أفريقيا برس – الجزائر. لا تزال مختلف قرى ومناطق الأوراس شاهدة على همجية وجرائم الاستدمار الفرنسي الذي داس على كل الأعراف والقيم ومارس جميع الأساليب للقضاء على الثورة التحريرية منذ تفجيرها يوم الفاتح نوفمبر 1954 من جبال الأوراس قبل أن تنتشر في مختلف ربوع الوطن، إذ تظل مختلف المدن والقرى شاهدة على جرائم ومجازر الاستدمار الفرنسي، على غرار قرى عكريش بشناورة وسرى الحمّام بكيمل وتيزي ايفراج بلمصارة وكهوف المصياف وشيليا وغار بن شطوح ويابوس وغيرها من الأماكن التي لا تزال ملطخة بدماء الشهداء.
يؤكد الدكتور أسامة الطيب جعيل أنَّ السلطات الاستعمارية عملت جاهدة وبشتى الطرق على إخماد لهيب الثورة التحريرية في الأوراس وبقية مناطق الوطن، وهذا ما يُفسّره قول رئيس الحكومة الفرنسية منداس فرانس عن منطقة الأوراس: “يجب قطع رأس الأفعى لكي يموت سائر الجسد”، بحكم أن الانتصارات التي حققها جيش التحرير الوطني جعل السلطات الفرنسية تعتمد عدة استراتيجيات قمعية زجرية، نازية في أساليبها تمثلت في إنشاء المحتشدات والمناطق المحرَّمة، والمعتقلات والسجون، وبإتباع أشد أنواع التعذيب الوحشية، إضافة إلى اعتماد أساليب حربية تمثلت في الحرق والتقتيل والإبادة، استهدفت بها الأوراس وكل مناطق الوطن التي تبقى شاهدة على مجازر شاهدة على همجية فرنسا وحقدها الدفين على الشعب الجزائري الذي أصرّ على نيل حريته واستقلاله وكرامته مهما كان الثمن. وقد فضلت “الشروق” تسليط الضوء على نماذج من هذه المجازر للوقوف على حقيقة فرنسا الاستدمارية ومختلف ممارساتها الجهنمية التي دامت على كل القوانين والأعراف الإنسانية.
مجزرة سْرى الحمّام بعد أيام قليلة عن تفجير الثورة
مرت مؤخرا، سبعون سنة كاملة على هذه المجزرة التي ارتكبتها فرنسا الاستدمارية في قرية سْرى الحمّام بنواحي كيمل ولاية باتنة. كان ذلك في الأيام الأولى من اندلاع الثورة التحريرية، وحسب الدكتور طارق ثابت فقد كان المجاهدون يتوافدون على قرية سْرى الحمّام بكيمل جهارا ويتدرّبون على أسلحتهم نهارا، وحدث أن عقد القائد مصطفى بن بولعيد اجتماعا فيها، وعلمت الأجهزة الاستعمارية بذلك، فحاولت إرسال عساكرها صوب القرية، لكن أبناءها التحقوا جميعا بالثورة، ولهم من السلاح المتنوِّع ما يمكِّنهم من التصدي لأي هجوم غادر.
وأضاف أن قوات الجيش الفرنسي حاولت التقدّم وفي كل مرة تتراجع، وعرفت حسب قوله أن أبناء قرية سْرى الحمّام مسلحون ومهرة يصعب منازلتهم في الميدان، وعرفت أن النساء والأطفال فقط من بقي في القرية، وهنا تقدّمت بقوة كبيرة من الجنوب، واستطاعت الوصول إلى مشارف القرية بعد مقاومة ضارية ودخلوها بقوة غاشمة مدرَّبة على أعمال القتل والتدمير، وأرغموا السكان على ترك دورهم بشكل جماعي في جو بارد عاصف ومثلج، عبر الجبال العالية والأودية السحيقة إلى محتشد (الموت البطيء) بمنطقة تاجموت، حيث تعرّضوا إلى أبشع أنواع التنكيل، وأقسى وسائل التعذيب، وإلى الخوف والجوع والأمراض الفتاكة، التي أتت على أكثر من خمسة وسبعين (75) طفلا في مدة أربعين يوما.
وفي الوقت نفسه وخلال يومي 16 و17 نوفمبر 1954 قامت -حسب الدكتور طارق ثابت- الطائرات الحربية بصب حمم حقدها وجام غضبها بقنابلها المختلفة الأنواع والأوزان، لتحيل القرية إلى دمار شامل، وخراب تام لا تزال آثاره بادية للعيان إلى يومنا هذا، وتعرضت حرائر الأوراس وكريمات كيمل لمختلف الصدمات النفسية، والحالات الهستيرية التي يصعب الإحاطة بفظاعتها ووصفها.
محرقة غار بن شطوح
لا يزال سكان تينيباوين وتاكسلانت بباتنة يتذكّرون بشاعة المجزرة التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في حق مواطنين عزّل، مطلع شهر رمضان الكريم من العام 1959، ما تسّبب في استشهاد 118 مدنيّ في غار بن شطوح الشهير بجبل تارشيوين، وذلك يومي 22 و23 مارس 1959. ويؤكد الأستاذ سليمان قراوي بأن العدو الفرنسي خرج مدعما بالحلف الأطلسي إلى جبال أولاد سلطان لتمشيطها، حدث ذلك بعد عودته من المناطق المطوقة، إثر اكتشاف الغار المذكور من طرف بعض عساكر العدوّ، ما جعل أحد الفدائيين يطلق النار دفاعا عن المتواجدين داخل الغار، فقامت قوات العدو بمحاصرة غار بن شطوح الشهير، واكتشفت فوّهته. وتشير وثائق جيش التحرير الوطني بأن العدو مكث ليلا بقواته محاصِرا غار بن شطوح من جميع الجوانب، وشرع في رمي القنابل اليدوية، وفي صبيحة اليوم الموالي (23 مارس 1959 الموافق لـ7 رمضان)، جرى إنزال أعداد إضافية من الجنود، ثم شرعت في قنبلة الموقع رغم صعوبة استهدافه من طرف الطيران حسب ما ذهب إليه الكاتب والوالي السابق بشير فريك في توثيقه للمجزرة، ما جعل العدو الفرنسي يرسل مبعوثين من الحركى لمخاطبة المعتصمين داخل الكهف، بغية دعوتهم إلى الخروج والاستسلام. وبعد رفضهم المطلق، كثف العدو قصفه للغار باستعمال القنابل الغازية بما في ذلك النابالم، بعدما تعزز بقوات إضافية قادمة من نقاوس ومروانة وباتنة، عن طريق شاحنات نقل الجنود أو بإنزال جوي، وتشير بعض وثائق جيش التحرير بأن الاستعمار الفرنسي قد ألقى لغما يزن نحو 300 كيلو غرام من مادة “تي. آن. تي”، وتسبّب انفجاره الضخم في استشهاد 118 مواطن تركوا وراءهم عشرات العائلات من الأرامل واليتامى، ولم ينج سوى نحو 27 مدنيًّا، في الوقت الذي بقي ما يقرب من 20 شهيدا بين الصخور، وقد أخرجت رفات ثلاثة منهم عام 1973، وأعيد دفنهم في مقبرة الشهداء بتينيباوين (تاكسلانت).
محرقة بوعرعارو بدوار لولاش
وفي منطقة جبل أحمر خدّو في سفوح جبال الأوراس وقعت محرقة بوعرعارو بدوار لولاش التي لا يزال يذكر تفاصيلها المجاهدون وأبناء الشهداء، خاصة وأن عظام بعض الشهداء وجثثهم لا تزال مدفونة في موقع الحادثة إلى اليوم.
