“بريكس” تأخذ ألباب الجزائريين بأحاديث عن مكاسب الانضمام

8
"بريكس" تأخذ ألباب الجزائريين بأحاديث عن مكاسب الانضمام

علي ياحي

أفريقيا برس – الجزائر. بات الانضمام إلى منظمة “بريكس” يشغل بال الجزائريين بشكل واسع، وجاء الإعلان عن تقدم السلطات بطلب دخول هذا الفضاء ليفتح نقاشات على مختلف المستويات، بما فيها الشعبي، وإن كانت الأغلبية لا تملك معطيات ومعلومات حول “بريكس”، فإن وجود روسيا والصين ضمن المجموعة جعل الاهتمام يأخذ اتجاه الارتياح.

تجاذبات

وفتح حديث الخارجية الجزائرية حول التقدم بطلب رسمي للانضمام لاتحاد “بريكس” التي تضم أبرز الاقتصادات الصاعدة، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، تجاذبات انحصرت بين الأكاديميين الذين يناقشون الخطوة على أساس الربح والخسارة، ومن جهة أخرى الشارع الذي يثير نقاشات عاطفية مرتبطة بمعاداة الغرب وقدرة بلادهم على الجلوس مع الكبار، الأمر الذي ألهب الجدل واللغط مع استحواذ الآراء على صفحات الجرائد وبرامج القنوات.

وأوضحت المبعوثة الخاصة المكلفة المشاريع الكبرى لدى وزارة الخارجية ليلى زروقي أن روسيا والصين رحبتا بانضمام الجزائر، وأن جنوب أفريقيا والبرازيل والهند تدرس حالياً ملف الانضمام قبل الفصل فيه، وكشفت عن أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قدم رسمياً طلب انضمام بلاده إلى منظمة “بريكس” بعد أن أبرز في مقابلة له مع وسائل إعلام محلية نهاية يوليو (تموز) الماضي، اهتمام الجزائر بالانضمام إلى مجموعة دول “بريكس” التي تعد قوة سياسية واقتصادية. وأشار إلى أن “الجزائر لديها معظم الشروط المطلوبة للانضمام إلى المجموعة”.

نظام موازٍ

ورأى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية إدريس عطية أن “الانضمام إلى بريكس هو انضمام إلى مجموعة تريد خلق نظام موازٍ للنظام الذي يهيمن عليه الغرب بقيادة الولايات المتحدة وحلفائها الاستراتيجيين الأوروبيين واليابان وأستراليا، بالتالي هو الحديث عن مرحلة جديدة في العلاقات الدولية”، مضيفاً أن “العالم يعيش مرحلة مخاض حقيقية تسعى إلى إعادة هندسة العلاقات الدولية، وسوف نشهد في المرحلة المقبلة صعود عديد من الدول وهبوط أخرى، وبخاصة انحصار بعض القوى الدولية على غرار الولايات المتحدة، وإعادة ترتيب القوى الأوروبية على مستويات عدة وعلى رأسها المستوى الاقتصادي”.

وتابع عطية أن “انضمام الجزائر إلى بريكس يندرج في إطار إعادة التوازن، وهو ما ينطبق أيضاً على دول كبرى في المنطقة، لأن المجموعة تسعى إلى خلق إطار جديد أو موازٍ أو حتى تكون ضمن دول الترتيب الثاني، لأنها كاقتصادات صاعدة تسعى إلى ضم مجموعة من الدول التي تمتلك مؤشرات صعود اقتصادي وتأثير على المستوى الإقليمي أو الدولي، وتمتلك الجزائر تلك المؤشرات، سواء من خلال الرهانات الاقتصادية الداخلية، أو عبر الحضور الإقليمي والدولي المتميز، إضافة إلى أن موقعها في شمال أفريقيا يشكل نقطة استراتيجية”.

صعوبة الانضمام

في المقابل، اعتبر الدبلوماسي الجزائري محمد خدير أنه ليس من السهل انضمام الجزائر إلى مجموعة “بريكس”، مشدداً على أن “للجزائر أيضاً مصلحة في انضمامها للمنظمة التي تضم 40 في المئة من سكان العالم وثاني أكبر اقتصادات العالم بعد الولايات المتحدة، على اعتبار أنها تشمل روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا”.

وأوضح أن الجزائر سيكون لها مصالح كبيرة في حال انضمامها للمجموعة تفرض شروطها، ومنها فوائد اقتصادية مثل الاستفادة من تصدير منتجاتها واستيراد مواد مصنعة بمواصفات عالمية. وأضاف خدير أنه “حتى الآن لم تتوفر الظروف أو شروط الانضمام، وأنه ربما يعد التقديم بمثابة سعي إلى تحقيق متطلبات ذلك”، متوقعاً أن يكون الالتحاق “بعد ثلاث أو أربع سنوات حتى يندمج اقتصاد الجزائر مع اقتصادات دول الاتحاد، لا سيما أن الدخل المحلي لهذه الدول يفوق الجزائر بثلاث أو ثماني مرات”. وختم أنها “خطوة محمودة في انتظار الفصل فيها بعد دراسة الملف. وقبول الطلب يوفر للجزائر استثمارات ضخمة جداً وحماية كبيرة وبداية صناعية محترمة وغيرها من الامتيازات”.

ترحيب روسي – صيني

في السياق، رحب المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ونائب وزير خارجية فيدرالية روسيا ميخائيل بوغدانوف برغبة الجزائر الانضمام إلى مجموعة “بريكس”. وقال في مؤتمر صحافي، “نرحب برغبة شركائنا والأشخاص ذوي التفكير المماثل في الانضمام إلى تنسيقات مثل بريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون، وغيرهما”. وأبرز أنه “لدينا علاقات ممتازة مع الجزائر، ونحافظ على حوار يقوم على أساس من الثقة المتبادلة”، مؤكداً أنه “يجري بحث هذه المسألة في إطار العمل الجماعي في (بريكس)”.

ورحبت الصين التي تتولى الرئاسة الدورية للمجموعة على لسان وزير شؤون خارجيتها وانغ يي، برغبة الجزائر في الانضمام إلى الـ”بريكس”. وأشار إلى أن “الجزائر بلد ناشئ كبير وممثل للاقتصادات الناشئة”.

فوائد الانضمام

من جهة أخرى، اعتبر الباحث الاقتصادي عبدالرحمن هادف أن “عملية الانضمام لا تحتاج إلى مفاوضات ثنائية طويلة المدى وشروط أو معايير معينة يجب الالتزام بها كتلك المتعلقة بالانضمام إلى منظمة التجارة العالمية على سبيل المثال، حيث تكتفي الدولة الراغبة في الانضمام باقتراح ذلك لترد الأطراف الأعضاء، وقد حظيت الجزائر بموافقة كل من الصين وروسيا”. وأشار إلى أن “الجزائر ستكسب فوائد كثيرة بقبول الطلب، ومنها تحقيق التكامل الاقتصادي مع الدول الأعضاء في هذه المجموعة، كما أن الانضمام سيؤهلها إلى التوقيع على مشاريع اقتصادية جديدة، بحسب خصوصيات هذه الدول، وتطوير البنى التحتية، وتسهيل إنجاز المشاريع الكبرى، إضافة إلى التوقيع على اتفاقيات تفاضلية تتعلق برفع القيود الجمركية والعراقيل غير الجمركية والاستفادة من تجارب هذه الدول الرائدة في قطاعات معينة كالصناعة والزراعة والمناجم واستغلال الثروات الباطنية”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here