كبريات الشركات الجزائرية مجبرة على معركة الذكاء الاصطناعي

1
كبريات الشركات الجزائرية مجبرة على معركة الذكاء الاصطناعي
كبريات الشركات الجزائرية مجبرة على معركة الذكاء الاصطناعي

أفريقيا برس – الجزائر. يعتبر الذكاء الاصطناعي أحد التحديات التي تواجهها الجزائر حاليّا، فمن خلاله يمكن إحداث تغيير سريع وجذري في مسارات القطاع الاقتصادي، والنهوض بالكثير من الصناعات والنشاطات المجتمعية.

ويعدّ الذكاء الاصطناعي التوليدي واحدا من التقنيات العديدة المؤثرة بشكل عميق في التفاعل الاجتماعي وريادة الأعمال، فإن الشركات الجزائرية الكبرى، وعلى رأسها شركة سوناطراك، تقف اليوم أمام خيار واحد وهو الدخول في عملية تحضير بيانات قاعدية لاقتحامه.

وبهذا الصدد، أكد رئيس الأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيات، محمد هشام قارة، أن الكفاءات الجزائرية الموجودة في الخارج، مطلوبة لتجتمع مع الباحثين المحليين، للبحث عن كيفية وضع الذكاء الاصطناعي التوليدي في متناول المؤسسات الاقتصادية، من خلال آليات تتيح لهذه المؤسسات تنظيم نفسها للمساهمة أكثر في تحسين المردودية والنمو الاقتصادي والاجتماعي.

وقال إن الندوات العلمية التي تنظمها الأكاديمية تدخل في إطار نشاطاتها منذ نشأتها سنة 2015، حيث يجري الاهتمام بالذكاء الاصطناعي التوليدي، كخطوة تخوضها الجزائر في تحدياتها للتكنولوجيا الحديثة والرقمنة.

وأوضح قارة، على هامش ندوة دولية تحت عنوان “تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على العالم الاجتماعي والاقتصادي”، بالمكتبة الوطنية الجزائرية الحامة، أن حماية المعلومات الشخصية وميادين البحث العلمي، من ضمن أولويات الذكاء الاصطناعي التوليدي في الجزائر، حيث تهدف الندوة إلى التحذير من السلبيات التي قد يطرحها هذا المجال وكيفية إيجاد إطار قانوني لحماية المعطيات والاستعمال غير اللائق للذكاء الاصطناعي، مع إبراز أهمية التركيز على العنصر البشري، أي الإطارات والباحثون الذين لديهم قدرات كبيرة، بحسبه، ليجتمعوا ويقدموا أفكارهم في إطار جماعي.

ومن جهته، كشف الباحث عبد الكريم علام، عضو مركز تنمية التكنولوجيات المتقدمة، على هامش الندوة عن مشروع شراكة بين المركز وشركة سوناطراك، يتمثل في استخدام بيانات دقيقة حول الأحجار، والمعادن، وصورها، لاستعمال الذكاء الاصطناعي التوليدي في كشف هذه الثروات الباطنية في الأعماق، حيث يُسهل لسوناطراك البحث عن المعادن الباطنية واستكشاف آبار البترول في مدة زمنية قصيرة وبأقل التكاليف.

من جانبه، دعا الباحث جمال بوشفرة، أستاذ بجامعة باريس، ومساهم في دراسات الذكاء الاصطناعي، المؤسسات الكبرى الجزائرية إلى الإسراع في تحضير بياناتها وبدقة لتسهيل إدخال الذكاء الاصطناعي التوليدي في مشاريعها المستقبلية بهدف تقليص التكاليف وربح الوقت، ومواكبة التطور.

وفي ذات السياق، قال الباحث التونسي محمد رمزي تماني، مدير قسم الذكاء الاصطناعي، بشركة جونسون آند جونسون، إن التحضير يجري لتطوير الطب التشخيصي في البلدان العربية، والنهوض ببحوث اكتشاف اللقاحات والأدوية الخاصة بالأمراض والأوبئة والفيروسات في أقصر مدة وبأقل التكاليف من خلال استعمال الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وأوضح المتحدث أن المشكل يتعلق بقاعدة البيانات التي تتطلب جهدا متكاملا بين الباحثين والدول، لكي تضبط كل معطيات التشخيص الطبي، وبالتالي يسهل اكتشاف الدواء أو العلاج بعد أن كان يستغرق ذلك 14سنة أو أكثر ويكلف الملايين من الدولارات.

للإشارة، فإن المشاركين ركزوا في مداخلاتهم على كيفية تقديم التطورات في نماذج الذكاء الاصطناعي عموما، مع التركيز على الذكاء الاصطناعي التوليدي، والمحولات، مع إظهار كيف يمكن للذكاء الاصطناعي تعزيز البحث العلمي والاستفادة منه في المجال الاجتماعي والاقتصادي.

وأكدوا أن المجالات التي سيستهدفها الذكاء الاصطناعي التوليدي هي الاتصالات السلكية واللاسلكية وإدارة الأعمال والشركات الناشئة، وعلم الأحياء والتعليم والروبوتات والمركبات ذات القيادة.

وبحث المشاركون من الأستاذة والباحثين والطلاب والممارسين الصناعيين دراسة كيفية تعزيز الذكاء الاصطناعي التوليدي في الجانب الاقتصادي والاجتماعي.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here