صرّافون يحوّلون أموال المخدرات إلى “بارون” في إسبانيا

صرّافون يحوّلون أموال المخدرات إلى “بارون” في إسبانيا
صرّافون يحوّلون أموال المخدرات إلى “بارون” في إسبانيا

أفريقيا برس – الجزائر. فتحت محكمة الجنايات الابتدائية لدى مجلس قضاء وهران، الثلاثاء، ملف شبكة دولية مختصة في تهريب الأموال إلى إسبانيا من أجل استيراد المخدرات بكل أنواعها، يقودها “بارون” مبحوث عنه في عدة قضايا، متواجد بإسبانيا، إلى جانب شبكته التي تتكون من 5 أفراد تمت محاكمتهم رفقة 8 متهمين، تم وضعهم تحت الرقابة القضائية من بينهم تاجر وصراف، في حين لا يزال 3 منهم في حالة فرار.

حيث تمت متابعتهم بجناية حيازة، تخزين، نقل وتهريب المخدرات الذي يشكل تهديدا على الاقتصاد الوطني والصحة العمومية، بالنسبة للموقوفين، أما البقية، فتُوبعوا بجناية تسيير، تنظيم وتمويل جماعة إجرامية منظمة، وجنحة مخالفة نقل رؤوس الأموال من وإلى الخارج من دون ترخيصات، وذلك بعد أن تورطوا في محاولة تهريب مليار و365 مليون سنتيم نحو الخارج من أجل تمويل صفقات المخدرات، والتي ضبطت منها 14 ألف قرص مهلوس من نوع “إكستازي”، وأكثر من 1 كيلوغرام من الكوكايين، على مستوى بلدية قديل وبئر الجير.

تفاصيل قضية الحال باشر التحقيق فيها عناصر المصلحة الجهوية للتحقيق القضائي بوهران بتاريخ 17/02/2021، بناء على معلومات مفادها قيام شبكة إجرامية منظمة يقودها المسمى “ب.الطيب” المتواجد في حالة قرار بإسبانيا لتورطه في عدة قضايا مماثلة بالمتاجرة في المخدرات الصلبة “الكوكايين” والأقراص المهلوسة “الإكستازي” على مستوى ولاية وهران.

وعليه، تم مراقبة بعض عناصر هذه الشبكة، وعلى رأسهم المتهم “ق.م” الذي استلم حقيبة ظهر من المدعو “م.م” يشتبه في احتوائها على كمية من المخدرات، وانطلق رفقة “ع.ف” على متن مركبة من نوع “بيكانتو”، وبعد حوالي 02 كلم، توقفت الأخيرة إلى جانب سيارة أخرى من نوع “هيونداي أتوس” على حافة الطريق، فيما واصلت المركبة الثالثة من نوع “رونو كونغو” السير باتجاه مدينة قديل، لتنطلق فرق الأمن نحو مقرات سكنهم بكل من مناطق أشلام، بلقايد وقديل، أين نجحت في حجز ما يزيد عن 14 ألف قرص مهلوس من نوع “إكستازي” إلى جانب مبالغ مالية قدرت بأكثر من 1 مليار سنتيم.

ومواصلة للإجراءات، كشف أحد المتهمين عن الطريقة التي تمكنهم من الحصول على الممنوعات، إذ يقوم بارونات الترويج المتواجدين بولاية وهران ببيع المخدرات وتحويل أموالها إلى أحد التجار بحي شوبو الذي بدوره يسلمها لمعارفه الذين يقومون بتحويلها إلى عملة الأورو، وتسليمها لزعيم العصابة المتواجد بإسبانيا بغية إمدادهم بكميات أخرى.

وحول طريقة استلام الكميات، فتتم وسط البحر، بعدما تجرى جميع الاتصالات عن المواعيد عبر تطبيقات “التيلغرام” و”واتساب”، لتشق طريقها إلى وهران عبر قوارب “الحرقة” التي تعود فارغة ومحمّلة بالمخدرات، ليتم تبادل الإشارات الضوئية وهناك يخرج قارب صيد صغير للحصول على المخدرات.

وبعد انتهاء التحقيق الابتدائي، تم تحويل جميع المتهمين على قاضي التحقيق بمحكمة وهران، الذي حوّل الملف على غرفة الاتهام، وبدورها، وضعت 8 متهمين تحت الرقابة القضائية، في حين أودعت الباقين رهن الحبس المؤقت، كما أصدرت أمرا بالتوقيف في حق الأخيرين.

وخلال جلسة المحاكمة، اعترف 4 متهمين بما نسب إليهم من أفعال، وصرح أحدهم أنه كان يقوم بتأمين الطريق مقابل مبلغ مالي قدره 2 مليون سنتيم، أما المتهم الملقب بـ”كزاوة”، فأنكر ما نسب إليه، بحجة أنه مدان بـ20 سنة سجنا نافذا، وأنه كان متواجدا بالمؤسسة العقابية أثناء الواقعة، ومن جهتهم، صرح التجار الذين كانت مهمتهم تحويل الأموال، بأنهم لم يكونوا على علم بأن الأموال التي كانت تحول إلى إسبانيا كان يستفيد منها بارونات المخدرات، وأن القيم المالية المذكورة في التحقيق ليست نفسها التي استلموها.

ومن جهته، التمس ممثل النيابة العامة عقوبة 20 سنة سجنا نافذا في حق المتهمين الموقوفين، و4 سنوات حبسا نافذا للمتابعين بتهريب الأموال، وغرامة بـ3 أضعاف قيمة الأموال محل المخالفة مع مصادرتها، قبل أن تنصرف المحكمة للمداولة في الملف.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here