقى أي تلقيح أو رعاية طبية، وأكد المتحدث أن هذا النوع من الحملات العشوائية لا يخدم الصحة العامة، بل يزرع الهلع ويخلق تصرفات انفعالية من بعض المواطنين قد تضر بالحيوانات الأليفة من دون مبرر واقعي.

وفسّر الدكتور باي أن داء الكلب، من الناحية الطبية، لا ينتقل من القطط المنزلية التي تخضع للتلقيح الدوري والمراقبة البيطرية، مشدّدا على أن هذه الحيوانات لا تشكّل أي تهديد حقيقي إذا كانت تعيش في بيئة نظيفة وتحت رعاية صحية منتظمة، داعيا إلى ضرورة التمييز بين الحيوانات التي تعيش في كنف العائلات وتحظى بالمتابعة البيطرية، وتلك التي تعيش في الشوارع بدون رقابة، كما شدّد في سياق حديثه، على تعزيز التوعية العلمية لدى المواطنين، خاصة في ظل الانتشار السريع للمعلومات المغلوطة على مواقع التواصل، مؤكدا أن الوقاية الناجعة تبدأ من التلقيح ومن نشر الحقائق الطبية الدقيقة، لا من بث الرعب بين الناس.

وبالمقابل، لم ينف المتحدث خطورة داء الكلب الذي يفتك بالأرواح في حال إهمال الوقاية اللازمة والتطعيم، مع دعوته للبياطرة من أجل الانخراط في المبادرات المجانية لتلقيح الكلاب والقطط وحصر هذا الداء، بدلا من شنّ حملات إبادة للحيوانات بطريقة عشوائية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here