بارون لتهريب “الحراقة” يتسبب في هلاك عديد الشبان

5
بارون لتهريب “الحراقة” يتسبب في هلاك عديد الشبان
بارون لتهريب “الحراقة” يتسبب في هلاك عديد الشبان

أفريقيا برس – الجزائر. فتحت المصالح الأمنية في ولاية وهران، بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك لتسليط مزيد من الضوء على عمليات الإبحار السري التي تمت في المدة الأخيرة، انطلاقا من شواطئ وهران “سان روك، رأس فالكون، تروفيل” ونقاط بحرية أخرى ببلدية بوسفر، نحو الضفة الأخرى من المتوسط، في أعقاب توقيف بارون خطير بصفته منظما لرحلات الهجرة السرية، مقابل أموال معتبرة، وذلك على متن قوارب سريعة أقل حجما المعروفة بـ “الفانتوم” أو “الشبح”، التي يلجأ المهاجرون غير الشرعيين إليها لاختزال مسافة “الحرقة” إلى أقل من ثلاث ساعات بين الساحل الوهراني وجزر مايوركا في الجنوب الإسباني.

وبحسب ما استقته “الشروق” من معلومات من مصادر مطلعة، فإن البارون البالغ من العمر 51 عاما، المنحدر من ولاية الشلف، أوقفته مصالح الأمن رفقة ثلاثة شركاء آخرين في الشلف، ولا يزال يخضع إلى تحقيقات معمقة، رغبة في التوصل إلى شركاء آخرين، لورود إفادات جديدة من شبان أوقفتهم المصالح الأمنية في وهران وعين تموشنت ومستغانم في الفترة الأخيرة، تفيد بوجود مهربين سريين ينشطون سرّا داخل سكنات موسمية، وأن عديد الشبان راحوا ضحايا جرائم نصب واحتيال بسلب أموال كبيرة منهم، كما رفع المحققون وتيرة التحقيق في قضية الحال، للحصول على معطيات تخص أنشطة الشبكات السرية التي كانت تنشط على نفس الخط مع الموقوفين الأربعة المنحدرين من ولاية الشلف، وتعكف ذات المصالح على رفع إيقاع التحقيقات مع الموقوفين، موازاة مع ارتفاع أعداد الجثث المنتشلة من سواحل غرب الوطن في المدة الأخيرة، بحيث تم انتشال جثتي شابين في ساسل بعين تموشنت، وجثة في سيدي عبد الرحمن بتنس، كما لفظت أمواج البحر في مداغ 1 بوهران، جثة شخص مجهول الهوية لتحلل جثته، وكانت شبكات تسفير الحراقة خلف هذه الحوادث التراجيدية، طمعا في المال والكسب السريع على حساب أرواح البشر.

وتسعى المصالح الأمنية، إلى التحقق إن كان للشبكة التي أوقف أفرادها في شهر أوت، علاقة برحلة فاشلة لم تتم في بداية شهر أوت، وراح ضحيتها 4 شبان انتشلت قوات خفر السواحل جثثهم في خليج أرزيو، حيث عثر على قارب جانح في عرض البحر، فيما لم يعثر على دليل الرحلة وشبان آخرين لحد الآن، وأفصحت الأبحاث الأولية بأن الحادثة أسفرت عن وفاة شبان من مختلف الولايات المجاورة، قدموا إلى “أرزيو” للهجرة غير النظامية مقابل أموال طائلة تفاوتت بين 650 و800 ألف دينار جزائري، بسبب الإغراءات التي كان يقدمها العقل المدبر للشبكة، للحراقة الراغبين في بلوغ بلاد الأندلس بركوب قارب سريع مزود بمحركات دفع قوتها 250 حصانا، لكن في الواقع أن هذه المحركات لا تتجاوز في الغالب قوتها 80 حصانا، وهو ما تسبب في جنوح عدة قوارب في عرض البحر، وأدى إلى هلاك عشرات الحراقة في الشهور الأخيرة.

وتكشف المعلومات ذاتها أن المصالح الأمنية تواجه الشبكة بحقائق، وتحاول التأكد من أخرى للاشتباه بوقوف صاحب القارب السريع المحجوز “فانتوم”، خلف حادثة وفاة جزائريين غرقا في الصيف المنقضي.

وقال المصدر إن تحقيقات على قدر عال من الجدية تجريها المصالح الأمنية مع العقل المدبر للشبكة، الذي يشتبه بتدبيره عدة رحلات إبحار سري مقابل أموال كبيرة، في خضم حمى الهجرة السرية التي عرفتها شواطئ غرب الوطن في الشهور القليلة الماضية، وتلفت المعطيات إلى أن البارون الموقوف كان على صلة بأشخاص كانوا موضوع مذكرات بحث، لتورطهم في قضايا فساد يرجح أنهم فروا إلى خارج الوطن عبر قوارب سريعة وفرها البارون الموقوف.

حري بالذكر أنه تم توقيف منذ مطلع السنة الجارية، ما لا يقل عن 22 شخصا مشتبه بوقوفهم خلف رحلات الموت انطلاقا من شواطئ وهران نحو شبه الجزيرة الإيبيرية، فيما لا تزال جمعيات مفقودي البحر في مستغانم ووهران، ترفع صورا في صفحاتها الرسمية بمنصات التواصل الاجتماعي لشباب في عداد المفقودين انقطعت أخبارهم لحد اليوم.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here