الجزائر وباريس.. تراكمات الماضي تُلبِّد الحاضر

6
الجزائر وباريس.. تراكمات الماضي تُلبِّد الحاضر
الجزائر وباريس.. تراكمات الماضي تُلبِّد الحاضر

أفريقيا برس – الجزائر. أول تواصل بين وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، ونظيرته الفرنسية، كاترين كولونا، منذ تكليفها بهذا المنصب قبل نحو شهر، وفق ما جاء في تغريدة للوزير الجزائري، اقتصرت هذه المرة على اللغة الفرنسية دون اللغة العربية على غير العادة.

وجاء في تغريدة رئيس الدبلوماسية الجزائرية: “أول تواصل مثمر مع نظيرتي الفرنسية، حول آفاق شراكة متوازنة، يتم فيها تبادل المنفعة بين بلدينا، وتعزيز الحوار بما يخدم الاستقرار والازدهار على الصعيدين الإقليمي والدولي”.

وفي بيان للخارجية على شبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، قالت الوزارة إن رمطان لعمامرة، تلقى مساء الإثنين، اتصالا هاتفيا من نظيرته الفرنسية، كاترين كولونا، و”سمحت هذه المحادثة، الأولى منذ تعيين كولونا على رأس الدبلوماسية الفرنسية، بتسليط الضوء على جودة وكثافة العلاقات الجزائرية – الفرنسية، بالإضافة إلى أهمية الاستحقاقات الثنائية المقبلة للدفع بها في عدة مجالات”.

وشدد الوزيران وفق البيان، على ضرورة مواصلة الجهود لتجسيد التوجهات الاستراتيجية للرئيسين عبد المجيد تبون وإيمانويل ماكرون، بهدف “بناء شراكة متوازنة ومفيدة للطرفين تقوم على أساس الاحترام المتبادل والتعاون المثمر”، وهي القاعدة التي أصبحت تشكل مرجعية ثابتة في السياسة الخارجية للجزائر في الآونة الأخيرة.

ومن بين المسائل التي تمت مناقشتها من قبل رئيسي دبلوماسية البلدين “القضايا ذات الاهتمام المشترك على المستويين الدولي والإقليمي، حيث تم الاتفاق على تكثيف المشاورات بهذا الشأن”، كما لم يفوت المسؤول الجزائري التأكيد على أن “الجزائر تولي أهمية كبيرة لضرورة امتثال العلاقات بين الشركاء في منطقة البحر الأبيض المتوسط للشرعية الدولية، وحمايتها من أي تأزم ينتج عن سياسات هروب إلى الأمام غير مسؤولة”.

من جهتها، الخارجية الفرنسية وفي بيان لها، قالت إن الوزيرين بحثا آخر تطورات العلاقات الجزائرية الإسبانية، وعبرت باريس عن “تمسكها الوثيق بالعلاقات الطيبة بين شركائنا الأوروبيين وجيراننا على الساحل الجنوبي للبحر المتوسط”، فيما بدا إشارة إلى الأزمة التي تعصف بين الجزائر وإسبانيا، بسبب انقلاب موقف هذه الأخيرة من القضية الصحراوية.

ومعلوم أن الجزائر كانت قد علقت الأربعاء الماضي “معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون” مع إسبانيا، وهي القضية التي هزت الرأي العام في إسبانيا، وخلفت أزمة سياسية هناك، اضطرت حكومة بيدرو سانشيز إلى الاحتماء بالاتحاد الأوروبي خوفا من عقوبات اقتصادية جزائرية على إسبانيا، في أعقاب تدهور العلاقات الثنائية.

وتزامنت المكالمة بين وزير الخارجية ونظيرته الفرنسية، وتواجد كاتبة الدولة بوزارة الخارجية الألمانية كاتيا كول، في زيارة رسمية عمل امتدت على مدار ثلاثة أيام، وشهدت التوقيع على اتفاقيات ثنائية، ما يرجح فرضية حضور الأزمة بين الجزائر ومدريد، في المباحثات التي جمعت المسؤولين الجزائريين بالضيفة الألمانية.

ويبحث المسؤولان في البلدين إعادة بعث العلاقات الجزائرية الفرنسية، وإخراجها من النفق المظلم الذي دخلته بعد التصريحات التي أطلقها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون في أكتوبر المنصرم، والتي وصلت حد التشكيك في وجود أمة جزائرية قبل الاحتلال الفرنسي في عام 1830.

وعلى الرغم من قيام وزير الخارجية الفرنسي السابق، جون إيف لودريان، بزيارتين إلى الجزائر في ظرف أقل من ستة أشهر، إلا أن العلاقات الثنائية لم تستعد بعد عافيتها المعهودة، ويربط المراقبون هذه البرودة بالثقل الذي يلقي به الماضي التاريخي لفرنسا على حاضر ومستقبل العلاقات الثنائية.

كما يعرقل التباين الحاصل في وجهات النظر بين البلدين بشأن بعض القضايا الإقليمية مثل الأزمة في ليبيا والأمن في منطقة الساحل ولاسيما مالي، تقدم العلاقات الثنائية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here