وحسب الأستاذ الأخضر رحموني، فقد وقعت المحرقة انتقاما من نشاط ودور ابن الجهة الشهيد رمضان حسوني الذي قام بتجنيد شباب أعراش المنطقة للالتحاق بالثورة، وكردِّ فعل على عملية أخذ بندقية “ماط” وُجدت معلقة بإحدى غرف الثكنة من طرف أحد الفدائيين المسجونين، وهو رناخي فرحات، فأخرجها مع لوازم النظافة ليلتحق بعدها مباشرة بالجبل، وعملية اختطاف ثانية لبندقية “ماط 49” لعسكري سنغالي بعد انفجار لغم في مركز حراسته ومقتله، وصعود الفدائي كذلك إلى الجبل، مما دفع القوات الفرنسية إلى الانتقام من الأهالي بالتعذيب والقتل.
ويشير محدثنا أنه بعد العملية الأولى، أعدِم عدة شهداء رميا بالرصاص وهم: بروثن مسعود بن محمد أمزيان، ومحمد الصغير محية بن الصادق، وملكمي محمد العيد بن سليمان.
وفي أواخر شهر نوفمبر 1956 وصلت القوات الفرنسية المتمركزة بقرية مشونش مدعمة باللفيف الأجنبي والقومية بقيادة الضابط الفرنسي جوكله ونائبه الجزائري عبد المجيد مرزوق لمؤازرة القوات الفرنسية بمركزي لولاش والميزاب، وجمعت سكان المداشر في قرية الخناق، وبعد المناداة على نحو 120 رجل، منهم المعروفون بدعم الثورة الممتنعون عن تسليم السلاح، وضعهم في سجن خصّص لذلك. وفي اليوم الثاني وبعد تعذيبهم العشوائي بمؤخّرة البنادق، أمرهم قائد فرنسي برتبة ملازم يسمَّى (برو) بالوقوف في حلقة مستديرة، وبدأ بالمناداة على أول شابّ وهو الدرّاجي جبابري، ونظرا لصغر سنه أخلِي سبيله، ثم نادى على الشاب الصالح دلولي بن محمد الذي قام ببطحه أرضا ثم ذبحه أحدُ الخونة، وارتكب الجريمة ذاتها مع الشاب سليماني علي، ثم جُمع نحو 13 من الرجال الذين تعرضوا للتعذيب والضرب الشديد، وأشعلت النار في فناء أحد المساكن القديمة وهو ملك حسوني محمد بن علي بالحطب الذي جُمع من مساكن المواطنين ببوعرعارو، وأعطى الأوامر لجنوده برمي 09 منهم في النار الملتهبة وهم أحياء الواحد تلو الآخر، حتى أن رائحة حرق لحوم البشر أصبحت تُشمُّ على مسافة بعيدة. كما حملوا 04 آخرون على ظهور البغال وهم مقيّدو الأيدي والأرجل، ثم قاموا برميهم من أعلى الجبل المحاذي للمنطقة وهم أحياء ليسقطوا شهداء وهم: تيمزرفت محمد المدعو تيريبل، وتابغة محمد الصالح بن العايش، وكندري محمد بن عبد الله، ورناخي علي بن بوزيد. والمجرم السفاح المسمى: (برو) قتله المجاهدون فيما بعد سنة 1958 بمعركة في جهـة (تاقوست) بناحية أريس.
استشهاد 11 مجاهدا بالغاز السام في مغارة “هاخنقاث هموعيرث”
وتبقى مناطق الأوراس شاهدة على بشاعة وهمجية الاستدمار الفرنسي، على غرار محرقة “هاخناقث هموعيرث”، في الجهة المقابلة لـ”تيمعمرث” بمرتفعات تاجرنيت التابعة لبلدية إينوغيسن بباتنة، إذ انتهك الاستدمار الفرنسي والحلف الأطلسي كل الأعراف والقوانين الدولية، باللجوء إلى الغاز السام والمواد المحظورة للقضاء على مجاهدين ومواطنين عزل.
