أفريقيا برس – الجزائر. انطلقت المراكز الصحية المعنية بعملية التلقيح ضد فيروس كورونا، في تقديم الجرعة الثالثة من لقاح كورونا للأشخاص الراغبين في تعزيز مناعتهم بعد انقضاء مدة 6 أشهر على تلقي الجرعتين، خاصة مع تحذيرات المختصين من موجة رابعة محتملة جدا في الأيام القليلة المقبلة.
وتمنح الأولوية في التلقيح بالجرعة الثالثة للأشخاص المسنين والمصابين بالأمراض المزمنة وكذا مهنيي الصحة ممن تجاوزت تلقيهم الجرعتين مدة 6 أشهر كاملة، وبذلك فإن المعنيين بالجرعة الثالثة حاليا هم الملقحون منذ بداية الحملة الوطنية نهاية جانفي الماضي وإلى غاية شهر ماي.
وأفتت وزارة الصحة، في مراسلة وجهتها مديرية الوقاية للمراكز الصحية والمستشفيات وكذا الولاة، بتاريخ 27 أكتوبر موقعة من قبل المدير العام للوقاية جمال الدين فورار بجواز مخالفة الجرعة الثالثة للجرعتين السابقتين وتلقي لقاح مختلف، وذلك تبعا لتوصيات اللجنة العلمية لمتابعة ورصد تفشي فيروس كورونا في الجزائر التي استندت إلى دراسات علمية وتوصيات الوكالة الأوروبية للدواء التي تؤكد أن تلقي جرعة ثالثة من لقاح مختلف عن الجرعتين الأوليين بإمكانه منح رد فعل مناعي أقوى مقارنة بتلقي جرعة من نفس اللقاح.
واستنادا إلى التعليمة ذاتها، فإن الأشخاص الملقحين بالجرعة الثالثة يحصلون على دفتر تلقيح جديد خاص بالجرعة الثالثة يحمل رمز الاستجابة السريعة QR.
وحسب ما أكده إلياس أخموك عضو اللجنة العلمية في تصريح للشروق بأن الاختلاف في الجرعات لا يؤثر على الأفراد، بل بالعكس يزيد المناعة الذاتية، مستدلا بتجارب العديد من الدول التي بادرت إلى العملية من دون أن تسجل أية تأثيرات أو مضاعفات جانبية عليهم.
وأضاف المختص أن اللجنة استندت في “فتواها” إلى دراسات أثبتت بأن الجرعة الثالثة للقاح مختلف تعزز أكثر المناعة والأجسام المضادة، خاصة إذا علمنا أنه بعد مرور 6 أشهر هنالك نقص في الأجسام المضادة، لاسيما بالنسبة لكبار السن ممن يتجاوزون 65 عاما.
وكشف المختص انه من المحتمل إذا ما استمر الوباء بهذا الشكل إقرار اللقاح المضاد لفيروس كورونا مثل لقاح الأنفلونزا الموسمية، غير أنّ الأمر سابق لأوانه في الوقت الحالي.
وتأتي تحركات الوزارة من أجل تعزيز مناعة المواطنين في وقت تواجه البلاد تهديدات صحية خطيرة من موجة رابعة قد تكون أشد فتكا من الموجة السابقة في ظل عزوف المواطنين عن تلقي اللقاح، أمام استقرار الحالة الوبائية وتراجعها إلى أقل من 100 حالة.
وحذّر وزير الصّحة عبد الرحمان بن بوزيد، في وقت سابق، من حالة طوارئ قد تواجهها الجزائر إذا ما استمر الإحجام من قبل المواطنين بهذه الوتيرة وقد يعيدنا الأمر إلى سيناريوهات سابقة شاهدنا فيها طوابير بمئات المواطنين للتدافع من اجل تلقي اللقاح في الوقت غير المناسب.
ويجمع المختصون في مجال الصحة بأن هذه الفترة هي أنسب الأوقات للحماية من تهديدات الموجة الرابعة للفيروس، داعين المواطنين إلى اغتنامها لحماية أنفسهم وذويهم.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس