إدريس ربوح ل”أفريقيا برس”: الجزائر ستدافع بشراسة عن فلسطين ومقاومتها في مجلس الأمن

89
إدريس ربوح ل
إدريس ربوح ل"أفريقيا برس": الجزائر ستدافع بشراسة عن فلسطين ومقاومتها في مجلس الأمن

حوار آمنة جبران

أفريقيا برس – الجزائر. أكد إدريس ربوح رئيس جمعية الجزائريين الدولية في حواره مع “أفريقيا برس” أن الجزائر ستدافع بشراسة عن فلسطين ومقاومتها مع انطلاق مهامها في مجلس الأمن في بداية السنة القادمة كعضو غير دائم لسنتين، حيث من شأن ذلك أن يقوي موقف الدبلوماسية الجزائرية الداعم للحق الفلسطيني بشكل أكبر.

واعتبر ربوح أن الاحتلال الإسرائيلي وحلفائه خسروا المعركة الأخلاقية أمام الرأي العام العالمي بسبب المجازر الوحشية التي ارتكبوها في قطاع غزة وهي جرائم حرب تستوجب المحاكمة العاجلة، مشيرا إلى أن دعوات المقاطعة التي تقودها قوى شعبية عربية للضغط على إسرائيل غير كافية، حيث يتطلب وقف العدوان وغطرسة آلة الحرب الإسرائيلية خطوات سياسية عربية فعالة وأكثر جرأة مثل وقف النفط والغاز، حسب تقديره.

والدكتور إدريس ربوح هو رئيس جمعية الجزائريين الدولية والمنسق العام لتنسيقية جمعيات الجزائريين عبر العالم، ونائب الأمين العام لمنتدى التعاون والتنمية باسطنبول.

كيف تقيم الموقف الجزائري من الحرب في غزة، هل الجهود الجزائرية كانت كافية لدعم الفلسطينيين؟

الجهود الجزائرية على المستوى السياسي والدبلوماسي كانت في المستوى المطلوب وفاءا لتاريخ الجزائر في مناصرة حركات التحرر منذ مطلع استقلال الجزائر سنة 1962 بعد حرب تحريرية شاملة ضد المستعمر الفرنسي وحلفائه في حلف شمال الأطلسي(الناتو)، ولهذا أعلن الرئيس الجزائري بأن الفلسطينيين ليسوا بإرهابيين بل هم أصحاب قضية عادلة يناضلون ويكافحون من أجل تحرير أرضهم المغتصبة من طرف الصهاينة وبدعم متواصل من حلف شمال الأطلسي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا التي سلمت فلسطين للصهاينة وفق وعد بلفور المشؤوم، فحركات المقاومة الفلسطينية مرحب بها في الجزائر وفي مقدمتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والتي تخوض حرب تحريرية متواصلة مع الكيان الصهيوني من أجل تحرير فلسطين وإقامة الدولة وعاصمتها القدس الشريف في انسجام تام مع قرارات مختلف مؤسسات الشرعية الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة التي تؤيد حق الشعوب في الدفاع عن أراضيهم والكفاح من أجل استردادها من المستعمرين، فالجزائر تواصل دعمها ومساندتها حكومة وشعبا للنضال الفلسطيني.

حمّلت الخارجية الجزائرية مسؤولية ما يحدث من عدوان بالقطاع إلى تراجع الضغط العربي على إسرائيل، هل سيجد هذا الانتقاد أذانا صاغية من بقية الدول العربية لأجل التحرك الجدي والفعلي؟.

الجزائر كانت أول دولة تتحفظ على بيان اجتماع مجلس جامعة الدول العربية المنعقد في القاهرة في الأيام الأولى لمعركة طوفان الأقصى حيث رفضت ونأت بنفسها على مضمون البيان الذي يساوي بين الجلاد الصهيوني والضحية الفلسطينية، كما كانت الدولة الوحيدة التي تحفظت على بيان اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي المنعقد هو الآخر أيام بعد اندلاع معركة طوفان الأقصى والذي وقع في نفس خطيئة جامعة الدول العربية وساوى بين المجرم الإسرائيلي والمقاوم الفلسطيني المدافع عن أرضه المحتلة.

وعليه فإن الجزائر تجد نفسها رفقة عدد قليل من الدول العربية والإسلامية التي تملك الشجاعة الكافية لتحدي الغطرسة والاستكبار الأمريكي المتنفذ، ورغم ذلك فإن الجزائر لا تيأس مستعينة بتجربتها الثورية وبدبلوماسية ولدت من رحم ثورة التحرير في تحقيق اختراقات سياسية وبدبلوماسية كما فعلت منذ بضعة سنوات عندما طردت الكيان الصهيوني من الاتحاد الأفريقي وكانت عضو فاعل في تصويت 120 دولة عضوة في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح وقف إطلاق النار في فلسطين المحتلة، وسيكون لها دور أكثر قوة بمناسبة دخولها مع بداية السنة القادمة لمجلس الأمن كعضو غير دائم لمدة سنتين 2024 و 2025 وستكون بالتأكيد صوت والمدافع الشرس على فلسطين ومقاوماتها المتواصلة والتي ستتصاعد بشكل أقوى بعد معركة طوفان الأقصى والتي سوف تأخذ مدى يتجاوز قطاع غزة ليشمل كل فلسطين بل سيشمل الأراضي العربية المحتلة في الجولان السوري ومزارع شبعا اللبنانية وستكون الدبلوماسية الجزائرية حاضرة بقوة للدفاع عن القضايا العربية الثلاث وإسناد المقاومة الفلسطينية واللبنانية والسورية لتحرير كل الأراضي العربية المحتلة.

هل سيقع الاستجابة لدعوة الجزائر بتشكيل لجنة دولية تحقق في الجرائم الإسرائيلية المرتكبة بحق الفلسطينيين؟

الكيان الصهيوني وداعميه وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية خسروا المعركة الأخلاقية ومعركة الرأي العام العالمي بعد أبانوا عن وحشية وهمجية ذكرتنا بهمجية النازيين والفاشيين في الحرب العالمية الثانية حتى وصل الأمر بوزير التراث في الحكومة الصهيونية أن يدعو إلى استخدام القنبلة النووية ضد سكان غزة ونسي أنه تم بالفعل ضرب غزة بما يعادل قنبلتين نوويتين من مختلف القنابل طيلة شهر كامل من العدوان المتواصل لحد الآن. فالظروف جد مهيأة لجلب الحكومة الصهيونية لمحاكم جرائم الحرب خاصة مع تصاعد الضغط الشعبي داخل أمريكا وأوروبا وهو أقوى ضغط شعبي ضد الحرب في غزة.

برأيك كيف يمكن وقف نزيف الحرب وسط صمت عربي ودولي؟

وقف نزيف الدم يتم إيقافه عندما تدرك أمريكا أن كلفة دعم للكيان الصهيوني أصبحت عالية جدا ومخاطر خروجها من منطقة الشرق الأوسط تتعاظم وضياع مصالحها أصبحت في حكم المؤكد، في هذه الحالة فقط تتوقف أمريكا عن دعمها للاحتلال الصهيوني وتبحث عن الحلول السلمية وقد بدأت ذلك مع زيارة وزيرة الخارجية بليكن للمنطقة والتي أصبحت تحت عنوان الهدنة الإنسانية وليست كسابقاتها في بداية الحرب والتي جاءت بلغة التصعيد والوعيد.

هل تعتقد أن حملات المقاطعة الاقتصادية التي تقودها الجزائر ضد السلع الإسرائيلية ستنجح في عزلة الكيان الصهيوني وتكبده خسائر اقتصادية؟

حملات المقاطعة تقودها قوى شعبية ومن المفروض أن تكون أحد أدوات الحكومات المقاومة للغطرسة الأمريكية الصهيونية، لكن المطلوب من الجزائر وكل الدول العربية والإسلامية وكل الدول الحرة في أمريكا اللاتينية وغيرها أن تستخدم سلاح النفط والغاز في توقيف الحرب الهمجية على الأطفال والنساء والشيوخ في غزة ولا تكتفي الحكومات بإجراءات اقتصادية غير فعالة حيث أن حملات المقاطعة الشعبية للشركات التي تدعم الكيان الصهيوني بدأت تأتي بثمارها وتلحق خسارة مالية وأخلاقية لهذه الشركات فكيف إذا تدخلت الحكومات والدول وفعلت العقوبات الاقتصادية والسياسية وغيرها.

هل برأيك الحرب على غزة بعد التعاطف العربي الواسع ستساهم في غلق أبواب التطبيع بدول عربية؟

الدول المطبعة هي من أحرص الأطراف على هزيمة حركة المقاومة الإسلامية في كفاحها وحربها لخلق موازين قوى جديدة تمهد للجولات القادمة من الصراع العربي الصهيوني والذي تقودها حركات المقاومة في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن وهذا يزعج كثيرا الأنظمة العربية المطبعة والتي فشل مشروعها التطبيعي صبيحة 7 أكتوبر 2023 عندما أثبت مجاهدو حركة حماس المصنفة كمنظمة إرهابية عند المطبعين العرب بأن بيت الكيان الصهيوني أوهن من بيت العنكبوت ولم يبق إلا القليل لدحره وإنهاء الاحتلال الصهيوني.

ماهي أشكال التضامن وتحركات جمعية الجزائريين الدولية لدعم الفلسطينيين بعد العدوان الأخير؟

جمعية الجزائريين الدولية تشتغل في هذه الظروف ضمن جهود تنسيقية جمعيات الجزائريين عبر العالم والتي تضم العديد من جمعيات الجزائريين المنتشرة في القارات الخمس والعشرات من الدول حيث شارك أعضاء جمعياتنا في مختلف التظاهرات والمسيرات التي تنظم نصرة وتضامنا ودعما للشعب الفلسطيني ولشهداء كفاحه التحرري. كما أسست تنسيقية جمعيات الجزائريين عبر العالم رفقة الجمعيات الجزائرية داخل الجزائر تنسيقية المجتمع المدني لأجل فلسطين والتي تضم جمعيات ومنظمات ونقابات وشخصيات انخرطت جميعها في العمل لإسناد ودعم الشعب الفلسطيني المقاوم أمام العدوان الصهيوني ضد أطفال ونساء، وشيوخ غزة المحاصرة منذ 18 سنة بدعم أمريكي وأوروبي وخذلان عربي وإسلامي، كما ترتب جمعياتنا لعمل إغاثي جماعي متى تسمح ظروف لإيصال المساعدات الإنسانية اللازمة والضرورية لسكان قطاع غزة .

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here