وحسب ما تداوله شاهدو عيان عن هذه المحرقة التي وثقها الأستاذ محمد سعودي، فقد جاءت طائراتٌ حربية من نوع “ب 26” أمريكية الصنع، وقامت بدكِّ المكان بالقنابل، وتلتها طائرة مروحية ألقت بالمظليين الذين طوَّقوا المكان، وحاصروا المجاهدين مدة 3 أيام بلياليها (السبت والأحد والاثنين)، وطلب منهم الاستعمار الفرنسي الاستسلام إلا أنهم رفضوا، وردَّ الشهيد محمد الصالح بلاح (من مواليد 1940) على العدو بمدخل المخبأ ودافع عن رفقائه بسلاحه الرشاش من نوع “قارة” أمريكية الصنع مردّدا عبارة “نموت في الغار ومانسلمس روحي للكفار”، ليلجأ الاستعمار بعد ذلك إلى سد منفذ المغارة، ما تسبب في استشهاد الجميع بمادة سامة، وعددهم في المجموع 11 جنديا وهم: محمد الصالح بلاح، مسعود بن مسعود سعودي، لمبارك مزياني، عمار وعطوش سعودي، محند اولمسعوذ قادري، مبارك بن اعمر سلطاني، عبد الحفيظ بن إبراهيم غرابي، وحند اوسي علي لوصيفي، إبراهيم بن عثمان تالشميت، أحمد بن الصغير مسعودي، وعلي بن حمد الهادي بوجنيفة. كان ذلك يوم 25 فيفري 1961، إذ قتلتهم قوات الاستعمار بالغازات السامة بعد رفضهم الاستسلام، وحسب الأستاذ محمد سعودي فقد كانت جثة الشهيد بلاح محمد الصالح عارية تماما ومضروبة بسكين على أحد جوانبها، ومرمية بالقرب من مدخل المغارة، فقامت حيزية شبشوت (أخت الشهيد الصادق شبشوب) بتغطيتها بـ”ملحفة” سوداء كانت ترتديها. أما رفات الشهداء العشرة فجُمعت في أكياس من القماش بيضاء اللون بمسجد إينوغيسن، وبعد أن جُمعت رفات باقي الشهداء الذين سقطوا في ميدان الشرف بتراب البلدة، دُفنوا في حفل رسمي بمقبرة الشهداء بإينوغيسن.
بين “أم المعارك” ومجزرة كهف المصياف
من جانب آخر، يؤكد الدكتور أسامة الطيب جعيل أن من بين أبشع الجرائم ضدّ الإنسانية التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في الولاية الأولى الأوراس ما قامت به من مجزرة دموية في حق اثنين وثلاثين من رجال ومناضلي مدينة بريكة، فبعد أشهر من اعتقالهم بعد وشاية ضدهم، وتعرّضهم لشتى أنواع التعذيب وهم قيد الاعتقال، أقتيدوا إلى منطقة تازغت قرب سقانة، ووضعوا في كهف المصياف وفجّروا بالديناميت يوم 16 جوان 1959، في عملية بشعة تعكس طبيعة المستدمر الفرنسي.
فيما شهدت منطقة يابوس بجبال شيليا معركة وُصفت بـ”أم المعارك”، وذلك بخنقة بلوكيل الكبرى (مشتة أولاد عريف)، ارتقى فيها القائد الرائد عبد المجيد عبد الصمد، رفقة 63 شهيدا، في أكبر معركة، وذلك بتاريخ 2 ديسمبر 1960، وشاركت فيها قوات الحلف الأطلسي، وحسب الأستاذ أحمد عريف فإنه من بين الشهداء الذين ارتقوا فيها: عريف إسماعيل، عريف مصطفى، عريف محمد بن الهاشمي، عريف إبراهيم، بن يحي مسعود، بوراري مسعود، آغرور، بولعزيز. مضيفا أنه شارك فيها مجاهدون واجهوا المستدمر ببسالة مثل زايدي بلقاسم وعريف عبد الله بن نزار وبلواعر عمر ولعلى ونوغي ومحبوبي بولبير والوردي لكحل وغيرهم…
مظاهرات سلمية حولها الاستدمار إلى مجازر دموية
وفي السياق ذاته، لم تسلم حتى المظاهرات الشعبية السلمية من بطش الاستدمار الفرنسي وهمجيته، سواء في المدن أو في القرى، ويذكر لنا الأستاذ سليمان قراوي على سبيل المثال مظاهرة رأس العيون في الفاتح نوفمبر 1961، حين قام سكان حي الرّحبات بمظاهرات رغم الحصار، فوقعت مشاداتٌ عنيفة بين القوات الفرنسية والشعب المتواجد داخل الأسلاك الشائكة. واستُشهد أربعة مواطنين متظاهرين، أما خسائر العدو فتمثلت في قتل (دركي) فرنسي وجرح آخر. وعند وصول سكان (عين تاسة) إلى مكان المظاهرين في حي الرّحبات واتجهت إلى القادمين من عين تاسة، أمرت القوات الفرنسية بإيقافهم عن الزحف معززة بالدبابات والرشاشات، وكذلك مجموعة أخرى من جنوده بالمركز للتصدي للمتظاهرين. وفي هذه المظاهرة استُشهد سبعة وعشرون (27) وجرح أربعة وستون (64) ما بين رجال ونساء وأطفال.
