أطباء يحذرون من العادات الاستهلاكية السيئة في رمضان

2
أطباء يحذرون من العادات الاستهلاكية السيئة في رمضان
أطباء يحذرون من العادات الاستهلاكية السيئة في رمضان

أفريقيا برس – الجزائر. يجمع أطباء ومختصون في مجال الصحة، على أن العادات والسلوكات الغذائية السيئة خلال شهر الصيام، تلحق أضرارا صحية بالجسم وترهقه، من خلال الإفراط في تناول أغذية غير متوازنة أو مشبعة بالدهون، إلى جانب استهلاك مفرط للسكريات التي تفقد الجسم حيويته وطاقته في أثناء الصيام، وبالمقابل، دعا المختصون إلى استغلال فرصة الشهر الفضيل في الإكثار من العبادات والطاعات ومنح الجسم عطلة للاستراحة بدلا من المبالغة في إعداد أصناف كثيرة ومتنوعة من الأطباق.

وفي هذا السياق، حذر رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، البروفيسور مصطفى خياطي، من بعض العادات الغذائية الشائعة لدى الصائمين خلال شهر رمضان، أخطرها الإفراط في تناول مختلف الأطعمة الدسمة والسكريات التي ترهق الجسم، وتتسبب في مشاكل بالبنكرياس والمعدة، كما أنها تخلف آثارا في عملية الهضم بعد شهر من الصيام، مضيفا أن أغلب الجزائريين يركزون خلال فترة رمضان على إعداد مختلف الأطعمة، بدلا من استغلال الفرصة للتعبد والخشوع، وكذا لتذكر ما يعانيه إخواننا في غزة من جوع وعطش.

وتطرق خياطي في حديثه إلى ضرورة زيارة الطبيب المختص بالنسبة للمرضى، الذين يعانون من مشاكل صحية سواء مزمنة أم مؤقتة، خاصة الأمراض المتعلقة بالجهاز الهضمي، من أجل الاستشارة الطبية وأخذ النصائح والتوجيهات من الطبيب المتابع، لمعرفة النظام الغذائي الخاص بكل حالة.

من جهة أخرى، أشار البروفيسور خياطي إلى بعض الأخطاء التي يقع فيها الأولياء الذين يصرون على صيام أطفالهم دون سن السابعة، معتبرا ذلك تصرفا خطيرا على صحتهم، وأوضح أن الطفل الأقل من 7 سنوات ممنوع من الصيام وفي حالة إصراره، يُفضل عدم تركه إكمال صومه ليوم كامل، أو منحه القليل من الماء في أثناء الصيام، وفي ما تعلق بالأطفال البالغين 8 سنوات فما فوق، نصح الدكتور خياطي بعدم إرهاقهم خلال الصيام ومنعهم من اللعب خارج المنزل أو التعرض مباشرة لأشعة الشمس لفترة طويلة خاصة في أثناء الظهيرة، إضافة إلى منحهم وقتا لمدة نصف ساعة على الأقل من أجل النوم والاستراحة، وهي ذات النصائح التي من المفترض أن تتبعها المرأة الحامل، بحسب خياطي.

السحور وجبة “مهمة” تمنح الجسم قوة خلال اليوم

ومن جهته، اعتبر المختص في الصحة العمومية امحمد كواش، شهر الصيام فرص لمن يعانون من مشكل السمنة، من أجل إنقاص الوزن الزائد، وليس العكس، بحيث يفرط الكثير من الجزائريين في استهلاك الوجبات الثقيلة والدسمة، وأكد كواش أن رمضان أيضا هو فرصة لمنح أعضاء الجسم عطلة مؤقتة مرة كل سنة للاستراحة، وهو ما يفسده أغلب الصائمين باستهلاك أغذية من شأنها أن تسبب إرهاقا للجسم بعد الإفطار.

وبخصوص الأغذية التي يُفضل تناولها خلال وجبة الإفطار، نصح الدكتور كواش باستهلاك الأطعمة الموسمية منها الخضر والفواكه، إلى جانب تناول الحبوب الجافة التي تكسب الجسم طاقة وقوة خلال الصيام، بالإضافة إلى مختلف الفواكه المجففة مثل التين والتمر وغيرهما، مع شرب الماء على فترات متقطعة وتناول العصائر الطبيعية.

وبالمقابل، دعا المتحدث إلى تجنب استهلاك بعض أنواع الخضروات غير الموسمية أو المجمدة، فهي بحسبه- مضرة بالصحة، كما حذر من الإكثار من المنبهات والوجبات الثقيلة التي ترهق الجسم، على غرار الأطباق التي تحتوي على الكثير من الدهون والدسم، وتسبب عادة في عسر الهضم، كما أنها تحتاج إلى وقت أطول لهضمها، كما أوصى المتحدث بتجنب الإفراط في استخدم التوابل والبهارات والتي لا تستغني عنها ربات البيوت خلال إعدادها لمختلف الأطباق الرمضانية.

وشدد محدثنا على أن تناول وجبة السحور أمر ضروري للصائمين، خاصة الذين يبذلون نشاطا فكريا أو بدنيا خلال اليوم، مثل السفر أو العمل بوظيفة متعبة، بحيث يتسبب إهمال الصائم لهذه الوجبة في الإصابة بإرهاق شديد، ولتفادي الإرهاق والتعب يقول الدكتور كواش، أنه من الأفضل تقسيم الأشغال خلال اليوم سواء بدنية أم فكرية على فترات متقطعة، أو تنجز في أثناء الفترة الصباحية ولا تؤجل للفترة المسائية، وكذالك العمل على تخفيف الوجبات السكرية والمشروبات الغازية التي تمنح الجسم طاقة مؤقتة وتفقد خلال الساعات الأولى من النهار، ونصح الدكتور الصائمين بتناول وجبات بسيطة وسهلة الهضم عند الإفطار، كالإفطار على ثلاث تمرات وصحن من “شوربة الخضار” ونصف كأس من عصير البرتقال، حيث يساعد ذلك الصائم على استعادة مستويات الغلوكوز الطبيعية في الدم، كما يساعده على التحكم في شهيته في أثناء تناول الوجبة الرئيسية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here