قافلة وطنية تجعل المدرسة خط الدفاع الأول من آفة المخدرات

قافلة وطنية تجعل المدرسة خط الدفاع الأول من آفة المخدرات
قافلة وطنية تجعل المدرسة خط الدفاع الأول من آفة المخدرات

أفريقيا برس – الجزائر. تواجه فئة الشباب، مؤخرا، الكثير من التحديات والفتن، ولعل أبزها انتشار المخدرات في المجتمع، ولاحتواء الظاهرة أطلقت الجزائر القافلة الوطنية للتحسيس بمخاطر المخدرات والمؤثرات العقلية في الوسط المدرسي، تحت شعار “نوفمبر، عهد جديد نحو شباب واعٍ بلا سموم”، في مبادرة وطنية تستمد روحها، بحسب منظميها، من قيم نوفمبر التحررية، وتشرك المدرسة في عملية التوعية.

نظّمت وزارة التربية الوطنية وبالتنسيق مع وزارة الصحة، ووزارة الداخلية، إضافة إلى الديوان الوطني لمكافحة المخدرات والإدمان، ومع مشاركة الأسلاك الأمنية وجمعيات المجتمع المدني، قافلة وطنية لنشر الوعي في أوساط التلاميذ والمربين والأولياء، حول أخطار المخدرات والمؤثرات العقلية، وتحصين المجتمع المدرسي من السلوكيات المنحرفة، من خلال برامج توعوية، محاضرات، وورشات تفاعلية.

وتركز المبادرة التي حملت شعار “نوفمبر، عهد جديد نحو شباب واع بلا سموم”، على تعزيز الحسّ بالمسؤولية الجماعية في مواجهة هذه الظاهرة، وتشجيع الحوار بين المدرسة والأسرة والمجتمع.

لقاءات مباشرة مع التلاميذ لكسر حاجز الخوف

وتجوب القافلة مختلف ولايات الوطن، حاملةً معها رسائل توعية عبر ملصقات تربوية، وأفلام قصيرة، لتسليط الضوء على مخاطر الإدمان وطرق الوقاية منه، إضافةً إلى لقاءات مباشرة مع التلاميذ لكسر حاجز الصمت وفتح النقاش حول هذه القضية الحساسة.

وفي الموضوع، تعتبر عضو جمعية “شباب بلا مخدرات”، نبيلة غرايسي، أن المدرسة تعد خط الدفاع الأول في مواجهة آفة المخدرات، وهو ما تراهن عليه القافلة الوطنية، وأضافت بأن دور المربي والمعلم “كبير جدا، في غرس ثقافة الوعي، ومرافقة التلميذ نفسياً وسلوكياً”.

كما تركز الأنشطة المرافقة للمبادرة الوطنية بحسبها على تنمية المهارات الحياتية لدى الشباب، مثل الثقة بالنفس، القدرة على اتخاذ القرار، ورفض السلوكيات السلبية، باعتبارها أدوات فعالة للوقاية من الإدمان، على حد قولها.

وتؤكد غرايسي على أن هذه الحملة، جاءت في وقت حساس تسعى فيه الجزائر إلى بناء جيل قوي ومتحرر من السموم بكل أنواعها، “جيلٍ يحمل مشعل نوفمبر بعقل نقي وجسد سليم. وإنها ليست مجرد قافلة عابرة، بل نداء وطني للتكاثف، ورسالة لجعل الجزائر بلدا من دون مخدرات”.

ارتفاع جرائم المخدرات على المحاكم

ومن جهته، يؤكد المحامي بمجلس قضاء الجزائر، إبراهيم بهلولي، أن المخدرات هي سبب ارتكاب 90 بالمائة من الجرائم المنتشرة في مجتمعنا، من قتل عمدي، الضرب والجرح، السرقة باستعمال العنف والتعدد، الاعتداء على الأصول.. فجميعها بحسبه جرائم يتم ارتكابها تحت تأثير المخدرات أو هي “وسيلة” من المجرم لتأمين أموال شراء المخدرات.

ويثمن المحامي بهلولي، هذه المبادرة الوطنية، معتبرا إياها خطوة نوعية في تعزيز الوعي داخل المؤسسات التربوية، وبالتالي، المساعدة على خفض معدلات الجريمة في مجتمعنا.

وأضاف: “القافلة الوطنية للتحسيس بمخاطر المخدرات جاءت في وقتها، خاصة مع تزايد الإغراءات التي تستهدف فئة المراهقين، وارتفاع الجرائم المتعلقة بتعاطي والمتاجرة في المخدرات، لأن فتح باب الحوار بين الأولياء، الأساتذة، والتلاميذ حول قضايا كانت تُعتبر من الطابوهات، هو أمر مهم جدا”.

إعادة الاعتبار لدور المدرسة في التوعية

من جهته، يرى رئيس الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ، حميد سعدي، بأن الأنشطة التفاعلية والمقاربة الوقائية التي اعتمدتها القافلة، ستساهم في وصول الرسائل بشكل مبسّط ومؤثر، مؤكدا أن الوقاية تبدأ من المدرسة، وأنّ مثل هذه المبادرات يجب أن تتواصل طيلة السنة الدراسية لضمان نجاعة أكبر.

كما عبر عن ارتياحه، لهذه المبادرة الوطنية، معتبرا أنّها تجسّد شراكة حقيقية بين الأسرة والمدرسة في حماية الأبناء من مخاطر الانحراف والإدمان.

وأكد حميد سعدي أن القافلة الوطنية للتحسيس بمخاطر المخدرات ستعيد الاعتبار لدور المدرسة في التوعية وتضع الأولياء أمام مسؤوليتهم في متابعة سلوك أبنائهم، “خاصة وأن التلميذ يقضي نصف يومه في المدرسة، والنصف الآخر في البيت، ولا يمكن لأي طرف أن ينجح دون تعاون الآخر.”

وشجع محدثنا استمرار مثل هذه المبادرات طيلة السنة الدراسية، مع توسيعها لتشمل حصص توجيهية دورية وندوات توعوية للأولياء أنفسهم، حتى يتمكنوا من اكتشاف أي تغيّر سلوكي مبكر لدى أبنائهم، وأكد أنّ “المعركة ضد المخدرات لا تُكسب بالردع فقط، بل بالتربية والوعي المشترك بين الأسرة والمدرسة والمجتمع”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here