أفريقيا برس – الجزائر. تزايد الحديث في الآونة الأخيرة عن فيروس الأنفلونزا من النوع H3N2، تزامنا مع بيان صادر عن منظمة الصحة العالمية، وهو ما صنع حالة تخوف طمأن بشأنها أطباء الأطفال.
وأثار بيان منظمة الصحة العالمية حول انتشار فيروس أنفلونزا H3N2، بعض التخوفات، متسائلين إن كنا أمام متحوّر جديد؟ وهل يتعلق الأمر بفيروس “كورونا” أم أنفلونزا موسمية؟ وهل يجب فعلا القلق منه؟
وفي هذا الصدد، توضّح الدكتورة المختصة في طب الأطفال، بلحاج، أنه من الناحية الطبية، نحن حاليا في ذروة موسم الفيروسات التنفسية، وعلى رأسها فيروس الأنفلونزا، إلى جانب فيروسات معروفة أخرى مثل الفيروس المخلوي التنفسي (VRS)، أما فيروس H3N2، الذي تحذر منه منظمة الصحة العالمية “فهو سلالة معروفة منذ سنوات، ويظهر بشكل موسمي تقريبا كل شتاء، وليس ظاهرة جديدة أو طارئة”، على حد قولها.
وتضيف بلحاج، أن ما يميز هذه السلالة من الفيروسات أنها أسرع انتشارا، وقد تتسبب في أعراض أشد نسبيا لدى بعض الفئات، خاصة الأطفال الصغار وكبار السن، “إلا أن ذلك لا يعني ظهور وباء جديد أو تغيّر غير طبيعي في شدة المرض مقارنة بالمواسم السابقة”.
سلالة فرعية وتطور طبيعي للفيروسات
وقالت المختصة في طب الأطفال، إن الحديث المتداول عن سلالة فرعية جديدة للأنفلونزا “لا يجب أن يثير الذعر”، لأن فيروسات الأنفلونزا، بطبيعتها، تتغير وتتحور بشكل طفيف من سنة إلى أخرى، وهو ما يفسر أيضا سبب تحديث تركيبة لقاح الأنفلونزا سنويا، وقالت إن هذا التطور يعد أمرا طبيعيا ومتوقعا علميا، ولا توجد إلى حد الساعة أي معطيات موثوقة تشير إلى ارتفاع غير معتاد في نسبة المضاعفات الخطيرة أو الوفيات.
لقاح الأنفلونزا أفضل حلول الوقاية
وكما أن تسجيل وفيات بسبب الأنفلونزا، خاصة بين الأطفال، “هو أمر موجود عالميا”، لكنه ليس مؤشرا على وجود وباء، لأن حالات الوفاة تسجل، حسبها، في كل موسم أنفلونزا، وغالبا ما تكون مرتبطة بوجود عوامل خطورة مثل، الأمراض المزمنة (الربو، السكري، أمراض القلب)، أو نقص المناعة، تأخر التدخل الطبي، أو حدوث مضاعفات.
وتؤكد المتحدثة، بأن أغلب الأطفال المصابين بالأنفلونزا، بما فيها H3N2، يشفون خلال أيام مع الراحة والمتابعة الصحية السليمة، وقد تكون الأعراض قوية نسبيا، تصاحبها حمى مرتفعة، خمول، فقدان شهية، لكنها غالبا تمر بسلام عند الركون للراحة والإكثار من السوائل، والاستعانة بغسيل الأنف، واستعمال خافضات الحرارة، ودعم الجسم بالفيتامينات والزنك عند الحاجة.
وشددت الطبيبة بلحاج، على أن المضادات الحيوية “غير ضرورية، لأن الأنفلونزا مرض فيروسي، واستعمالها العشوائي قد يسبب مشاكل هضمية من دون فائدة”، بينما يجب القلق، حسب قوله،٫ والمسارعة بمراجعة الطبيب فورا عند ظهور صعوبة أو تسارع في التنفس، خمول شديد أو فقدان الاستجابة، استمرار الحمى رغم خافضات الحرارة، ازرقاق الشفاه، وقيء متكرر أو تشنجات.. لأن التدخل المبكر للطبيب قد يحدث فرقا كبيرا، حتى بأبسط العلاجات”.
وتؤكد المختصة، أن اللقاح هو وسيلة وقاية مهمة لأن المتوفر منه في الجزائر هو رباعي التركيب، ويوفر حماية ضد مختلف أنواع الأنفلونزا.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس





