إمام ببجاية يرفض التقاعد وهو في سن التسعين

14
إمام ببجاية يرفض التقاعد وهو في سن التسعين
إمام ببجاية يرفض التقاعد وهو في سن التسعين

افريقيا برسالجزائر. قام الاثنين، الشيخ الحاج عبد القادر مخلوف، إمام مسجد “تيزي وكلان” بقرية “توركين” بدوار “آيث ملول” بأعالي جبال بلدية تيشي شرق بجاية، بالتنقل إلى مقر مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية بجاية وذلك بعد ما وصلت إلى مسامعه أخبار تتحدث عن إحالته على التقاعد، حيث أريد له الراحة بعد قرابة 58 سنة من العطاء.

وأشار “بوعلام جوهري” من مديرية الشؤون الدينية لولاية بجاية في تدوينة على حسابه الشخصي، أن زيارة الشيخ “عبد القادر مخلوف” له بمكتبه كانت “إشراقة ملأت قلبي بالسعادة وأنا الذي أحببته عن بعد، بل وأتذكر أني حضرت له بعض الدروس في صغري وسمعت عنه الكثير وعن حكمته من سكان قريتي وسكان القرى المجاورة”.

وعن سبب الزيارة يقول جوهري: “هناك من أراد له التقاعد والراحة، فجاء برجليه لأجل إثبات أنه لا يزال قادرا على العطاء.. بل خائفا على مسجده الذي أمّ فيه الناس قبل الثورة وأثناءها وبعد الثورة إلى اليوم”، قبل أن يضيف “هذا الشيخ في غاية الإدراك والوعي وعزيمة الشباب”، مشيرا في نفس الوقت أن الشيخ مخلوف لا يملك هاتفا، حيث وهب هذا الأخير حياته للإمامة وأنه لم يستسغ التقاعد بالقول: “أنا لن أقعد عن مسجد بناه أبي”.

وقد أشار جوهري أنه قد أحس بالخجل وزادت محبته لهذا الشيخ الذي طلب منه الدعاء قبل أن يقول له: “أقسم بالله العظيم أنه لن يكون إلا ما تريد.. ومثلك سيدي لن يتقاعدوا، لأنهم لم يقعدوا أبدا عن نصرة الدين والوطن”.

يذكر أن الشيخ “عبد القادر مخلوف” البالغ من العمر 90 عاما شمسيا أي 92 سنة قمرية، مجاهد في الثورة التحريرية وإمام بالمسجد المذكور منذ قرابة 58 سنة، خلفا لوالده الذي بنى المسجد، حيث لم يتخلف الشيخ مخلوف عن مسجده إلا لمرض، فلا عطلة ولا هم يحزنون، وقال جوهري عن الشيخ مخلوف: “ملأ الدنيا هناك وكنت أسمع به منذ أكثر من ثلاثين عاما والناس تذكره بخير.. جنازات وعقود قران وزواج وفتاوى وإصلاح ذات بين ونصائح.. كان متواضعا للجميع وكم أعرف من أبناء قريتي ممن كانوا يمرون على مسجده ويصلون وراءه ويغترفون من دروسه وتوجيهاته ونصائحه”. وقد كانت للشيخ مخلوف صداقة مع الشيخ “سي اسعيد جوهري” رحمه اهلو وكانا يذهبان بالطلاب لمختلف الزوايا العامرة منذ أكثر من نصف قرن ويتقاسمان مشاق الطريق ويرعيان كل طالب ماديا ومعنويا.. بل وانقلبت بهما السيارة يوما والطلاب وكادا يغادران الدنيا معا ذلك اليوم.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here