… الجزائر توحّد الفرقاء

10
… الجزائر توحّد الفرقاء
… الجزائر توحّد الفرقاء

أفريقيا برس – الجزائر. نجحت الدبلوماسية الجزائرية عبر تحركات الرئيس عبد المجيد تبون في “تقريب الهوة” بين أهم مكونين للمشهد الفلسطيني، السلطة ممثلة في الرئيس محمود عباس وحركة المقاومة “حماس” عبر رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، بعد سنوات من الفتور وصل إلى حد ” التخوين والاقتتال”، وتسبق هذه الخطوة الهامة بين “الإخوة الأعداء”، القمة العربية في الفاتح نوفمبر، والتي تتصدر جدول أعمالها القضية الفلسطينية.

سبق للرئيس تبون التأكيد في حديثه عن القمة العربية، على “تعزيز الصف العربي عن طريق إنجاح القمة العربية المقبلة، حيث ستكون القضية الفلسطينية في مقدمة جدول أعماله”، وتمت ترجمة مسعى “نزيل المرادية” في مخطط عمل الحكومة الذي شدد بأنّ “الجزائر ستعمل بكلّ قوّتها على توحيد الصفّ العربيّ وبثّ روح العمل المشترك وعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية”.

ووضعت الجزائر هدفا واجب التحقيق في القمة العربية، بأن تكون “قمة لفلسطين والدفاع عن القضية الفلسطينية، وإخراجها من دوامة الاشتباك العربي”، ومما لا شك فيه أن العمل على أن تكون فلسطين على رأس جدول أعمال القمة يمر عبر تحقيق مصالحة داخلية بين السلطة في رام الله وقيادة حماس في قطاع غزة.

وإن كان من السابق لأوانه إطلاق حكم أو تقييم اللقاء الذي رعاه الرئيس تبون بين محمود عباس وإسماعيل هنية، ومدى إمكانية إذابته “الجليد السميك” بينهما إلا أنه يؤكد أمرا واحدا هو “صدق المسعى الجزائري في تحقيق المصالحة”، عكس بعض الأطراف الإقليمية التي “تعهدت” بالقضية الفلسطينية لسنوات طويلة وجعلت منها ورقة لتحقيق بعض المكتسبات لرصيدها.

الأمر الثاني لما جرى ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، من جمع الأيدي الفلسطينية بيد جزائرية، يأتي معاكسا تماما للأيدي التي تصافحت قبل أيام في قمة النقب، حيث جمع الكيان الصهيوني أمريكا ودول عربية منها حديثة التطبيع كالمغرب والإمارات البحرين.

ويَظهر التحرّك الجزائري في هذا التوقيت كما لو أنه سباحة ضدّ التيار في العالم العربي، كون القضية الفلسطينية تراجعت في سُلّم الاهتمامات ودخلت دائرة النسيان في دبلوماسيّات بعض الدول المؤثّرة، في مقابل ظهور نزعة تطبيعية غير مسبوقة مع دولة الاحتلال، أدّت إلى إقامة دول عربية علاقات كاملة بهذا الكيان، وصلت في حالة دول مثل المغرب، إضافة إلى بناء تحالف استراتيجي والدخول في اتفاقيات أمنية وعسكرية مشتركة، في انقلاب تامّ على المعايير التي ظَلّت تَنظر إلى الكيان الصهيوني كعدو أوّل ومشترك، على الأقلّ في الوجدان العربي.

وتريد الجزائر، من وراء السعي لتحريك المصالحة الفلسطينية قبيل انعقاد القمة العربية، وفق المعطيات السياسية لموقفها، إعادة وضع القضية الفلسطينية في قلْب اهتمامات الجامعة العربية، وجعلها القاسم المشترك الأكبر بين العرب، وذلك من خلال إحياء منطلقات مشتركة مثل “المبادرة العربية للسلام” لقمة بيروت 2002، والتي تعيد الجزائر في كلّ المناسبات الدولية التذكير بها، كما أن النجاح في تحقيق تقارب بين الفصائل الفلسطينية، سيعزّز، وجهة النظر الجزائرية، من مركز السلطة التفاوضي، على الأقلّ في الجامعة العربية، لوقف قطار التطبيع الذي يصبّ بالكامل في خدمة الكيان الصهيوني ولا يُحقّق أيّ مكتسب للفلسطينيين.

وفي سياق الأصداء عن اللقاء الذي جمع فيه الرئيس تبون بين محمود عباس وإسماعيل هنية، وتعمدت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” عدم الإشارة إليه بشكل رسمي، بينما اكتفت حركة “حماس” بالإشارة إليه في برقية موجزة على موقعها الإلكتروني، عبَّر هنية لاحقا وعقب لقائه برئيس مجلس الأمة صالح قوجيل عن “عظيم امتنانه لجمع الإخوة الفلسطينيين في الجزائر من أجل توحيد الصف ونبذ الفرقة والشقاق”، مؤكدا أن “تحرير فلسطين لا يتم إلا بالمقاومة والوحدة التي تعد ضرورة وطنية لذلك، لم يتردد في الاستجابة لدعوة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الحريص على الوحدة الوطنية الفلسطينية، مؤكدا أن هذا اللقاء الأخوي الفلسطيني يشكل مرحلة جديدة نحو بلورة رؤية متقدمة للنضال الفلسطيني، وقد حظي بترحيب كبير من الشعب الفلسطيني الذي يضع آمالا كبيرة على هذا الحدث المفصلي، باعتباره مشهدا جديدا يبعث على الاعتزاز”، تفيد بعض المعلومات بحسب ما نقله الموقع الإخباري “رأي اليوم”، أن “الجزائر توافق على عقد لقاءات بين قادة حركتي فتح وحماس على أراضيها، وبدء جلسات حوار ثنائية ومنفصلة في محاولة لتقريب وجهات النظر، وتحريك مياه المصالحة الراكدة”.

وذكرت المصادر، أن “الرئيس تبون سيُشرف شخصيًا على تلك اللقاءات، في حال وافق قادة فتح وحماس على إجرائها، مشيرةً إلى أن دور الجزائر قد يكون مبادرة “حسن نية” لا أكثر لمساعدة الفلسطينيين في تجاوز أزماتهم، وليس كوسيط جديد راع لهذا الملف، مع المحافظ على دور الوسيط المصري”، تقول “رأي اليوم”.

وقبل أشهر، أطلقت الجزائر مساعي وساطة للمصالحة بين مختلف الفصائل الفلسطينية، تمهيدا، وزار عباس الجزائر في ديسمبر 2021، وأعلن الجانبان آنذاك عن اتفاق لاستضافة الجزائر مؤتمرا للمصالحة الفلسطينية يسبق القمة العربية، وبعد زيارة عباس، توالت زيارات لوفود من الفصائل الفلسطينية لبحث ملف المصالحة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here