أفريقيا برس – الجزائر. كشفت التقارير التي وصلت إلى مكاتب التنظيمات الطلابية عبر عديد الجامعات عن تأخر في انطلاق الدروس خلال الشهر الأول من السداسي الأول ولاسيما الحضورية منها، بالإضافة إلى تكرار نفس سيناريو السنة الماضية فيما يخص التعليم عن بعد الذي لا يزال رهينة لتدفق الانترنت ولنسخ الدروس من دون وجود أي تفاعلية مع عودة الاحتجاجات في عدة جامعات بسبب مشاكل وتراكمات الموسم الفارط.
وأفاد الأمين العام للاتحاد الطلابي الحر، محمد الهادي زمولي، لـ”الشروق” بأن انطلاق الدروس سواء النظرية والتطبيقية لم يكتمل بشكل كلي مثل العادة خلال الشهر الأول للدخول الجامعي الحالي، إذ تم تسجيل تذبذب وتباين بين مختلف الجامعات والتخصصات في انطلاق الدروس الحضورية عن طريق التفويج.
ولفت ذات المتحدث إلى أن بعض الجامعات لم تنطلق فيها لا الدروس النظرية ولا التطبيقية ولا حتى التربصات، وهو ما يمكن أن يؤثر –حسبه – على عدد الساعات الحضورية والرهان الذي وضعته الوصاية لهذا الموسم من أجل زيادة عدد الساعات الحضورية بحوالي 13 أسبوعا لكل سداسي. وأشار ممثل الاتحاد الطلابي الحر إلى إشكالية التأطير التي لا تزال تطرح نفسها خلال الموسم الجامعي الحالي، ولاسيما في جامعات التعداد الطلابي الكبير، وهو ما يؤثر سلبا على التحصيل البيداغوجي، حيث يتم منح الأساتذة مقاييس مختلفة عن تخصصهم لسد العجز أو الاستعانة بالأساتذة المؤقتين، معتبرا بأن انطلاقة السداسي الحالي كانت بنفس الانشغالات القديمة ولا تزال مرهونة بتطبيق البروتوكول الصحي والذي بدأ يتلاشى يوما بعد يوم، وخاصة بعد رفع الحجر الصحي مؤخرا، أما بالنسبة للتعليم عن بعد، فشرح زمولي بأن عملية التقييم الفعلية ستكون مع بداية امتحانات السداسي الأول.
ومن جهته، ذكر عبد الوهاب بن مرزوق، عضو المكتب الوطني المكلف بالبيداغوجيا في تجمع الطلبة الجزائريين الأحرار، بأن أهم ما ميز الأسابيع الأولى للدخول الجامعي 2021-2022 عودة الحركات الاحتجاجية التي شنتها بعض المكاتب الولائية للتنظيم بكل من المدن الجامعية سطيف 2، تيارت، النعامة، قسنطينة1، عنابة، جيجل، الجزائر2، بوزريعة، الوادي، وهذا بسبب المشاكل الاجتماعية والبيداغوجية التي طبعتها مخلفات الموسم الفارط، والتي ألقت ظلالها على عملية تسليم الشهادات وإتمام المناقشات في عدة كليات على المستوى الوطني.
كما كشفت التقارير التي تلقاها التنظيم عن عدم دراسة الطعون الخاصة بنقاط الأعمال الموجهة، وعدم فتح فترة تسجيل ثانية للماستر للطلبة المتأخرين في جامعاتهم.
وأوضح المتحدث لـ”الشروق” بأن الدخول الجامعي في شقه الخدماتي انطلق بشكل سيء، ولاسيما ما تعلق بمشكل الاكتظاظ، ما يستوجب فتح بعض الإقامات الجامعية بعدد من الولايات، على غرار المسيلة، سيدي بلعباس، البويرة، مستغانم، الشلف.
أما الجانب البيداغوجي، فقد لفت المتحدث إلى الحشو الكبير في الدروس بسبب نظام الدفعتين، بالإضافة إلى غلق بعض التخصصات وتحويلها إلى ولايات بعيدة مثل تخصص ترجمة وفنون العرض بسيدي بلعباس، وتخصص علوم سياسية بجامعة خميس مليانة، وهو ما أدى إلى استياء كبير لدى الطلبة، بالرغم من الجهود التي تبذلها الوصاية لإنجاح الدخول الجامعي.
كما شدد على ضرورة مواصلة عملية التلقيح للتخلص من تبعات التفويج والرجوع لنمط التعليم العادي والذي يعتبر الأنسب من حيث التحصيل العلمي، على حد تعبيره.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس