أفريقيا برس – الجزائر. تسبّب حادث انزلاق أرضي بساحة “20 أوت” بعين الترك بوهران، صباح الثلاثاء، في حدوث حالة هلع كبيرة وسط ساكنة الموقع، الذي شهد انجرافا أرضيا بالقرب من محور الدوران بوسط المدينة الساحلية التي تتأهب لانطلاق موسم الاصطياف. وبحسب تصريحات بعض القاطنين بالجوار، فإن الانزلاق وقع مباشرة بعد صلاة الفجر، وتسبّب في انكسار قنوات صرف المياه، وقنوات الغاز الطبيعي، ولحسن الحظ، لم يصاحب ذلك اشتغال للنيران، وإلا لكان حجم الكارثة أكبر.
وقال أحد السكان إن هذا الانزلاق الأرضي يكون قد نجم عن الضرر الذي لحق بجدار الدعم والإسناد، من قبل مقاولة إنجاز بالموقع المذكور، وأضاف أنهم ظنوا في البداية أن زلزالا قد ضرب مدينة عين الترك، وعند خروجهم لمعاينة الوضع تفاجئوا بانهيار الطريق، وانتشار رائحة الغاز، وانفجار قنوات صرف المياه، ولحسن الحظ، فإن المسجد المحاذي لمكان الانزلاق لم يصب بأي ضرر، مضيفا أن إحدى السيارات هوت في الحفرة التي تسبّب فيها الانزلاق، ولم يتم معرفة هوية ومصير صاحبها.
سيدة أخرى صرحت لنا بأنها توقعت حدوث هذه الكارثة، بعد سماعها، عند منتصف الليل، أصوات الأشغال التي كانت تتم بالموقع، والتي أعقبها تدفق كبير للمياه.
من جهته، أفاد مسؤول محلي بعين الترك، أن هذه الكارثة تسبّبت فيها أشغال بناء فندق بالموقع، لم يحترم صاحبه الإجراءات الأمنية الواجب اتخاذها، وهو ما سيكشف عنه التحقيق الذي فتح لمعرفة طبيعة الأشغال التي قام بها صاحب الفندق، وما إن كان قد خالف دفتر الشروط، ولم يتخذ الإجراءات الوقائية اللازمة لمنع وقوع مثل هذه الكارثة.
فور وقوع هذه الكارثة، تنقل والي وهران، سمير شيباني بمعية مسؤولي قطاع الأشغال العمومية ومسؤولي البلدية لعين المكان لتفقد الوضعية ومعاينة مكان حادث انزلاق التربة، حيث وجّه تعليمات من أجل إيجاد حلول فورية والتحكّم في الانزلاق لإبعاد الخطر، وتفادي حدوث أي خسائر بشرية ومادية.
وعقد الوالي اجتماعا طارئا على خلفية حادث انزلاق التربة على مستوى ساحة “20 أوت” بالقرب من محور الدوران، بوسط بلدية عين الترك، ضمّ كل المصالح المعنية، تم خلاله اتخاذ إجراءات لإيجاد حلول نهائية للتحكّم في الانزلاق، ومنع حدوث أي خسائر بشرية ومادية، حيث شدّد الوالي على ضرورة تحديد المصالح التقنية المختصة للأسباب الحقيقية للحادث، وكان الوالي قد تنقل رفقة المصالح الأمنية والمحلية والتقنية إلى عين المكان وقام باتخاذ قرارات استعجالية للتحكّم في الوضع.
وتعرف منطقة الساحل البحري لعين الترك تطوّرا عمرانيا للهياكل الفندقية والبنايات الشاطئية، مع منح تراخيص البناء من دون التحقّق الجاد من الدراسات الجيوتقنية، الأمر الذي يتسبّب في حدوث انزلاقات للأرضيات المجاورة لورشات البناء. للتذكير، فإن وهران شهدت في 27 أفريل الفارط انهيارا أرضيا بحي الصنوبر خلّف 4 قتلى.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس