بنجامين ستورا: الاعتذار أضحى “شماعة” لتعطيل حل مسائل الذاكرة

8
بنجامين ستورا: الاعتذار أضحى “شماعة” لتعطيل حل مسائل الذاكرة
بنجامين ستورا: الاعتذار أضحى “شماعة” لتعطيل حل مسائل الذاكرة

افريقيا برسالجزائر. قال بنجامين ستورا المؤرخ الفرنسي وصاحب تقرير الذاكرة، إن مطلب الإعتذار عن جرائم الإستعمار الفرنسي بالجزائر، هو “شماعة” تستغلها أطراف في البلدين، للهروب من حل مسائل الذاكرة الحقيقية.

وقال ستورا في حوار مع قناة العربية، بشأن مطلب الإعتذار الذي يطالب به الجزائريون “لماذا تقديس كلمة الاعتذار؟ .. إذا أردنا اعتذارا لما لا.. أنا لا اهتم بذلك .. في فرنسا هي كلمة من بين كلمات أخرى لماذا لا يكون هناك اعتذار”.

وأوضح “بالنسبة إلي المسألة ليست هنا، وأنا أعمل على هذا الملف منذ 40 سنة، ولاحظت أن هناك عدة ملفات خلفت مأساة في البلدين”.

وحسبه: وراء مسألة الاعتذار تقف منظمات وأشخاص في فرنسا كما في الجزائر، من أجل عدم معالجة القضايا الجدية”.

وأضاف: الحديث الكثير عن المسائل الايديولوجية يجعلنا نتجاهل المسائل الجوهرية.

Regarder l’histoire en face, c’est ce qui nous permettra de réconcilier les mémoires. Merci Benjamin Stora pour ce rapport sur les mémoires de la colonisation et de la guerre d’Algérie. Poursuivons ensemble, par des actes, l’indispensable travail de reconnaissance. pic.twitter.com/23qqWiubhG

— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) January 20, 2021

ويقول بنجامين ستورا أنه لتجاوز هذه العقبة “ضمنت تقريري أمورا ملموسة مثل المفقودين والأرشيف وكيف تتم معالجته.. إنها مسائل مؤلمة”.

وأشار: نحن في 2021 وإذا أردنا ألا تبقى الذاكرة عبئا علينا، يجب معالجة هذه المسائل.

وأضاف: لابد من عمل على المدى الطويل حول الاستعمار وحرب الجزائر.. نحن في فرنسا تأخرنا حقيقة في معالجة هذه المسالة”.

وأوضح: لحلها لابد من بناء على المدى الطويل بين خبراء ومؤرخين وفاعلين من أجل معالجة ملفات الذاكرة المعلقة منذ 60 سنة وهي مدة طويلة.

وتابع: لهذا السبب اقترحت انشاء لجنة وليس القيام بخطاب آخر كما كان يقوم به الرؤساء السابقون منذ عهد شيراك.

وذكر: بالنسبة إلي، لابد من الانتقال من الخطاب الى الفعل والذهاب الى الملموس في مسألة الذاكرة.

ستورا يستشهد بالتجربة اليابانية

استشهد المؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا، بالتجربة اليابانية لتبرير رفض بلاده الاعتذار عن جرائمها الاستعمارية في الجزائر.

وجاء في التقرير الذي رفعه ستورا إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حول الاستعمار، أن اليابان تأثرت بسلسلة من النزاعات حول قضايا الذاكرة لم يتمكن معها خطاب الاعتذارات لم يكف لتهدئة الأمور.

وأوضح أن الصراع المعقد والمتعدد الأوجه ضد النسيان في اليابان تجلى بوضوح في معارك الذاكرة حول ضريح ياسوكوني في اليابان، الذي يكرّم “شهداء” الجيش الياباني، بينما يعتبرهم المجتمع الدولي – حسبه – مجرمي حرب، وأصبح هذا المكان التذكاري نقطة مرجعية مركزية، شبه دينية، لتمجيد الفخر الوطني، مما أثار ردود فعل غاضبة من العديد من الرأي العام الياباني والعامة في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا والصين وكوريا.

وعليه يقول بنجامين ستورا “نرى بعد ذلك أن خطاب الاعتذارات وليس فقط الاعتراف بالمجازر، لا يكفي لتهدئة الذكريات المؤلمة، ولتعزيز المعرفة حول هذه المسألة، ودحر الأفكار النمطية والعنصرية. لأننا إذا ألقينا نظرة عبر آسيا بشأن العلاقات بين اليابان والصين وكوريا في القرن العشرين، فإننا نعلم أنه تم تقديم اعتذار”.

والأربعاء، سلّم المؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا، للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تقريره حول الذاكرة يحوي 22 مقترحا لترميم العلاقة بين فرنسا والجزائر حول قضايا عالقة.

وجددت الرئاسة الفرنسية، رفضها الاعتذار عن الجرائم التي ارتكبتها فرنسا المحتلة، في الجزائر، وهو القرار الذي أعقب إيداع المؤرخ بنجامان ستورا، تقريره حول الاستعمار.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here