وفي التاريخ ذاته (1 نوفمبر 1961)، قام مواطنو دوار لمسيل بلدية أولاد صلاح بمظاهرة رُفع فيها العلم الجزائري وقصدوا مراكز العدو الموجود (لبدية لحراشيش) بلمسيل، معلنين استنكارهم للاستعمار، ليطوَّق المتظاهرون باستعمال الطائرات قصد تفريقهم. وبعد إصرار المتظاهرين على مواصلة المسيرة قصفت القوات الفرنسية الجميع بالرصاص من دون تمييز، فسقط في هذه المظاهرة (20) شهيدا بين رجال ونساء.
جرائم بالجملة في معتقل تفلفال النسوي
وتعددت مظاهر همجية الاستدمار الفرنسي، وذلك بتنويع أساليب التعذيب والقهر انتقاما من بطولات وملاحم المجاهدين، ويعدّ معتقل تفلفال النسوي أول سجن فريد من نوعه في تاريخ الثورة التحريرية. وحسب الدكتورة جمعة بن زروال فقد أنشأته فرنسا لنساء المجاهدين الثوار الأوائل الذين فجَّروا الثورة في منطقة جنوب الأوراس لمنعهن من الاتصال بأزواجهن، وابتزاز الثوار بنسائهم وأبنائهم وبسبب العمليات العسكرية المكثفة للمجاهدين، مضيفة أن الجيش الفرنسي أنشأ المعتقل في شهر أوت 1955، وهو عبارة عن ساحة صغيرة مغلقة تحتوي على غرف وضعت فيها نساء المجاهدين مع أطفالهن من عدة مناطق من قرى غسيرة، ما جعله يرتكب جرائم على النساء المعتقلات في سجن تفلفال النسوي بغسيرة بالأوراس.
وحسب الدكتورة جمعة بن زروال فقد خلّف ذلك عدة أثار جسدية ونفسية على حياتهن بسبب المعاناة التي عايشنها في المعتقل، ومخلفات الضرب والاغتصاب والتهديد بالسلاح الأبيض من طرف الجيش الفرنسي وجنود اللفيف الأجنبي.
أما عن حالات الاغتصاب التي تعرضت لها النساء المعتقلات في سجن تفلفال في فترة 55/56 فتذكر محدثتنا شهادة ذهبية عبيد الله التي تقول: “كانت النساء يتعرّضن للاغتصاب في كل ليلة من طرف جنود اللفيف الأجنبي باختيار مجموعة من النسوة اللواتي ليس لهن أطفال صغار ويحوَّلن إلى أمكنة خاصة”. وأكدت الدكتورة بن زروال من خلال استقرائها لشهادات بعض النساء المعتقلات أنها لاحظت أنّ نسبة كبيرة منهن تأثّرن نفسيًّا بما وقع لهن في المعتقل من اعتداءات وقهر وتعذيب.
المصدر: الشروق
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس