أفريقيا برس – الجزائر. تشهد الجزائر منذ بداية الشهر الحالي أكتوبر، تراجعا محسوسا ومبشرا في الإصابة اليومية بفيروس كورونا، وأيضا في عدد الوفيات وهذا لأول مرة منذ أشهر عديدة، ولكن أرقام بعض الولايات مازالت غير مطمئنة، حيث طال انتظارها لذروة الموجة الثالثة من الجائحة، ومن هذه الولايات قسنطينة، التي صارت بؤرة للوباء في عز تراجعه، حيث تحتل في الإحصاءات اليومية الأخيرة المرتبة الأولى في عدد الإصابات، وتكاد تكون نصف الوفيات المسجلة يوميا في قسنطينة، وبالرغم من أن عدد الإصابات اليومية في كامل الجزائر يقارب المئة، إما بأقل برقمين أو ثلاثة أو أكثر بقليل من المئة، إلا أن أرقام ولاية قسنطينة تتراوح منذ مدة ما بين العشرين والثلاثين حالة، مما يعني أنها تشكل ربع الإصابات المسجلة يوميا في الجزائر.
يشهد أهل المدينة وأطبائها على أن مظاهر الوقاية والاحتياط، زالت نهائيا في الفترة الأخيرة، وصارت مشاهدة الكمامة أو التباعد الجسدي أمرا نادرا جدا، وتكاد تكون صفحات قسنطينة على مواقع التواصل الاجتماعي وحدها على المستوى الوطني التي مازالت تنقل التعازي والترحم الخاص بأناس أصيبوا بفيروس كورونا، وكل مستشفيات المدينة مازالت تستقبل وبشكل يومي العشرات من المصابين بكورونا في ديدوش مراد والمستشفى الجامعي ابن باديس وأيضا في الخروب ومستشفى البير.
كما أن الولايات المحيطة بقسنطينة مثل ميلة وسكيكدة وأم البواقي، مازالت تسجل وبشكل يومي حالات إصابة بكورونا بأرقام متفاوتة، وهو ما يتطلب محاصرة الوباء بكل الطرق الصحية والاجتماعية الممكنة، لأن إنقاذ قسنطينة من الوباء سيجعل أرقام الجزائر دوما تحت المئة على الأقل في هذه الفترة.
وتجاوزت قسنطينة منذ بداية الجائحة ولايتين كانتا تسبقانها في العدد الإجمالي للحالات الإيجابية وهي بجاية وسطيف، وصارت في المركز الخامس وطنيا غير بعيدة عن ولايتي باتنة والبليدة، وحسب خارطة الوباء في ولاية قسنطينة، فإن نصف الحالات سجلت في المدينة الجديدة علي منجلي التي صارت تسع لا يقل عن نصف مليون نسمة، وتضم العديد من الجامعات والساحات التجارية الكبرى والمطاعم خاصة بعد أن تم ربطها بخط ترامواي، نقل الحياة التجارية بالكامل من قسنطينة القديمة إلى المدينة الجديدة وشكل زحاما يوميا من دون أي حزم في الوقاية من الجائحة، حتى أن من يزور المدينة الجديدة علي منجلي، يظن بأن المنطقة قد قضت وبشكل نهائي وجذري على فيروس كورونا وصار من الماضي، وحتى مواكب الأعراس سيطرت على الشارع القسنطيني في شهر أكتوبر وخاصة يومي أول الجمعة و السبت، حيث تمكنت العديد من العائلات من الحصول على تصريحات لإتمام أفراحها في الفيلات المستأجرة.
يذكر أن ولاية قسنطينة ناهزت 10300 حالة منذ بداية الجائحة بالنسبة للإصابات ولم تعد بعيدة عن ولايتي العاصمة ووهران اللتين مازالتا في المقدمة بأرقام تزيد عن الثلاثين ألفا في العاصمة وعن العشرين ألفا في ولاية وهران.
ب. ع